بينيامين نتنياهو:
عاقدون العزم على ملاحقة مرتكبي الاعتداءات والوقوف سوراً منيعاً كسور أورشليم القدس أمام جميع أولئك الذين يضمرون لنا الشرور
كانت عيوننا قد شهدت قبل 48 عاماً الأعاجيب التي تعجز اللغة المعتادة عن الإفصاح عنها وتقتضي الحاجة منا الاقتباس من لغة التوراة إزاء ما كان تختلج به القلوب عند العودة إلى بلدة أورشليم القديمة وحائط المبكى، إلى أرض الأجداد
مررنا خلال العام الأخير فترة صعبة في أورشليم القدس حيث وقعت اعتداءات دهس متعمد قضت على حياة الأبرياء بالإضافة إلى المجزرة المريعة بحق المصلين في أحد الكنس الذين حضروا في الصباح الباكر لأداء صلاة الفجر وتعرضوا للطعن بالسكاكين إلى جانب عمليات إرهابية أخرى
وصل الى وقع العرب وصحيفة كل العرب، اليوم الاثنين بيان صادر عن أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء نتنياهو للإعلام العربي، جاء فيه "معالي رئيس المعهد الحاخام يعقوب شابيرا، الأفاضل الحاخامات وقضاة المحاكم الشرعية اليهودية، وزراء الحكومة ونواب الكنيست، رئيس بلدية أورشليم القدس: "إننا نحتفل اليوم بعيد عاصمتنا الأبدية والموحدة التي لن يُعاد تقسيمها أبداً. أيها الأصدقاء الأعزاء من البلاد وخارجها، رغم مضي السنين الطويلة "منذ بدء مشاركتي في هذا الحفل" ومعرفتي بطلاب المعهد الديني، فإن مشاعر التأثر تتملّكني، عندما أسمعكم تغنّون بهذه القوة الكلمات "إن شعب إسرائيل حي". وهناك موعدان متقاربان، حيث لم تمرّ إلا بضعة أيام على إحيائنا الذكرى السبعينية للانتصار على ألمانيا النازية "في الحرب العالمية الثانية" حيث كان الأطفال اليهود أصحاب الوجوه الشبيهة بوجوهكم "بمعنى الأطفال الذين يدرسون التوراة" يكتظّون "بالغيتوهات والمعسكرات النازية" ولم يكن أحد يعرف ما إذا ظل شعب إسرائيل حياً؛ لكن عندما تدخلون هذا المكان- في هذا اليوم بالذات- في دولة إسرائيل، في أرض إسرائيل، في عاصمة إسرائيل، لتشهدوا أن (من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب) "مقولة مشهورة مردّها سفر إشعيا، الفصل 2، الآية 3"، وها هو شعب إسرائيل حي يُرزق!" " كما جاء في البيان.
نتنياهو - صورة ارشيفية
وأضاف البيان "وتابع نتنياهو قائلا: "كانت عيوننا قد شهدت قبل 48 عاماً "أي بعد توحيد أورشليم القدس في حرب الأيام الستة عام 1967" الأعاجيب التي تعجز اللغة المعتادة عن الإفصاح عنها. وتقتضي الحاجة منا الاقتباس من لغة التوراة إزاء ما كان تختلج به القلوب عند العودة إلى بلدة أورشليم القديمة وحائط المبكى، إلى أرض الأجداد. وقد أعادنا هذا المشهد دفعة واحدة إلى أيام المجد التي عاشها شعب إسرائيل "في القِدَم". وكان المشهد دراماتيكياً بحجم ما تمثله التوراة، وعليه لا تستطيع إلا الكلمات السامية الواردة في سفر الأسفار "كناية للتوراة" أن تعكس بدقة مشاعرنا: "تقف أرجلنا في أبوابك يا أورشليم، أورشليم المبنية كمدينة متصلة كلها" "سفر المزامير، الفصل 122، الآيتان 2-3". ودعوني أكرر: "أورشليم" المتصلة التي لن يُعاد تقسيمها أبداً" "كما جاء في البيان.
