هناكَ مقهىً يقعُ على طريقٍ أسطوريّ
روائحُ الكتبِ فيهِ تروّجُ لأسرارٍ بالغةِ التعقيدْ
قدَ أقتربُ مرغمةً تسحبني ملايينُ الأرواحِ تروّجُ لفكرٍ بغيضْ
وَقَدْ أحتملُ ذكرياتِها الثقيلةَ تسوقني إليها اهتماماتٌ بما قد أكون أنا قد فقدتْ
أو بما أضاعَ يَوْماً ذاك الضالُّ الفقيدْ
بينَ العناوينِ تلمعُ نتوءاتُ الأحرفِ تركتْ أثَرَها البالغَ العمقِ كالماسِ
يخدشُ الحديدْ
جعلَتْ بَيْنَ كلّ من مضى وبينها رابطاً سرمديّاً وطيدْ
أنكمشُ بين الكَلِمَاتِ تلفُّني تطوفُ هي حولي لأنّ المقهى إعصارٌ من زمنٍ بعيدْ
أُعيدُ وأُعيدُ ما قالت وتكيدُ ليَ المجلداتُ وأنا أعلم ما تُرِيدْ
وتتلمّسُ الطريقَ إلَيَّ مدوّنةٌ من صُنْعِ خيالٍ عنيدٍ شديدْ
بين يديّ تستكينُ تهدأُ ساكنَتُها لطالما تآكلتْ
من أطرافِ صفحاتِ ذاتِها تكراراً تخيطْ
ويطيبُ لي أخذُها فأخرجُ غَيْرَ وحيدةٍ كما جِئْتُ تهمسُ ليَ الخواطرَ كما فعلتْ مَرّةً
فالتاريخُ يعيدُ نفسَهُ كُلّ مرةٍ من جَدِيدْ
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:
alarab@alarabnet