قدمت المسرحية الفنانة المتألقة دائما لمى نعامنة ابنة عرابة، والتي تعمل على بناء مسرح وطني واجتماعي
العمل المسرحي الجريء للفنانة المسرحية الشابة لمى نعامنة هو محاولة لتسليط الضوء على قضية شائكة تدور حول العنف ضد المرأة ومحاولة تزويج القاصرات واستخدامهن كسلعة لتنفيس الغرائز
صفق حشد كبير من الجنسين للحظات طويلة داخل قاعة مسرح محمود درويش الثقافي في عرابة البطوف عندما انطفأت الأضواء في إشارة إلى انتهاء مسرحية "تشويسيز" التي استمرت قرابة 50 دقيقة وقدمت المسرحية الفنانة المتألقة دائما لمى نعامنة ابنة عرابة، والتي تعمل على بناء مسرح وطني واجتماعي من خلال عمل دؤوب ومضنٍ بمواجهة صعاب كبيرة.
ولم يكن غريبا أن تحصد المسرحية إعجابًا كبيرًا من المتفرجين الذين عبروا عنه في موجات تصفيق مرتفع خلال فواصل موسيقية صاحبت إطفاء الأضواء للانتقال من مشهد إلى آخر على خشبة محمود درويش. واستبقت المسرحية بكلمة لرغدة طه رئيسة مجلس الشبيبة البلدي في القرية التي وصفت العمل بأنه «يستحق الجهود المبذولة فيه».
المسرحية من إخراج: ايهود فاردي، والاستشارة الفنية للفنان محمود ابو جازي
ومن ديكور وملابس: هيثم حداد، وموسيقى: الياس غرزوزي، وإضاءة: فراس طرابشة، وتقنيات وتشغيل اضاءة وموسيقى لعمران موسى، ومن انتاج مسرح البطوف، مركز محمود درويش الثقافي- عرابة، والاشارة الى أن المسرحية قد شاركت مهرجان مسرحيد للمونودراما في مدينة عكا وحازت على الجائزة الأولى "افضل ممثله مبدعه لعام 2013" وبالرغم من انه لا تتضمن المسرحية مشاهداً تصنف على أنها للبالغين فقط، فقد لجأ مخرج المسرحية إلى إيحاءات للإشارة على حدوث الاغتصاب تلته في ترتيب العرض زمنياً دون التصريح به، في خطوة تعود فيما يبدو إلى احترام القيم الدينية.
وهذا العمل المسرحي الجريء للفنانة المسرحية الشابة لمى نعامنة هو محاولة لتسليط الضوء على قضية شائكة تدور حول العنف ضد المرأة ومحاولة تزويج القاصرات واستخدامهن كسلعة لتنفيس الغرائز.
وتتضمن المسرحية مشاهداً بتقنية "فلاش باك" تديرها بطلة المسرحية أحياناً للتأكيد على أن "الحقيقة يراها كل طرف من وجهة نظره" أو لإظهار جوانب عنف تعرضت لها من والديها في صغرها، وتدخل عقب تذكرها هذه المشاهد في شجار مع أمها التي تصفها بعاصية الوالدين، وفي هذه المشاهد يوجه الخطاب من بطلة المسرحية إلى الجمهور في محاولة من طرفها لإقناع الجمهور بصدق روايتها عما جرى في الماضي.
والممثلة لمى نعامنة تعود لتبحر في رحلة بالذاكرة وقصص اكثر دقه وخصوصية، .. وتراقص بين اصابعها مجموعة من الصور وتركبها، ففي كل صورة قصة .. وآخرها صورة ما كان تحت العمدان.. وهنا تتطرق الى الظروف الاجتماعية التي تعيشها المرأة على هذه الارض، لتكون المرأة جزء من المحظورات والقيود التي فرضها المجتمع عليها وبالذات جسدها ولأسباب ما ..ان المجتمع لم يترك جسد المرأة على حالته الطبيعية .. وترفع الستارة عن ممثلة تكسرت ملامحها وتحولت لشخصيات عدة وهي في فراشها لتصبح على ما هي عليه الان ..في هذه اللحظة.. وتبدا مسرحيتها بسرد ممل عن ادق التفاصيل في حياتنا اليومية المملة ،لتتكشف عن حقيقه اخرى تتكلم عنها ما بين السطور عما جرى "تحت العمدان" لتتكلم عن مكانها الخاص بالطفولة لتجده مشوه ..ومتشبع من عصارة المجتمع .. في كل زمن في كل مكان يوجد تعبيرها "تحت العمدان"، والسؤال.. الى متى ؟ بالألهام ..بالثورة.. بالثقافة .. بالمسرح ..ربما..
فالمسرحية عبارة عن كوميديا سوداء في قالب درامي تسرد من خلاله قصصًا تسلط الضوء على التربية داخل العائلة، علاقة الأهل بأطفالهم، التقاليد الاجتماعية ونظرتها للمرأة، وغيرها من القضايا التي تصب جميعها في العلاقة الجدلية المركبة بين المجتمع والمرأة، بحيث تكون الأخيرة عرضة للقيود والمحظورات التي يضعها المجتمع عليها وعلى جسدها بشكل خاص.
هذا واختتمت المسرحية فكان لقاء جمع الممثلة لمى نعامنة مع جمهورها وجها لوجه في مقطع حواري مهم لتبين عددًا من القضايا الفنية والاجتماعية على حد سواء، فكانت تساؤلات من الجمهور وردت عليها نعامنة بموجب وجهة نظرها.