أمين عنبتاوي:

مهمة المستشار هي فعلاً إعادة بناء وتنظيم عمل الأقسام في البلدية من خلال مرافقة العمل بشكل متواصل ووضع برنامج عمل وجداول زمنية واضحة لتحقيقه

المستشار التنظيمي في بلدية شفاعمرو:

يجب أولاً وضع هرَمية واضحة في عمل الأقسام

"نحن بصدد وضع استراتيجية واضحة المعالم لمدينة شفاعمرو وعمل بلديتها.. نريد أن نرسم صورة مستقبلية للمدينة، للأهداف التي تريد الوصول إليها من مكانها الحالي"، هذا ما يكرر قوله المستشار الاستراتجي- الإداري – التنظيمي في بلدية شفاعمرو المحاضر الجامعي الدكتور أرتورو باخ في لقاءاته الأسبوعية مع مديري الأقسام في البلدية مضيفاً أن عمله لن يكتمل بتقديم توصيات فحسب إنما بمرافقته تطبيق هذه التوصيات.

رئيس البلدية أمين عنبتاوي

وكانت بلدية شفاعمرو تعاقدت مع الدكتور أرتورو بعد إعلانها مناقصة لمستشار استراتيجي - تنظيمي. ووقع الاختيار على أرتورو بعد أن أقنع أعضاء لجنة التعيينات بجدارته بالوظيفة وخبرته الطويلة في هذا المجال كمحاضر جامعي حاصل على الدكتوراه في الفلسفة واللقب الجامعي الثاني في علم الاجتماع التنظيمي ولقب آخر في الاستشارة التنظيمية، هذا فضلاً عن عمله مع بلدية تل أبيب ومجلس طرعان المحلي والعديد من المؤسسات العامة.

ويشير ارتوتور إلى أنه "يعرف المجتمع العربي معرفة قوية وعميقة منذ أكثر من 30 عاماً. وعن المهمة الملقاة عليه في بلدية شفاعمرو يقول إنه يعمل على وضع استراتيجية بلدية تتم ترجمتها لاحقاً إلى برنامج عمل..هذا ما أكده أيضاً رئيس البلدية..نضع أمامنا صورة شفاعمرو في المستقبل ووجهتها والمكان الذي تريد بلوغه وذلك من خلال الاستثمار الصحيح وإحداث التغيير وبذل التضحية من أجل بلوغ ما نطمح إليه في جميع المجالات: صحة وتربية وتعليم وهندسة وبيئة واقتصاد وقوى بشرية ورفاه اجتماعي ورياضة وشبيبة وغيرها".

ويقارن المستشار التنظيمي عمله بعمل الطبيب إذ يرى وجوب تشخيص المرض أولاً ثم تقديم التوصية لعلاجه ومتابعة تطبيق التوصية. ويقول: "نعمل أولاً على معرفة الجهاز البلدي والتعرف إلى الوضع القائم، وكيف يعمل وذلك من خلال لقاءاتنا مع مديري الأقسام على أن نلتقي في المستقبل القريب سائر الموظفين". ويضيف: "لم أحضر لأكتب تقريراً إنما لمرافقة التطبيق، والتوصيات ستكون حول الشكل الصحيح الذي يجب أن يُدار به عمل البلدية، ووضع برامج عمل ومتابعة مدى التقدم في تنفيذها..سنتابع باستمرار قياس التقدم في تحقيق الأهداف المحددة وفحص نتائج العمل من أجل بلوغ هذه الأهداف". وأردف قائلاً: "سأواصل متابعة وضع برنامج العمل للعام المقبل أيضاً..وقد طلبت من مديري الأقسام إجراء جرد للأملاك والموارد في المدينة كي يكون في حوزتنا مجمع معلومات واضح وكامل".

وشدد على أن "الهدف من لقاءاته مع مديري الأقسام هو وضع هَرَمية واضحة، "في البلدية 30 قسماً أعتقد أنها لا تعمل اليوم بتنسيق وتعاون.. سأعمل على تفعيل الجهاز البلدي بشكل ناجع على أن يتم تقييم عمل الموظف أو العامل بناء للنتائج.. أعتقد أن أقل ما يقال في الوضع الحالي أنه غير منضبط ويجب تركيز الجهد من خلال وضع هرمية واضحة، إذ لا عنوان في عدد من المجالات..". وختم حديثه بمقارنة عمله مع عمل مدرب فريق كرة القدم الذي يحتاج لخامات جيدة من اجل تحقيق البطولة لإدراكه أنه مع الخامات الحالية لا يمكن أن يحققها".

من جهته يرى رئيس البلدية أمين عنبتاوي أن "مهمة المستشار هي فعلاً إعادة بناء وتنظيم عمل الأقسام في البلدية من خلال مرافقة العمل بشكل متواصل ووضع برنامج عمل وجداول زمنية واضحة لتحقيقه". وقال: "لا يعقل لبلدية أن تعمل البلدية بدون برنامج مدروس وشامل على مستوى الأقسام والبلدية..لا يمكن التقدم من دون التخطيط الصحيح المسبق مع رؤية بعيدة المدى. هذا شرط أساسي لا يمكن التحرك من دونه..هذا ألف باء العمل في أية مؤسسة تحترم نفسها فكم بالحري في بلدية لمدينة من أربعين ألف مواطن وبلدية مع مئات الموظفين والعمال". وأضاف رئيس البلدية: "ليس لغرض الانتقاد، لكن الحقيقة هي أنه لا يمكن أن تستمر البلدية في أسلوب عملها الذي اعتادت عليه لسنوات طويلة، أي العمل الجاري، أولاً بأول. كل العمل انصب حتى الآن بالأشياء اليومية من دون تحديد أهداف ليوم الغد، للمستقبل، على مستوى البلد كلها. كل قسم يعمل وكأنه مستقل عن غيره، من دون نقاط التقاء وتنسيق.. هكذا لا يمكن أن نخطو إلى الأمام..هناك ضرورة لوضع رؤية بعيدة المدى". وختم رئيس البلدية: "من أجل بلوغ الهدف نضع بدايةً رؤية واضحة وشمولية ثم نعمل على تطبيقها".

المستشار الاستراتجي في بلدية شفاعمرو- الدكتور أرتورو باخ