الندوة أقيمت بمشاركة العشرات من المختصين والباحثين الى جانب عدد من الشخصيات السياسية والشعبية والجماهيرية
في ظل مرور 67 عامًا على نكبة الشعب الفلسطيني، نظّم مركز الدراسات المعاصرة ندوة علميّة بعنوان "النكبة.. واسقاطاتها على فلسطينيي الداخل"، احتضنها المركز الجماهيري أم الفحم بمشاركة العشرات من المختصين والباحثين الى جانب عدد من الشخصيات السياسية والشعبية والجماهيرية. افتتحت الندوة بكلمة افتتاحية ألقاها أ. صالح لطفي مدير مركز الدراسات المعاصرة حيث قدم تحية لجميع الحضور مستعرضا اهم محاضرات الندوة.
شملت الندوة على مجموعة من المحاضرات برز منها "التداعيات السياسية للنكبة على فلسطينيي الداخل" قدمها أ.د ابراهيم ابو جابر، ومن ثم محاضرة معنوان "تأثير النكبة على منظومة القيم التربوية" قدمها د. خالد أبو عصبة. ومن ثم محاضرة رؤية سوسيولوجية نقدية" قدمها د. موسى حجيرات، ومن ثم محاضرة بعنوان " العودة واجب وليس حق - "رؤية شرعية" " قدمها د. رائد فتحي. هذا، وقد ادار الندوة أ. مجدي طه.
وعبّر الحضور عن شكرهم وتقديرهم لمركز الدراسات العاصرة لتنظيم مثل هذه الندوة لما فيها من تداعيات لزيادة الوعي والتثقيف لابناء الاقلية العربية الفلسطينية بكل ما يتعلق بنكبة الشعب الفلسطيني مؤكدين على اهمية استمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات والندوات في ظل انعكاساتها الايجابية على ابناء الاقلية العربية.
أبرز ما جاء في المحاضرات
"التداعيات السياسية للنكبة على فلسطينيي الداخل" تحت هذا العنوان قدّم أ.د ابراهيم ابو جابر محاضرته التي تمحورت حول أثر النكبة على فلسطينيي الداخل من الناحية السياسية حيث قدم لمحة تاريخية فصّل فيها التركيبة السياسية الفلسطينية منذ وعد بلفور حتّى الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة. وأكد أ.د أبو جابر أن المشهد السياسي لم يغب عن الشعب الفلسطيني ابدًا واستعرض في محاضرته أرقام لعدد الأحزاب الفلسطينية قبل النكبة وعدد الصحف السياسية التي كانت تتواجد قبل عام 1948. وتساءل أبو جابر –الباحث في مركز الدراسات المعاصرة عن مستقبل فلسطينيي الداخل وخاصة بعد التطور الذي حصل في انتخابات الكنيست الإسرائيلي الأخيرة، مستهجنًا "الخطاب الداعي للانخراط في المجتمع الإسرائيلي".
وفي محاضرته، شرح د. خالد أبو عصبة علاقة الثقافة والتعليم بالقيم الأخلاقية للمجتمع وأثر النكبة عليها، حيث أكد أن منظومة التعليم هي من تؤسس المنظومة التربوية الأخلاقية للمجتمع. وعرض د.أبو عصبة السياسات الإسرائيلية في مجال التربية والتعليم من مناهج واستعمال للغة وإنفاق على الطالب اتجاه فلسطينيي الداخل.
وختم مدير مركز مسار للأبحاث والدراسات محاضرته التي تناولت الاسقاطات التربوية والقيمية للنكبة على المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني متسائلًا حول مستقبل الداخل الفلسطيني في حالة أي تطور بالمشهد السياسي الإسرائيلي -الفلسطيني. وقدّم د.موسى حجيرات رؤية سوسيولوجية نقدية للنكبة وأثرها على المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني تطرق من خلالها على ما تركته النكبة الفلسطينية على فلسطينيي الداخل في الثقافة والتعليم واللغة من الناحتين الايجابية والسلبية. وذكر د. حجيرات السياسات المساهمة في استمرار أثر النكبة كطمس المعالم الثقافية والحضارية وإبراز الهوية العائلية والحمولية والطائفية واستعرض في كلمته النكبة لغويًا وثقافيًا وزمنيًا، مؤكدًا على حجم الذكرى وأثرها على الشعب الفلسطيني.
ثم ألقى د.رائد فتحي محاضرة تحت عنوان "العودة واجب وليس حق" من منظور شرعي إسلامي، شرح من خلالها مصطلح "حق العودة" الأممي وانعكاساته على الشعب الفلسطيني واقترح أن تكون التسمية "واجب العودة". وقال د. رائد فتحي أن التنازل عن العودة هو ضرب للمشروع الوطني الفلسطيني برمته مؤكدًا على أن من يتنازل عن العودة هو آثم شرعًا. ودعا الباحث في مركز الدراسات المعاصرة الشعب الفلسطيني في الشتات الى ممارسة واجب العودة شعوريًا حتى يتحقق على أرض الواقع. وختمت الندوة التي نظمها مركز الدراسات المعاصرة بفقرة أسئلة من المشاركين في الندوة للمحاضرين.