وجاء ايضا في البيان "وأضاف نتنياهو قائلا: "وفي تلك الأيام حصل لرئيس هذا المعهد الديني الرائع "مركاز هراف"، الحاخام تسفي يهودا كوك طيب الله ذكراه، شرف الوصول مع الأوائل الذين وصلوا إلى حائط المبكى، حيث لخّص الأجواء التي كانت تسود الوطن بجملة قصيرة واحدة: "لقد عُدنا إلى الوطن ولن نتركه!". وقد حظي الحاخام تسفي يهودا "كوك" بما لم يحظَ به والده الراحل مؤسس هذا المعهد الديني المجيد، الحاخام أبراهام يتسحاق هكوهين كوك طيب الله ذكراه، الذي كان قد انتقل إلى جوار ربه قبل ذلك بـ-32 عاماً "عام 1935". وعليه لم يكن الحاخام كوك الأب على قيد الحياة خلال حرب الأيام الستة لكن عقيدته والروح المميزة التي كانت خفاقة في قلبه قد اكتسبت حياة جديدة ونالت شرعية متجددة في تلك الساعات التي مثلت ذروة حرب الدفاع والنجاة. وكان الحاخام كوك الأب شخصاً مميزاً فريداً من نوعه لم يكن له مَن يماثله من حيث النظرة الواسعة التي تحتضن الكل وتتغلغل في بواطن الأمور. وكان يسعى لتحقيق التكامل بين العلماني والمقدس، بين المادة والروح، بين إنجازات الحركة الصهيونية والتوراة، في إطار مشروع نهضتنا الوطنية. وكان يتحلى بروح قيادية متميزة قادرة على تحقيق الوحدة. وكان يجد اللغة المشتركة سواء مع كبار الحاخامات أو مع رواد القرى الزراعية الجديدة الذين كان يكنّ الاحترام الكبير لإسهاماتهم في إعمار بلادنا" " كما جاء في البيان.
وتابع البيان "وقال نتياهو ايضا: "لعلكم تعرفون- وبالطبع يعرف ذلك بعضكم- أن علاقة من الاحترام العميق المتبادل كانت سائدة بين الحاخام كوك الأب وجدي الحاخام ناتان ميليكوفسكي نتانياهو رحمه الله. إذ كان جدي يعتبر الحاخام كوك أحد أعلام العصر الكبار من أصحاب النفوذ الهائل على روح الشعب وأيضاً على روح الإنسان الفرد. من جانبه كان الحاخام "كوك" يعلم بأن جدي يروّج في خطاباته للصهيونية ولحب الوطن. وقد أبّن الحاخام كوك جدي الذي توفي قبل 80 عاماً (أي قبل نصف عام من وفاة الحاخام كوك نفسه) بالكلمات الآتية: "إنه لم يعتزل التوراة حتى عندما كان يغرق حتى النخاع بالخدمة العامة، وكان يَهَبُها قلبه ونفسه دوماً". وكان هناك شيء بارز آخر يربط بينهما ألا وهو تأكيد الموقع الرئيسي الذي تحتله أورشليم القدس في حياة شعبنا. وقد تأثر والدي كثيراً بنظرة الحاخام كوك الأب إلى شعب إسرائيل. إذ كان الحاخام "كوك" يرى شعبناً وكأنه "شبل يهوذا" الذي استفاق من سبات عميق وعاد إلى بلاده. وكان يوضح أن الغاية لا تتمثل بالتحرر من حكم الأجانب فقط بل تتمثل أيضاً بنيل الحرية الروحانية التي تقوّي روح الأمة، فيما تكون أورشليم القدس المكان حيث تتجلى فيه روح الشعب أكثر من غيره" "كما جاء في البيان.
