فادي أبو بكر في مقاله:
حكومة وإن لم يدخلها ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" فإنها لا تنم سوى عن نيتها في التطرف أكثر فأكثر
بعد كل هذه التصريحات والتوجهات المتطرفة التي تتسم بها الحكومة الجديدة سارع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتهنئة صديقه بنيامين نتنياهو وأبدى استعداده للعمل معها
تاريخياً فإن إسرائيل لم تقدم على أي مفاوضات مع العرب ككتلة واحدة وإنما كل دولة عربية على حدى لأن في هذا إضاعة وإضعاف لأي جهد عربي مشترك هذا إن وجد
نجح بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي بتشكيل حكومة إسرائيل الجديدة ولكن بشق الأنفس، حيث قام بتشكيل حكومته بأغلبية الحد الأدنى، بعد أن تحالف مع حزب البيت اليهودي في اللحظات الأخيرة. حكومة وإن لم يدخلها ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" فإنها لا تنم سوى عن نيتها في التطرف أكثر فأكثر، حتى أن نتنياهو عرض على ليبرمان وزارة الجيش بحسب تقارير كشفت عنها صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
بعد 24 ساعة من تشكيلها، حكومة نتنياهو توافق على بناء 900 وحدة استيطانية، كما قام نتنياهو بتعيين "ايليت شاكيد" النائبة عن حزب البيت اليهودي وزيرة للعدل في إسرائيل. وتعرف شاكيد بآرائها المتطرفة وتعبيراتها الفاشية.
من جانب آخر وجه رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق "بيني غانتس" تهديدات مباشرة خلال كلمة له في مؤتمر نظمته منظمة "الإنصاف" الإسرائيلية لبحث قوانين الحرب على قطاع غزة في القدس المحتلة، حيث أكد على أن "الجولة القادمة ستكون بالنسبة لقطاع غزة أسوأ من الحرب الأخيرة التي أطلقه عليها جيش إسرائيل الجرف الصامد". كما قال غانتس في كلمته :" سندمر المساجد ورياض الأطفال في غزة ولبنان بالحرب القادمة".
بعد كل هذه التصريحات والتوجهات المتطرفة التي تتسم بها الحكومة الجديدة، سارع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتهنئة صديقه بنيامين نتنياهو وأبدى استعداده للعمل معها. وأصدرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بياناً هنأت فيه نتنياهو على الحكومة الجديدة وأكدت على أن الاتحاد الأوروبي "سيواصل العمل مع إسرائيل في إطار علاقة ثنائية تعود بالمنفعة على الطرفين، وكذلك في المسائل الإقليمية والدولية الهامة ذات الاهتمام المشترك".. وأضافت موغيريني في بيانها أن "الوقت حان لأن تقوم مؤسسات الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) بخيارات شجاعة"، مبدية رغبتها في "التعاون مع الحكومة الجديدة" ومؤكدة استعدادها للانخراط شخصيا من أجل تسهيل حصول تقدم في هذه المفاوضات.
نخشى ألا يكون بيان الاتحاد الأوروبي قد جاء من فراغ، وأن يكون هناك ما يجري تحت الطاولة وأن مفاوضات حقيقة ستبدأ مع حكومة نتنياهو الفاشية. إن حصل ذلك ما عاذ الله، فإن في ذلك خطر قاتل على القضية الفلسطينية، وستنجح إسرائيل في مخططها الخبيث. تاريخياً فإنّ إسرائيل لم تقدم على أي مفاوضات مع العرب ككتلة واحدة، وإنما كل دولة عربية على حدى، لأن في هذا إضاعة وإضعاف لأي جهد عربي مشترك هذا إن وجد. واليوم تحاول إسرائيل إقامة قنوات مع الفصائل الفلسطينية كل على حدى، من أجل تكريس الانقسام الفلسطيني، وتمزيق وحدته وتفتيت أوصاله شيئاً فشيئاً.
ألا يكفينا تشتت العرب وتفرقهم ؟! .. لا يمكن أن نرفع أي راية في وجه راية الشر والتطرف الصهيونية، إلا بالوحدة الوطنية فوحدتنا أقوى من رصاصهم، أما وإن كان لا بد من المفاوضات فلنكن متوحدين فيها أيضاً وليكن شعارنا ( المفاوضات .. للجميع)، بمعنى أن لا نقوم بأية مفاوضات إلا بمشاركة جميع الدول العربية فيها ، فعلى الدول العربية أن تقف أمام مسؤولياتها إزاء القضية الفلسطينية، وأن تشارك في إحقاق العدالة والحرية في فلسطين حضن وأم الأمة العربية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net