منال محاميد:

لا شيء يضاهي صورة بالأبيض والأسود تشدنا وتجذبنا اليها

إفتتح جاليري فتوش في حيفا معرضًا جديدًا بعنوان "قوانين الحركة" للمصور المحترف الحيفاوي حمودي غنام مساء يوم الاثنين الماضي بحضور جمهور غافر.



ويشمل المعرض عشر صور إلتقطت في فترات متابعدة وبأماكن مختلفة بلون الأبيض والأسود، وهي صور عدة مشاريع مختلفة ومن كاميرات مختلفة ولها خط وقاسم مشترك وهي خصوصية بالحركة.

وكتبت الفنانة تشكيلية منال محاميد حاصلة على لقب ثاني في الفنون الجميلة من جامعة حيفا نقدًا على المعرض بقولها: "لا شيء يضاهي صورة بالأبيض والأسود، تشدنا وتجذبنا اليها، فسحر النوستالجيا راسخ وأبدي، في معرض غنام، لا أستطيع ان أزعم انه معرض لتصوير البورتريه، لتصوير مجلات الأزياء، او لتصوير المشاهير في عالم الموضه والفن والسينما او لصور استفزازية، وليست ايضا صورًا للجسد الأنثوي العاري، كأمثال المصورون العالمين هيلموت نيوتن، رانكين،او المصور العبقري "Robert Mapplethorpe" .

يحاول هذا المعرض خلق حوار من خلال "تجميد" لحظة ساكنة، ضمن مشهد يضج بالحركه، فكل صورة هي عالم ومعالم مختلفة من حيث المكان، الزمان، المناخ والثقافة. فتارة صورة توحي انها التقطت في دولة أوروبية ما وتارة يشدنا الى مكان وزمان اخر، ومنها الى صورة التقطت داخل سوق محلي، باتت اعيننا تدرك هندسته المعماري.

وتابعت: "تارة اخرى يأخذنا الى مكان وتاريخ وزمان أخر الى حظيرة للغنم ..او الى صورة رجل ملامحه غير واضحة رجل مجهول الهوية! ولكنه يعزف العود في مقهى محلي ما، فإذا دققنا بخلفية الصورة او في فراغها، نرى ونميز الأثاث الذي يشير الى المكان الى "المحلي"، بذكاء، غنام، استطاع أن يسيطر على ميزة التصوير بالأبيض والأسود وهو نوع من التصوير الذي يتماشى مع جميع أنواع الضوء تقريبا على غرار الصور الملونة.

هنا التحكم والاختيار الوسيط والتقنيات والضوء لإعطاء جمالية الصورة ولاعطاء "value و context" لتقدم ابعاد ورؤى فلسفية غير المفاهيم التي باتت راسخه في خيالنا ومخيلاتنا عن الصورة، فالصورة هنا عالمية الملامح الى حد ما احيانا، فلا وجود لسرد قصصي تقليدي بل هناك "سكتشات" مختلفه تحاول خلق بعد جديد مع هذا الكم من الاختلاف في الازمنه، الامكنة والثقافات.. في محاولة لرصد مفهوم اخر لاختيار المنظور لاستكمال الصورة، المبنى، الحدث، الامكنة، الجغرافيا، التاريخ ولتاثيث الفراغات"، حمودي غنام مواليد 1986 مصور محترف درس التصوير والإضاءة لمدة أربع سنوات ومن ثم درس تاريخ فالن وتصميم والرسم ويعمل في مجال التصوير التجاري، إشترك غنام في السابق عدة معارض في حيفا وتل أبيب وشارك في مسابقة "الشاب" في مؤسسة عبد المسحن قطان، وحصل على 3 جوائز في مسابقة "داسك دوغي" ضمن طاقم مصورين فلسطيني مشترك في تركيا، ونشرت له صور في مجلات عدة، وقريبا سيقيم بشهر تموز المقبل معرض فردي في "متحف البلد التاريخ" بحيفا يتناول موضوع صراع البلدة التحتى بحيفا من بعد 1948، وسيستمر المعرض في الجاليري ومقهى فتوش بحيفا لمدة شهر.