كوادر طمرة في بيانها:
الدعوة لمقاطعة أي عرض فني ممكن أن تعتبر شرعية لكن إذا تعدت حدود الحوار وانزلقت نحو التحريض والعنف كما حدث في أماكن عدة وكما حدث اليوم في مدينة طمرة فأنها تتعدى الشرعية إلى ممارسات لا يمكن تجاوزها والمر عليها دون موقف واضح ورافض
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن كوادر طمرة جاء فيه ما يلي: "إن اللجوء إلى التهديد والوعيد لمنع تنظيم عرض فني يعتبر أمرا خطيرا وتجاوزا لكل حدود المنطق والمقبول في مجتمع يصبو للتقدم ويحترم حرية الرأي".
وأضاف البيان: "لا يمكن التأتأه إزاء التصرفات التي تضمنت التهديد بشتى اشكاله، لمنع تنظيم عرض فني مسرحي، هناك فرق بين الإساءة المرفوضة للإسلام وبين النقد بقالب فني متحضر لمجموعات إسلامية سياسية، إذ أن التطرق لهذه المجموعات ومواقفها هو شرعي وفي حدود التعبير عن الرأي المقبولة أخلاقيا ودينيا. إنّ محاولات البعض في التهويل والتأجيج والتعميم لخلق أجواء ترهيبية، هي بحد ذاتها إساءة للدين الإسلامي ولما يمثله من تسامح واحترام الأخر".
وتابع البيان: "الدعوة لمقاطعة أي عرض فني ممكن أن تعتبر شرعية، لكن إذا تعدت حدود الحوار وانزلقت نحو التحريض والعنف، كما حدث في أماكن عدة وكما حدث اليوم في مدينة طمرة، فأنها تتعدى الشرعية إلى ممارسات لا يمكن تجاوزها والمر عليها دون موقف واضح ورافض". ولا يمكن أن نسمح لترهيب بعض الأفراد والجماعات لفرض أرائها وأجندتها على الحيز العام، في محاولة منها لاحتكار الفكر الديني والاجتماعي، وتكفير كل ما يخالفها وتنصيب نفسها كأنها المعتمدة والحريصة الوحيدة على الدين وحمايته كما يحدث من حولنا من نهج التيارات الدينية والعقائدية التكفيرية المدمرة. إن تبعيات مثل هذا الأسلوب المتطرف خطيرة جدا على مجتمعنا ويجب تداركها منعا للفتنة والتفتت والتشرذم، وبجب أخذها وتداعياتها بكامل الجدية والمسؤولية".
واختتم البيان: "إننا كمجتمع عربي فلسطيني في الداخل لنا خاصيتنا التي تلزمنا باحترام التعددية الفكرية والتي من خلالها فقط نستطيع أن نطور مجتمعا محصنا ضد الظواهر الاجتماعية السلبية مثل العنف وغيرها، وكذلك لنطور أنفسنا كأقلية قومية قوية في مواجهة السياسة العنصرية التي تسعى إلى تهميشنا وإلغائنا من الحيز ومن جودنا على أرضنا وفي وطننا. وإنّ هذه الممارسات تحد من إمكانيات الإبداع الفكري والتطوري والبحثي وروح المبادرة لدى شباب وصبايا مجتمعنا التي نحن بأمس الحاجة إليها وهي الكفيلة بإخراجنا من ضعف الأداء في مواجهة الآفات المجتمعية والسياسيات العنصرية كأقلية"، إلى هنا نصّ البيان.