المربي علي عاصلة رئيس المجلس المحلي:
لا يمكن لأحد أنّ ينتزع ولو شبر واحد من بطوفنا وبالرغم من انه قد تزامن مع المهرجان الكشف عن مخططات خبيثة التي تهدف للنيل من البطوف وأهل البطوف إلا اننا موحدون بالتصدي لأي مخططات ووجودكم هنا سيكون رسالة واضحة للمؤسسة بوجوب إلغاء المخططات الخبيثة
محمود أبو جازي مدير مركز محمود درويش الثقافي:
الهدف من المهرجان اننا نريد لأهلنا أنّ يكونوا قريبين من ارضهم ونحن معهم ولن نترك الارض ونريد للمزارعين التشبث بأرضهم وكلنا أمل أنّ يكون المهرجان تقليد سنوي من أجل أنّ تتجمع الناس على محبة البطوف
هنادي هجرس مركزة فعاليات المهرجان من إتحاد مدن جودة البيئة:
منذ سنتين قمنا بمسح ميداني وتبين لنا أنّ 87% من أهل عرابة لديهم اراض غير أنّ 93% منهم لا يعرفون موقع الارض وكيف الوصول إليها ولذلك كانت الفكرة والحلم بالعمل الجاد لعودة الأهل للأرض وفلاحتها وتشارك في محبة الارض
المزارع علي واكد نصار:
أوجه نداء لجميع المسؤولين من نواب كنيست ورؤساء سلطات محلية وأطالبهم التوجه للمتخصصين في مجالات الهندسة والمخططات لبحث مخطط تاما 35 وبحث البنود المجحفة والوصول الى صيغة وبنود أفضل من أجل الابقاء على العيش المشترك مع جيراننا اليهود
اختتم الليلة الماضية على ارض سهل البطوف في المنطقة المتوسطة لقرى المنطقة سخنين، عرابة، دير حنا، عيلبون، البعينة النجيدات، رمانة، العزير، صفورية، وكفر مندا مهرجان "بطوفنا الأول" الكبير والذي إنطلق للسنة الاولى وشهد نجاحًا باهرًا بالرغم من إمكانياته المتواضعة إلا أنّ نجاحه بأهل البطوف والذين توافدوا اليه بآلافهم المؤلفة من شيبا وشبانا، من العائلات ، رجالا ونساءً شبابا وصبايا واطفال.
ففي يومه الثالث للمهرجان شهد سهل البطوف توافد الآلاف على أكشاك المزارعين على طرفي شارع البطوف وشراء الخضراوات والمخللات الخاصة من منتجات البطوف وتناول وجبات اللفة من الزعتر واللبنة وغيرها من المأكولات الشعبية، في حين انتظم العشرات من المنظمين والمتطوعين بالعمل على تخصيص مواقف كبيرة لركن السيارات وتوجيه المواطنين صوب ارض المهرجان، وكان يقف على رأس هرم التنظيم مجيب زبيدات وحسن بدارنة.
وتخلل اليوم الأخير للمهرجان فعاليات ونشاطات فنية وثقافية مختلفة مع وجود الآلاف من منطقة البطوف ومن مناطق الناصرة والمثلث والشاغور، وكانت أولى البرامج التي أعلن عنها عريفي المهرجان توفيق محمد نعامنة، وعبير نعامنة مع فرقة العودة النصراوية ومع الفنانة لما أبو غانم من الأغاني التراثية الفلسطينية الرائعة، وتبعها فرقة الدراويش والرقص والأناشيد الصوفية مع الفنان خالد أبو علي ومحمود عرابي، وبرنامج ثقافي مع مبدعي مركز محمود درويش الثقافي، ودبكات ورقصات تراثية فلكلورية، وقراءة القصة والقصائد مع الحاجة اسماء نعامنة وجميلة كناعنة، والشاعرة البارعة ربى رباح في قصيدة شعرية رائعة، ومع الزجالين، مروان قادرية وعلاء قسوم وصابر داوود وابراهيم حريفة ومع عازف الاورغ مصطفى بدارنة.
هذا، وحل على ارض المهرجان العديد من الوفود الزائرة من جمعيات ومؤسسات ومراكز ثقافية وكان بإستقبالها الحاج أحمد كناعنة نائب رئيس المجلس والدكتور حسين طربيه ومحمود أبو جازي وغيرهم وقد عبرت تلك الوفود عن دعمها للمهرجان وتبنيها الفكرة الرائعة في تنظيم مهرجانات مشابهة في مواسم أخرى كموسم قطف الزيتون وغيره لما له من فوائد تعود بالمنفعة على التمسك بالارض وبالجانب الزراعي ودعم الفلاحين وترويج منتوجاتهم.
