لجنة المتابعة في بيانها:
نُحذِّر بوضوح لا تجعلونا نرفع البطاقة الحَمْراء
إننا نقف اليوم أمام تحدٍّ جماعي حقيقي يترتَّب على نتائجِهِ طبيعة وجودِنا ومُستقبل أبنائِنا بدون إستثناء ما يَسْتَدْعي منّا الارتقاء الجماعيّ والفرديّ الوحدويّ والكِفاحيّ المُنظَّم والتصاعُديّ
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن لجنة المتبعة جاء فيه ما يلي: كلمة لجنة المتابعة في مظاهرة اليوم الثلاثاء في تل أبيب التي ألقاها وقدّمها سكرتير اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس مجلس محلي عيلبون جريس مطر، نيابةً عن مازن غنايم، والقائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة العليا ورئيس اللجنة القطرية ورئيس بلدية سخنين: "نتظاهر اليوم هنا، في تل أبيب، مُوَحَّدين كجماهير عربية في البلاد، بقرار من لجنة المتابعة العليا، لا لنستفِزَّ أحداً، بل لنرفع بطاقة صفراء بوجه الحكومة الإسرائيلية وسياساتها تجاهنا، ونحو ممارساتها التي تستهدف بقاءنا ووجودنا وتطورنا في وطننا. فنحن هنا اليوم، لنعلن إحتجاجنا الشَّديد ونوصل رسائلنا إلى حيث ينبغي أن تَصِل".
وأضاف البيان أنّه: "فقد بات واضحا مؤخَّراً، أنّ المؤسّسة الإسرائيليّة، بكلِّ أذرعِها، أعلنتْ "حرب الهدم" على البيوت العربيّة، من خلال تصعيد وتسارُع منهجيّ و مُكثَّف في سياسة هدم البيوت العربيّة، بحجّة ما يُسمى زُوراً "البناء غير المرخَّص"، كما تجلّى ذلك في الأسابيع الأخيرة، في النّقب والمثلث وكفركنّا في الجليل واخيرًا في دَهمَش".
وتابع البيان: "نحن هنا لا لنحتج ونرفض بشدَّة وحِدَّة، طريقة الهدم أو تسارعه أو تصعيده، إنما لنقول "لا" كبيرة لمبدأ وأساس سياسة هدم البيوت العربية. فما تَوقَّفتْ الحكومات الإسرائيليّة يومًا، عن الإدّعاء الكاذب والتّضليليّ للرّأي العام، بأنّ المواطنين العرب يبنون بيوتًا "غير مرخَّصة"، وبالتالي "غير شرعيّة"، في حين أنّ هذه الحكومات، بمختلف هيئاتها وأذرعِها، وبغياب قضاء نزيه وعادل، هي التي ترفض توسيع مناطق النفوذ ومُسطّحات البناء للمدن والقرى والتّجمعات العربية، في مختلف أنحاء البلاد، في الجليل والمثلث والنقب والمدن السَّاحلية- المختلطة، وترفض المُصادقة على الخرائط الهيكلية المُقترحة والمتواضِعَة للمدن والقرى العربية وسُلطاتها المحلية ، مُنذ عشرات السنين، وترفض حتى توصيات "لجان الحدود" الرسمية في هذا الخصوص، حتى غَدَت مُدننا وقرانا وتجمعاتُنا السَّكنية بمثابة جيتوهات مُحاصَرة. بل هنالك مِنَ المسؤولين الرّسميين مَنْ أكّد أنّ هذه سياسة منهجيّة، تعتمِد على قرار سياسي مؤسَّساتي يأتي على خلفية تَوْراتية، فلا يُمكن منح أراضٍ "للأغيار"، إلا لإقامة المقابر لهم، على ما يبدو..!".
وكما جاء في البيان أنّه: "هذا مع العلم أنّنا أصحاب الأرض الأصليين والحقيقيين، بينما لا نملك أكثر من 2.5% من الأراضي في البلاد، ما لا يتناسب أبدًا مع نسبتنا السكانية، ولا مع الحد الأدنى من احتياجاتنا وتطوّرنا ونموّنا الطبيعي، كما رَفضتْ الحكومات الإسرائيلية جميع المُبادَرات والمشاريع البديلة، المهنية والعادلة نسبيا، التي عرضتها الهيئات التمثيلية الوحدوية والقيادية للجماهير العربية، منذ عِدَّة سنوات، وكان أبرزها مُبادرة اللجنة القطرية لرؤساء السلطة المحلية العربية، والتي عُرِضْت على الحكومة ومؤسسات الدولة، لكنها لم تَجِد سوى التجاهُل والإهمال".
