كاظم إبراهيم مواسي في مقاله:

إذا كنت تبيع الناس وكان ربحك مبالغاً فيه وكنت تشتري من الناس وتبخس الناس أشياءهم فأنت فقير مهما بلغت ثروتك

التكافل الاجتماعي الذي يميز مجتمعنا العربي والاسلامي في تراجع خاصة لأن معظم الميسورين في مجتمعنا يبنون ويشترون ويسافرون الى خارج البلاد عدة مرات في السنة

خفض مخصصات التأمين الوطني للأطفال والعاجزين والشيوخ ورفع الأسعار وانخفاض أجرة العمال والموظفين أعمال اجرامية وفاشية تريد أن تقول أن الفقراء لا يستحقون الحياة

صحيح أنّه في فترة حكم نتنياهو، حصل نمو اقتصادي في كل سنة، ما يعني زيادة في مدخولات الدولة تستغل في تطوير المدن الكبيرة والجيش والمستوطنات، النمو الاقتصادي حدث بسبب اجراءات قاسية وغير انسانية قامت بها الحكومة، أولها رفع اسعار الحاجات الاساسية للمواطنين، كالسكن والبنزين والكهرباء ورسوم التعليم الجامعي والسجائر والمشروبات، وثانيها، حجب الميزانيات وتقليلها للاقليات، هذه الاجراءات جعلت المواطنين القادرين على العمل أن يخرجوا للعمل حتى في ساعات اضافية وفي اكثر من مكان، حتى يستطيعوا العيش والاستمرار وتسديد الالتزامات، ونتج عن ذلك زيادة في الانتاج والمدخولات ونتج عن ذلك ايضاً انخفاض في نسبة البطالة، وزيادة في نسبة الفقراء لدى المجموعات كثيرة الاولاد ولدى الذين يتقاضون مخصصات العجز والشيخوخة...والسؤال المحير هو هل برفع الاسعار الحكومة تجبر المواطن على العمل، وهل اجرة العامل تكفي؟.

خفض مخصصات التأمين الوطني للأطفال والعاجزين والشيوخ، ورفع الأسعار وانخفاض أجرة العمال والموظفين أعمال اجرامية وفاشية تريد أن تقول أن الفقراء لا يستحقون الحياة.

التكافل الاجتماعي الذي يميز مجتمعنا العربي والاسلامي في تراجع خاصة لأن معظم الميسورين في مجتمعنا يبنون ويشترون ويسافرون الى خارج البلاد عدة مرات في السنة،ولا يفكرون أن يسألوا أشقاءهم إن كانوا بحاجة الى معونة.

بعض الأشخاص العاملين والمتعلمين يمارسون الاستعلاء على الضعفاء والمساكين وليس لديهم أي استعداد أن يحسنوا اليهم بالقول والعمل، سعيدون بتفوقهم عليهم، ناسين انهم هم أيضاً مساكين وضعفاء أمام أصحاب رؤوس الأموال الكبار، ما يدل أن مجتمعنا ليس معافى.

إذا كنت تبيع الناس وكان ربحك مبالغاً فيه وكنت تشتري من الناس وتبخس الناس أشياءهم فأنت فقير مهما بلغت ثروتك. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net