والى جانب ذلك كانت هناك عشرات المحطات والبسطات في ارض المهرجان والتي قدمت للزوار المأكولات والمشروبات الخفيفة والمثلجات، والهدايا الفلكلورية ومحطة للفروسية من مدرسة فرج وجانب لركوب الدراجات الهوائية وملعبا للأطفال بين بالات القش، ومحطة للتصوير الفوري وصور ممغنطة ومعرضا للرسومات وغيرها من المحطات.
رئيس المجلس المحلي المربي علي عاصلة ألقى كلمة أشاد بها بالعمل المثابر لجميع الطواقم الفاعلة حتى تم إخراج هذا المهرجان بحلته الرائعة، وقال: "إن الفضل بذلك يعود لجميع من ساهم وواصل الليل بالنهار لإنجاحه، وأن الرسالة التي تخرج من هذا المهرجان هي رسالة واحدة اننا متشبثون بأرضنا وببطوفنا مهما كان الثمن غالياً، لا يمكن لأحد أنّ ينتزع ولو شبر واحد من بطوفنا، وبالرغم من انه قد تزامن مع المهرجان الكشف عن مخططات خبيثة التي تهدف للنيل من البطوف وأهل البطوف إلا اننا موحدون بالتصدي لأي مخططات، ووجودكم هنا سيكون رسالة واضحة للمؤسسة بوجوب إلغاء المخططات الخبيثة، والسلطات المحلية العربية وقيادة الجماهير العربية ماضية بالدفاع عن البطوف بدعم من الجماهير، وطالما البطوف كان تواق لأن يرى أهله في حضنه، ومع وجودكم جميعا معنا وترددكم على البطوف فان ذلك يدل أنّ البطوف ما زال القلب النابض للجماهير في المنطقة، وهذا المهرجان سيكون مهرجانا مستمرًا وسنويا سنعمل على أنّ يكون أفضل مما كان عليه هذه السنة".
وأما د. حسين طربيه مدير إتحاد مدن حوض البطوف لجودة البيئة فألقى بكلمة ختامية للمهرجان كونه الراعي للمهرجان جنبا الى جنب مع مجلس عرابة المحلي جاء فيها: "لو كنّا الآن في السنة 2050. من منا موافق بأنّ كروم الزيتون التي زرعها آباؤنا وأجدادنا والتي تروي حكاية وجودنا وتاريخنا في هذه البلاد بأنّ تقتلع كلياً من سهل المل وسهل دير حنا والمغار؟ وماذا سيقول عنا ابناؤنا وأحفادنا لو فعلنا ذلك، من منا موافق بأنّ بيوت الحجر وأزقة البلدات القديمة في سخنين وعرابة ودير حنا وعيلبون وغيرها من بلداننا العربية، فما زالت تنفث روائح العطر لعرق الجبين وشقى السنين التي انبعثت من أجساد ابائنا وأجدادنا، لتقص علينا سيرتهم وطرق معيشتهم وكدحهم، من يوافق على أنّ تهدم وتباع حجارتها وأنّ تبنى مكانها بيوت الباطون؟..هل تنازُلنا عن عناصر البناء العربي مثل العقد، الديوان والمنزول هي خيانة لهذا التراث الأصيل، أم تجديد حتمه علينا التطوير والتعمير؟ أليس من الأفضل تكون كل البلدات القديمة، المتحف الذي يروي ويخلد حكاية شعبنا على مر العصور، وأنّ تكون جزءا من برنامجنا التعليمي في مدارسنا؟ أليس هذا القرار بأيدينا؟".
