د.حاييم اسا والمحامي شمعون بطاط في مقالهما:
اسرائيل خارج المشهد النووي الايراني ولم يبق لديها سوى التوسل لفرض رقابة شديدة من قبل الدول العظمى على المنشئات النووية الايرانية
على الرّغم من صيرورة الاتّفاق بين إيران والدّول 5+1 إيران لن تستثني جهدًا للحصول على قنبلة نووية وعلى الولايات المتحدة الامريكية تطوير قدرات عسكرية هجومية لإبادة مفاعلاتها النووية العسكرية
لقد عرف التاريخ أنّ الدّول تحاول حماية مصالحها القومية بشتى الطرق وأن تلجأ احيانًا إلى الخديعة. منذ أحداث "حصان طروادة" وعبر أحداث "اللحية الحمراء - بربروسا" وحتى خديعة هتلر الكبرى في اتفاقيّة مولوتوف-ريبنتروب فإننا نعتقد أيضًا أنّ أوباما وحاشيته يعلمون أنّ توقيع إيران على الاتّفاقية النّوويّة هو خديعة لأنّ إيران تريد قدرات نووية عسكرية وفي أسرع وقت ممكن، ولكنّها تريد فكّ الحصار الاقتصاديّ الخانق عليها.
لجأت إيران إلى حيلة الاتفاقيّة عبر وعود اطلقتها تعتبر "مقبولة" على الدّول العظمى لتعمل في الخفية على برنامجها النّووي العسكريّ. إنّ النّقاش اليوم يدور حول قدرة الدّول الغربيّة من مراقبة نظام إيران النّوويّ وعلى إمكانية اكتشاف الخديعة الفارسيّة ومتى؟ وفي المقابل ما دامت الدّول الغربيّة لم تصل إلى اتّفاقيّة أيّا كان نوعها مع إيران فإنّها (إيران) تتقدّم بكلّ ما أوتيت من قوّة للحصول على القنبلة النّوويّة دون أن تملّ ثانية واحدة.
ماذا يفعل الامريكان؟؟
إنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة تلجأ إلى الحيلة أيضًا عبر موافقتها على اتّفاق تعرف أصلًا أنّه يؤجّل المشروع النّووي الإيراني ولا يقضي عليه. هذا التّأجيل تحتاجه أميركا حتى تطوّر قدراتها العسكرية الهجوميّة على أن تكون قادرة على إبادة منشآت إيران النّوويّة. أميركا بحاجة إلى كسب الوقت وفسحة ومجال للاستعداد.
إنّ انشاء مفاعل نوويّة جديدة، أو صنع صواريخ بالستيّة مع نظام نووي يعد بمثابة خرق للمعاهدة تستلزم ردًّا عسكريًّا أمريكيًّا والسؤال هنا إذا كان الرّد ممكنًا؟
إذا ما كانت إيران قد اتمّت خديعتها وأصبحت دولة نوويّة فهذا يجعل الرّد العسكريّ محفوفًا بمخاطرة كبيرة جدًّا وإن لم تكشف الخديعة الايرانيّة فإنّ الرّد العسكريّ يكون مستحيلًا.
إنّ أمريكا وفي الألفيّة الثّالثة بحاجة إلى خرق رسمي وواضح للاتّفاقيّة حتّى تتمكّن من اقناع العالم بصدق نواياها إذا ما أقدمت على أية عمليّة عسكريّة ضدّ إيران. إنّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة تريد أن تدخل إلى مواجهة عسكريّة مع إيران لا تتعدّى عدّة ساعات تكون فيها قادرة على إبادة المنشآت النّووية الإيرانيّة دون أن تمسّ بمواطنين عزّل ودون أن تلجأ إلى سلاح دمار شامل يقتل الالاف ويلحق أضرارا بيئيًّا كبيرًا.
لقد استطاعت أميركا إنهاء الحرب العالميّة الثّانية من خلال تقدّمها النّووي وأنّ أميركا اليوم تسبق باقي دول العالم بجيل تكنولوجيّ كامل تستطيع من خلاله القضاء على القدرات النّووية العسكريّة الإيرانية بصورة سريعة ودقيقة.
إسرائيل خارج مشهد الاتّفاق الغربي الإيراني ولقد حدث هذا بسبب موقف متطرّف وغير منطقي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزمرته، إنّ اسرائيل تفتقد إلى نقاش داخلي حول موقف نتنياهو، فراغ على المعارضة السّياسيّة الاسرائيليّة أن تملئه قريب، وأمام اسرائيل فقط خيار الضّغط الدّولي على إيران والتّوسّل إليها بتطبيق الاتفاقية ضمن رقابة دوليّة مشدّدة على المشروع النّووي الإيراني.
الدكتور حاييم اسا – محاضر جامعة تل ابيب
المحامي شمعون بطاط – مدير عام حزب العمل
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net