الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 14:02

إفرازات إنتخابات الكنيست الـ20/بقلم:عفيف شليوط

كل العرب
نُشر: 19/03/15 21:38,  حُتلن: 14:24

عفيف شليوط في مقاله: 

هذه الانتخابات كشفت القناع عن بشاعة القادة الاسرائيليين اليمينيين المتطرفين وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو

نتنياهو لم يأل جهداً في الادلاء بتصريحات عنصرية معادية للعرب من أجل الحصول على المزيد من الأصوات من الناخبين اليمينيين المتشددين وتعهده بعدم إقامة الدولة الفلسطينية بعد هذه التصريحات البغيضة لنتنياهو لم يعد بإمكانه أن يدّعي بأنه كرئيس حكومة يُمثّل المواطنين بل فئة من المواطنين فكيف يمكن أن يمثّل فئة من المواطنين ويعاديهم في الوقت ذاته

الضائقة التي أوهم بها نتنياهو أنصار اليمين الاسرائيلي في خلال الأيام الأخيرة للانتخابات، جعلتهم يسرعون الى نصرته خوفاً على ضياع الحكم منهم، ولتحقيق ذلك سمح نتنياهو لنفسه بأن يحرق الأخضر واليابس لكي يبقى في السلطة

عندما نُشرت نتائج انتخابات الكنيست الـ20، بقدر فرحتي بالفوز الذي حققته القائمة المشتركة، بقدر ما حزنت لنتائج الانتخابات بشكل عام، وتصاعد قوى اليمين التي أتت كالصاعقة على كل من اعتقد بأن التغيير آتٍ، علماً أننا كمواطنين عرب لا نعوّل كثيراً على هذا التغيير لو تحقق.

إلا أن هذه الانتخابات كشفت لنا وللعالم أجمع أكثر من أيّ يوم مضى مدى عنصرية أصحاب النفوذ والسلطة في اسرائيل تجاه جيرانها العرب والعرب القاطنين فيها. من ضمن الافرازات الخطيرة لانتخابات الكنيست ال 20 استخدام تصريحات عنصرية ومعادية للمواطنين العرب، والتي لم تقتصر على مرشحين وقادة أحزاب يمينية متطرفة وهي مرفوضة أصلاً ويجب التصدي لها وعدم المرور مرّ الكرام عليها، لأن الصمت يعني امكانية استمرار مثل هذه التصريحات وكأنها أمر عادي، رغم أنها تصريحات تخطّت كل الخطوط الحمر ويجب مواجهتها بصرامة. ولكن من المؤسف أن مثل هذه التصريحات البغيضة لم تقتصر على هؤلاء، إنما شارك بها وقادها شخصيات مركزية في السلطة الاسرائيلية الحاكمة، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حين قال :" أن اليساريين يجلبون الناخبين العرب "بحافلات" إلى صناديق الاقتراع لتوجيه دفة الانتخابات ضده".

وهنا أريد أن أطرح سؤالاً على السلطة الاسرائيلية ، عليكم أن تقرروا وبشكل واضح، هل تعتبرون العربي مواطناً يتمتع بكافة الحقوق، ومن حقه أن يرشح نفسح وينتخب، أو اعلنوها بشكل واضح وعلى الملأ أنكم لا تعترفون بالعرب في هذه البلاد كمواطنين، لأن التصريحات التي برزت في الحملات الانتخابية المعادية للمواطنين العرب، مفادها وبكل صراحة أن العرب ليسوا بجزء من هذه الدولة، وهم يشكلون خطراً عليكم. ومن المؤسف أيضاً أن هؤلاء المحرّضين على العرب في حملاتهم الانتخابية كانوا وبكل وقاحة يتوجهون للناخب العربي طالبين دعمه لهم ، والبعض كانوا بذلٍ مهين يمنحون ثقتهم لهؤلاء. قولوا لي بربكم ، هل يمكن لإنسان يتمتع بالعزّة والكرامة أن ينتخب جلّاده، أن ينتخب من يشتمه ويحرّض عليه ويعتبره عدوّاً له؟!

إن هذه الانتخابات كشفت القناع عن بشاعة القادة الاسرائيليين اليمينيين المتطرفين وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فهو لم يأل جهداً في الادلاء بتصريحات عنصرية معادية للعرب، من أجل الحصول على المزيد من الأصوات من الناخبين اليمينيين المتشددين، وتعهده بعدم إقامة الدولة الفلسطينية، بعد هذه التصريحات البغيضة لنتنياهو لم يعد بإمكانه أن يدّعي بأنه كرئيس حكومة يُمثّل المواطنين بل فئة من المواطنين، فكيف يمكن أن يمثّل فئة من المواطنين ويعاديهم في الوقت ذاته.

إن الضائقة التي أوهم بها نتنياهو أنصار اليمين الاسرائيلي في خلال الأيام الأخيرة للانتخابات، جعلتهم يسرعون الى نصرته خوفاً على ضياع الحكم منهم، ولتحقيق ذلك سمح نتنياهو لنفسه بأن يحرق الأخضر واليابس لكي يبقى في السلطة. بينما وجدنا القوى التي طرحت نفسها كبديل له مثل تحالف حزبي العمل وكديما لم تقدّم البديل ، بل دعمته وشجعته على مغامراته العسكرية الأخيرة عشيّة الانتخابات. أما ميرتس وللأسف، هذا الصوت الصارخ في البريّة، نجده يتراجع باستمرار نتيجة اتجاه الشعب اليهودي نحو اليمين المتطرف وابتعاده عن اليسار الحقيقي أو أشلاء اليسار الاسرائيلي المتمثل في حزب ميرتس، وهنا أوّد أن أطرح سؤالاً على قادة القائمة المشتركة، والآن أسمح لنفسي بأن أطرح هذا السؤال بعد انتهاء الانتخابات حتى لا أُتهم بأني لا أدعم هذه القائمة، لماذا هذا القرار الغريب غير المبرر بعدم توقيع فائض أصوات مع ميرتس؟! إنه قرار لا ينّم عن مسؤولية ولا يخدم مصالح الجماهير العربية، بل يزيد من تقوقعنا الأمر الذي أعتقد بأن الغالبية لا تريده ولا تتمناه.
بعد هذا النصر الذي حققته القائمة المشتركة ، أتمنى أولاً أن تحافظ هذه القائمة على وحدتها وعدم انسلاخ أعضائها الى عدة أحزاب. وأتمنى أن تعمل هذه القائمة على خدمة جماهيرنا العربية فاحتياجاتنا كثيرة، فالحصاد كثيرٌ ولَكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
298942.40
BTC
0.52
CNY
.