وأضاف طربيه: "من منا يوافق على إختفاء موارس البطوف، والتى كان أباؤنا وأجدادنا قد رسموها بالعمل الزراعي الشاق والزراعة البعلية والتقليدية المضنية وحراثتها بالحيوانات في الرجم والرواك والسلطانة والثلاثين والسُرة ومعمران والنجاصة وغيرها من اسماء، تربينا عليها عليها منذ الصغر، عندما كنا نزرع ونثرد وننكش ونمدد ونسرح مع الماعز ونقلع المدادي، أليس للبطوف حكاية يسردها علينا في كل فصل ويذكرنا بماضينا وتراثنا وحضارتنا وطريقة معيشة آبائنا وأجدادنا؟، أليس هذا ارثنا وتاريخنا وحضارتنا واثباتا قاطعا على وجود ابائنا وأجدادنا وطابو لنا في هذا الوطن؟ علما بأن البطوف هو بطوفنا وهويتنا ووطنا، أليس هذا ما نناضل من أجله؟ وللذين يتساءلون إذا كانت البيئة بترابها وأعشابها ونباتها البري وحيواناتها وحشراتها، أهم من الانسان، لماذا تبتدعون معادلات مقلوبة؟ ألا تعرفون أنّ البيئة والانسان، هما مخلوقات الله سبحانه وتعالى على الأرض، أراد لهما أن يكملا بعضهما بعضا، فلا قيمة للإنسان دون الأرض وما عليها، ولا من قيمة للأرض والبيئة دون الانسان. وقد ميزنا الله عن الحيوان والنبات بذلك الشيء الصغير الكبير في رؤوسنا، الذي يسمى العقل كي نميز الصحيح من الخطأ وكي نخطط لمستقبلنا بشكل سليم وكي لا نتيح لأولئك الذين يستندون الى العواطف في قرارات مصيرية لشعبنا. نعم، فلولا البيئة السليمة لما كنّا على هذه الارض، هل تعرفون لماذا؟؟ لأن السنارية والينبوت والعقول والمرار والخرفيش والبامية وفقوس الحمار وبالق عينو والمقرا وغيرها كلها نباتات طبية وتفيد الانسان من الكثير من الأمراض. أريد أنّ أستمر في النزول الى البطوف وازرع ارضي وخضرواتي وألعب انا واولادي واقشر سنارية وآكل صنيبعة واعمل فريكة وأراقب الفراش والهدهد والحجل واتنفس الهواء النقي بلا تلوث ولا كيماويات ولا شركات تحتكر البطوف لصالحها".
وتابع قائلا: "إنتهى عصر المزايدة، وعلينا أنّ نكون جريئين وأنّ نبدأ بمحاسبة انفسنا لأننا لا نعلم إلا القليل، علينا أنّ نفحص المخططات وما يكتب بها، علينا أنّ نتحمّل المسؤولية عن تقصيرنا المتراكم على مر السنين كأفراد ومؤسسات وقياديين في مجتمعنا، وبإمكاننا أنّ ننجح إذا ما اتحدنا في أهدافنا وبإمكاننا أنّ نحصِّل المزيد فعندنا من الباحثين والمهنيين ما يكفي لنرد الصاع صاعين إن كان في مؤسسات التخطيط وإن كان في المحاكم، وانا أعتقد بأنّ للصحافة الباحثة اهمية كبيرة في توعيه اهلنا، وأن تعتمد البحث والتمحيص واستشارة المهنيين قبل نشر أي تقرير صحفي، واذا لم نفقه ولم نغير تفكيرنا وتصرفاتنا وتعاملنا مع بيئتنا، فلا يبقى لنا ملٌ ولا بطوف ولا يبقى لنا سهلٌ نفلحه ونلهو به مع اطفالنا ولا مكان نبني به عرائشنا الصيفية، ولا زيتونة نستظل بظلها، وسنبكي على الماضي وسيمحو التاريخ تاريخنا وسيتألم ابناؤنا واحفادنا وهم يراجعون كيف كنا نفكر ونتصرف. عندما ننظر الى العالم من خرم ابرة، سيبقى مجال تفكيرنا محدودا وضيقا وحصادنا فقيرًا".
هذا، ووجه طربيه نداء: "نطالب المؤسسات وجمعيات البطوف التي أقيمت من أجل تطوير السهل، أنّ تعمل بمصداقية وشفافية وتكشف للجمهور ماذا فعلت من اجل البطوف والمزارعين، كما سنفعل نحن، ونكشف قريبًا في الصحف وفي مواقع التواصل الإجتماعي عن الحقائق والبرامج ومن شارك وإختفى من إجتماعات جلسات التخطيط لتطوير بطوفنا، وأخيرًا كل الشكر للمزارعين والمزارعات الأوفياء الذين بسببهم ما زلنا نعرف معنى طعم هذه الارض، فلهم ومن أجلهم سوف نستمر في عملنا لنساندهم على التشبث في بطوفنا، وندعوكم لمساندة الفلاحين ودعمهم على التشبث في هذه الارض من خلال شراء منتجات بطوفنا كماركة بديلة للمنتوجات المستوردة، ومن يحب بطوفنا وترابه وخضاره مدعو للحضور الى ارض البطوف ودعم المزارعين على الأقل بشراء منتوجاتهم الزراعية. وأطالب أصحاب الأراضي بالنزول إلى أرضهم واستصلاحها وفلاحتها وتسييجها بشكل شخصي، كما أطالب سلطاتنا المحلية بوضع موضوع البطوف على سلم اولوياتهم ورصد ميزانيات للتطوير وتشكيل طاقم مهني يتابع المخططات المعدة حاليا في مؤسسات التخطيط. أهالينا الكرام نحن نؤمن بالشراكة لتحقيق الأهداف، واحياء البطوف وتطويره يتطلب رص الصفوف وجهد الجميع، ومنذ الآن أعلن عن بدء التخطيط لمهرجان بطوفنا الثاني في نفس المكان والزمان وأدعو جميع المؤسسات والجمعيات الى الانضمام والعمل معنا جنباً الى جنب، والمسيرة مستمرة من اجل الارض والوطن".