وتابع البيان أنّه: "إذا عَلِمنا أنّ اكثر من خمسين ألف بيت عربي مُهدَّد مباشرةً بالهدم، للذَّريعةِ ذاتها، أي نحو خُمس (⅕) البيوت العربية في البلاد، فهذا يعني أنّنا أمام عملية تطهير عرقي، جديدة ومنهجية ، تبدو " ناعمة" وقانونية وشرعية، ضد الوجود العربي الفلسطيني في البلاد. إننا مواطنين في وطننا ولسنا مجرّد سكان او أقلية، نبني ونملك بيوتاً لا مجرّد مساكِن عابرَة ومتنقِّلة، ولسنا مستوطنين أو غُرباء. لذلك فإنّ معركة الدّفاع عن البيوت والأرض، من ناحيتنا، هي قضية وجودية وجَماعية، لا تحتمِل الحَياد او الصَّمت حيالها. وهي أيضا قضيّة عادلة، رغم غِياب العدالة، وِفقاً لكلِّ القوانين والشرائع والتشريعات الدولية والطبيعية. فالحقذ في المسكن، حقّ أساسي، كفلته وضمنته جميع المعاهدات والإتفاقيات والقوانين الدولية. وعلى هذا الأساس، فقد توجَّهنا قبل عِدَّة أيام، برسائل إلى سفراء الدّول المعتمَدين في تل ابيب، ومن خلالِهم إلى الهيئات والمؤسسات الدّولية وإلى الرأي العام الدّولي، كشفنا خلالها حقيقة وطبيعة السّياسات الإسرائيلية نحو المواطنين العرب، وطالبناهم بتحمُّل مسؤوليتهم السياسية والقانونية والإنسانية. ومن أجل هذا وأكثر منه، أعلنا اليوم الإضراب العام والشامل، تحت عنوان إضراب "يوم البيت"، وقرَّرنا تنظيم هذه المظاهرة القطريّة والوحدويّة والمشتركة ، في تل ابيب ، لا للاحتجاج فحسب، إنّما أيضا لنقول للمجتمع الإسرائيلي إنّ حكومتكم تُضَلّلكم، وإن سياستَها أساس البَلاء والعنصرية والتوتُّر، وإنها تحاوِل دفعنا نحو مواجَهة مُباشِرَة، بعدما أعلنت الحرب المباشرة علينا وعلى وجودِنا، وليس فقط على حقوقنا".
وتابع البيان: "إننا نقف اليوم أمام تحدٍّ جماعي حقيقي، يترتَّب على نتائجِهِ طبيعة وجودِنا ومُستقبل أبنائِنا، بدون إستثناء، ما يَسْتَدْعي منّا الارتقاء الجماعيّ والفرديّ، الوحدويّ والكِفاحيّ المُنظَّم والتصاعُديّ. وتتطلّب منّا هذه المعركة أقصى درجات الوحدة والالتزام والإقدام والشجاعة والحكمة، والتّحلِّي بإرادات الشعوب الحيَّة والقادِرَة على مواجَهة التحديات وكِتابة المستقبل، لأن المستقبل، كما الواقع، ليس قَدَراً!!".
واختتم البيان: "إننا نُعْلِن ونؤكِّد أننا سَنُعيد بناء وحِماية كل بيت عربي يُهْدَم. وإنّ اضراب "يوم البيت"، اليوم، وهذه المظاهرة النَّوعية في تل ابيب، بمثابة تصعيد نضالي وكفاحي مُتجدِّد وشرعي وطبيعي وعادل للجماهير العربية،ضد سياسة المؤسَّسَة الإسرائيلية، على أنْ يكونا إنطلاقة جديدة وجدِيَّة، بحيث يكون ما بعدهما ليس كما قبلهما.
واننا نُحذِّر بوضوح : لا تجعلونا نرفع البطاقة الحَمْراء.
إننا نُحيّيكم جميعا، ونؤكد لكم أن هذه المعركة طويلة ومُركّبة، وتتطلَّب مِنّا إستثمار كلّ الجهود والطاقات والإرادات ... كما نُحيّي جميع المشاركين اليهود المؤمنين بِعَدالة قضيتِنا ويناصروننا، بكل جُرأة ٍ وبدون تردُّد ومن خارج الإجماع المجتمعي والسياسي الإسرائيلي، ونحييّ كذلك جميع المتضامنين معنا من مختلف انحاء العالم" إلى هنا نصّ البيان.