المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت:
مبادرة نتنياهو التي ستؤدي إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين تستهدف ضم المعسكر الصهيوني إلى الائتلاف الحاكم وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها مع واشنطن وتخفيف التوتر المتزايد بين إسرائيل وأوروبا والمجتمع الدولي ووقف حملة نزع الشرعية عن إسرائيل ومقاطعتها
استبعد أن يكون نتنياهو جادًا من وراء طرح مبادرته للسلام لان نتنياهو لم يغير جلده ولا ينوي التوقيع على تسوية مع الفلسطينيين أو القيام بعمل تاريخي، وإنما يريد الحفاظ على الوضع الراهن
صرح المحلل الإسرائيلي "بن كاسبيت" قائلا: "إنّ خطاب نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي في مؤتمر هرتسليا الذي يعقد سنويا في اسرائيل لدراسة القصايا الداخلية، كان بالون اختبار للمبادرة الجديدة التي أطلق عليها سياسيون اسرائيليون "إعادة بداية الخريف". هذا، وجاءت تصريحات المحلل "بن كاسبيت" عقب اعتزام رئيس الحكومة الاسرائيلية بينيامين نتنياهو، طرح مبادرة للسلام مع العالم العربي مع بداية الخريف المقبل، وذلك بهدف تخفيف الضغوط الدولية على اسرائيل، وذلك في حال تم التوصل الى إتفاق نووي مع إيران.
بينيامين نتنياهو
وقال "بن كاسبيت" في مقال نشره موقع "المونيتور" إنّ "مبادرة نتنياهو التي ستؤدي إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، تستهدف ضم المعسكر الصهيوني إلى الائتلاف الحاكم، وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها مع واشنطن، وتخفيف التوتر المتزايد بين إسرائيل وأوروبا والمجتمع الدولي، ووقف حملة نزع الشرعية عن إسرائيل ومقاطعتها".
وبحسب "بن كاسبيت"، فإن "مسؤولين سياسيين إسرائيليين غير رسميين يعملون حاليا على صياغة تفاصيل المبادرة الجديدة التي تقوم على قيام إسرائيل بوقف البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، والترحيب بمبادرة السلام العربية مع التحفظات المعتادة من قبل نتنياهو عليها، وتقديم حزمة من مبادرات حسن النوايا مع السلطة الفلسطينية".
وفيما يتعلق بغزة، يعتزم نتنياهو تخفيف الحصار المفروض على القطاع، والسماح بمرور مواد البناء والمساعدات، بهدف مساعدة "حماس" في القضاء على التنظيمات السلفية الجهادية.
لكن المحلل الإسرائيلي قال: "استبعد أن يكون نتنياهو جادًا من وراء طرح مبادرته للسلام، لان نتنياهو لم يغير جلده، ولا ينوي التوقيع على تسوية مع الفلسطينيين، أو القيام بعمل تاريخي، وإنما يريد الحفاظ على الوضع الراهن".
وأضاف "بن كاسبيت" قائلا: "أن نتنياهو سيرحب بمبادرة السلام العربية ثم يضيع عامين في إعادة تعريفها من جديد، وسيطلب ألا تتناول المبادرة مسألة الانسحاب من هضبة الجولان السورية بزعم أن إسرائيل ستسلمها لعصابات المتمردين، وسيقول إن مسألة اللاجئين مفتوحة في المفاوضات، وسيطلب أن يحصل على المقابل من العالم العربي منذ البداية".
ولفت "بن كاسبيت" إلى أن "هناك إشارة إلى ما ينوي عليه نتنياهو، ظهرت فى كلمة وزير الدفاع موشيه يعالون أمام مؤتمر هرتسيليا، حين قال صراحة إن "أكثر شيء مستقر في منطقة الشرق الأوسط هو عدم الاستقرار، وإنه لا يرى فرصة للسلام خلال ما تبقى من حياته".