وفي حديث مع الخبير البيئي عبد نمارنة مدير جمعية الأمل البيئة فقد بارك المهرجان، وأكد: "أعتقد أنّ هذا الكم الهائل من أهلنا يؤكد أنّ الانسان ينتمي للحيز الذي يعيش فيه ويظهر كم نحن ننتمي لأرضنا، وسهل البطوف ارض مهمة لمواطنينا وشعبنا والبطوف معروف بانه من اخصب اراضي وطننا الغالي، والهدف هو الترابط والمشاركة للفلاحين وشراء منتجاتهم، ورأيت أنّ أناس من مواقع بعيدة قد وصلوا الى هنا، والهدف هو مشاركة الفلاحين ودعمهم والناس الذين اشتركوا في المهرجان سنجدها تتردد اكثر من مرة على البطوف لدعم المزارعين وهذه هي رسالة المهرجان".
وبدوره، أكد محمود أبو جازي مدير مركز محمود درويش الثقافي أنّ: "مركز محمود درويش قدم خلال أيام المهرجان العديد من الفعاليات من الدبكات والرقصات وقراءة الاشعار والاغاني وغيرها من النشاطات الفنية الشعبية، وكانت جميعها انتاجات فنية عرابية وهو يثلج الصدر واليوم تواجد معنا فنانين من الناصرة وسخنين، والهدف من المهرجان اننا نريد لأهلنا أنّ يكونوا قريبين من ارضهم ونحن معهم ولن نترك الارض ونريد للمزارعين التشبث بأرضهم، وكلنا أمل أنّ يكون المهرجان تقليد سنوي من أجل أنّ تتجمع الناس على محبة البطوف".
وأما هنادي هجرس مركزة فعاليات المهرجان من إتحاد مدن جودة البيئة، قالت: "منذ سنتين قمنا بمسح ميداني، وتبين لنا أنّ 87% من أهل عرابة لديهم اراض غير أنّ 93% منهم لا يعرفون موقع الارض وكيف الوصول إليها، ولذلك كانت الفكرة والحلم بالعمل الجاد لعودة الأهل للأرض وفلاحتها وتشارك في محبة الارض ولذلك شعرنا أنّ مشاركتهم قوية وهناك اشخاص يتطوعون وبدأنا بالحلم صغير وكان في اليوم الاول 2500 مواطن واليوم الثاني كان 4000 شخص، ونتوقع أنّ المهرجان في العام القادم سيكون اكبر وكلنا أمل أنّ الأهل ما ينسون المزارعين طيلة ايام السنة، ونريد أنّ نشجعهم ونشتري منهم منتجاتهم، ولدينا 18 مزارعة ومنهن من المعيلات الوحيدات وما يبيعونه من منتجات يعيل عائلات كاملة".
وأما المزارع علي واكد نصار، فقد قال: "أوجه نداء لجميع المسؤولين من نواب كنيست ورؤساء سلطات محلية وأطالبهم التوجه للمتخصصين في مجالات الهندسة والمخططات لبحث مخطط تاما 35 وبحث البنود المجحفة والوصول الى صيغة وبنود أفضل من أجل الابقاء على العيش المشترك مع جيراننا اليهود والذين زارونا خلال ايام المهرجان ، فما دام لدينا اخوة شبان مهنيين فعلينا ان نوكلهم لعرض مخططات افضل لصالح المواطنين والفلاحين، واذا تم رفض المقترحات فإن هذه السواعد التي زارت المهرجان في البطوف هي قادرة ان تحميه مستقبلاً".