وأضاف البيان "وقال نتنياهو: "هذا، وكانت أورشليم القدس منذ أيام التوراة وحتى اليوم أساس وجودنا. وقد شهدنا بعد حرب الأيام الستة الصحوة الصهيونية لدى يهود الاتحاد السوفياتي خلف الستار الحديدي، التي كان يعود فضلها بدرجة كبيرة إلى أورشليم القدس، أي إلى ذلك الصدى المدوي الذي انطلق من هنا. وقد شاركتُ اليوم في مراسم تذكارية مؤثرة جداً لتكريم اليهود المنحدرين من أثيوبيا والذين قضوا في طريقهم إلى إسرائيل وعددهم 4 آلاف شخص. وكان هؤلاء يخرجون بالآلاف إلى رحلة خطيرة وقاسية مشياً على الأقدام حيث كانت وُجهتهم واحدة دون غيرها: أورشليم القدس. كما كان اليهود يقولون على مر الأجيال في صلواتهم "السنة القادمة في أورشليم القدس". وفي الكلمة التي ألقيتها للتو في موقع "تلة الذخيرة" "حيث أقيمت المراسم الرئيسية لإحياء ذكرى توحيد أورشليم القدس" استشهدتُ بكلمات النبي إشعياء الذي كان يلقي نبواته هنا في أورشليم، حيث قلت: "ثمة بعض من أعدائنا الذين يقولون إننا شتلة غريبة" "أي غرباء عن هذه البلاد". هل سمعتم ذلك؟ إنهم يدّعون بأننا "شتلة غريبة"! وكان النبي إشعياء والملك داود يعيشون هنا قبل 3 آلاف عام وكان أبناء شعبنا يلقون نبواتهم ويملكون ويحاربون هنا، وقد تمسكوا بهذه المدينة حتى أيام المكابيين "سلالة ملوك يهودية حكمت البلاد لعقود من الزمن في القرنيْن الأول والثاني قبل الميلاد" وحتى فيما بعدهم، ثم كان اليهود جيلاً بعد جيل يمنّون أنفسهم بالعودة "السنة القادمة في أورشليم القدس". وعليه فإننا لسنا بمثابة "شتلة غريبة"، بل هذه بلادنا وهذه مدينتنا، وكان الأمر هكذا وسيظل على ما هو عليه. وبالتالي ليس من العبث أن يكون الموقف القاضي ببقاء أورشليم القدس كاملة موحدة تحت السيادة الإسرائيلية قد أصبح محلّ توافق وطني عريض. إن هذا الموقف يأتي رداً جازماً وقاطعاً على أعدائنا الذين يرفضون الاعتراف بحق وجودنا وحقنا في عاصمتنا. وأعلم سبب معارضتهم الشديدة، كونهم يفهمون أن تمسك إسرائيل في أورشليم القدس يشكل دليلاً على عمق جذورنا وعدالة حقوقنا في هذه الديار. إننا نقول لهم: لن نقسّم قلبنا ولن نسلّم جزءاً منه للغرباء. ولذلك فإنهم يقاتلوننا ويحاولون المساس بنا بأي طريقة" " كما جاء في البيان.
وجاء ايضا في البيان "واختتم نتنياهو قائلا: "هذا، وعليه فقد مررنا خلال العام الأخير فترة صعبة في أورشليم القدس، حيث وقعت اعتداءات دهس متعمد قضت على حياة الأبرياء بالإضافة إلى المجزرة المريعة بحق المصلين في أحد الكنس "في حي هار نوف غربي العاصمة" الذين حضروا في الصباح الباكر لأداء صلاة الفجر وتعرضوا للطعن بالسكاكين، إلى جانب عمليات إرهابية أخرى. وإننا عاقدون العزم على ملاحقة مرتكبي الاعتداءات والوقوف سوراً منيعاً كسور أورشليم القدس أمام جميع أولئك الذين يضمرون لنا الشرور. في الوقت ذاته لدينا رد شافٍ آخر: إننا نواصل باستمرار إعمار أورشليم القدس وتطويرها وشق الطرقات الجديدة إليها وجعلها مركزاً نابضاً بالحياة في اليهودية والعلوم والطب والتقنيات والتعليم والثقافة. وقد ذكرتُ العلوم على اعتبار أن "من صهيون تخرج الشريعة"، غير أن صهيون تكون أيضاً منطلقاً للبرمجيات، علماً بأن هذه المجالات تتناغم، وتشكل قلوبنا وأدمغتنا قوة هائلة تنطلق من هنا. إنها انطلقت من هنا ويستمر وجودها هنا وستظل هنا إلى الأبد. ويدرك أعداؤنا جيداً ما هو المنبع الذي نستمدّ منه الجرأة والقوة لحماية دولتنا وعاصمتنا. وبالتالي، أيها الكرام والأصدقاء، فإنني أتعهد بصفتي رئيساً للحكومة أن نواصل صوْن أورشليم القدس "الدنيا" وتطويرها إلى جانب استمداد الطاقات من أورشليم القدس "العليا" المتمثلة بالعقيدة والتعليم والتوراة وغيرها من الكنوز الروحية لشعبنا، علماً بأنكم تمارسون هذا العمل بشكل رائع.
سبق لشاعر سفر المزامير أن قال: "يباركك الرب من صهيون، وتبصر خير أورشليم كل أيام حياتك" (الفصل 128، الآية 5). أتمنى لكم عيداً سعيداً، وكل عام وأورشليم القدس وكل محبّيها وأبناء شعب إسرائيل بخير" " بحسب ما جاء في البيان.