المسرحية أثارت حفيظة عائلة الجندي الإسرائيلي "موشيه تمام" الذي أدين الأسير وليد دقة بقتله عام 1984
منذ شهر يتعرض مسرح الميدان في حيفا لإنتقادات لاذعة من قبل إدارة بلدية حيفا والتي ايضا جمدت ميزانية المسرح بذريعة تشجيعه للـ"الإرهاب" بعد عرضه مسرحية تروي قصة الاسير الفلسطيني المعتقل منذ 30 عامًا وهو وليد دقة
مجد كيّال من مركز عدالة:
قرار ميري ريجيف ونفتالي بينيت وبلديّة حيفا سابقًا هو قرار لقمع حريّة التعبير والابداع ويمس بشكل خطير وبالغ في مسرح الميدان والثقافه الفلسطينيّة داخل اسرائيل
بلديّة حيفا:
أوعز رئيس بلديّة حيفا يونا ياهف إلى تشكيل لجنة لدراسة الدعم لمسرح الميدان ومن لحظة اقامة اللجنة تم تجميد الدعم البلدي
بوحبوط:
للأسف الشديد فإنّ الأموال تُوَجّه إلى مضامين غير منطقيّة دائمًا
رئيس الدولة ريفلين:
الفنون ليس ملكًا لمعسكر أو لآخر لتيّار يمينيّ أو يساريّ للشرقيين أو الأشكنازيين والويل لنا إن سقطت الفنون ضحيّة لسياسة خطيرة من جانب أو من آخر
جمعية حقوق المواطن:
حرية التعبير عن الرأي هي حق أساس مكفول لكافة الجمهور: يحق للفنانين حرية ثقافية للانتاج الفني ويحق للجمهور العام الانكشاف على الأعمال الفنية بكافة أشكالها ومضامينها
أعلنت ميري ريجيف وزيرة الثقافة، ظهر اليوم الثلاثاء، عن تجميد الميزانيّة التي كان من المقرّر تحويلها إلى مسرح الميدان في حيفا وذلك بادعاء أنّ "نشاط المسرح معادٍ لإسرائيل حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة اليوم الثلاثاء أن تجميد الميزانيّة وعدم تحويلها في الوقت الحالي هو إجراء سيأتي من بعده فحص كامل ودقيق وشامل للجهات التي يتلقى منها مسرح الميدان الأموال"، بحسب ما جاء في المواقع العبريّة.
ميري ريجيف
"يذكر أنّه ومنذ شهر يتعرض مسرح الميدان في حيفا لانتقادات لاذعة من قبل إدارة بلديّة حيفا والتي أيضًا جمّدت ميزانيّة المسرح بذريعة تشجيعه لما وصفته "بالإرهاب" بعد عرضه مسرحيّة تروي قصّة الأسير الفلسطيني المعتقل منذ 30 عامًا وهو وليد دقة، إذ أنّ الردود المنتقدة بدأت بعد عرض مسرحيّة "الزمن الموازي" التي اعتبرها عضو بلديّة حيفا "شاي بلومنتطال" بأنّها تشجّع على القتل والإرهاب وتحوّل الأسير إلى نموذج"، بحسب أقواله، ما دحضه مسؤول مسرح الميدان الذي أكّد في تصريحات صحفيّة أنّ المسرحيّة مستوحاة مما كتبه الأسير وليد دقة.
هذه المسرحية أثارت حفيظة عائلة الجندي الإسرائيلي "موشيه تمام" الذي أدين الأسير وليد دقة بقتله عام 1984. ويذكر أن عرض المسرحية كان يوم 25.4.2015 وهو يوم احياء ذكرى الأسير الفلسطيني.
مجد كيّال
تعقيب مسرح الميدان
وقال مجد كيّال المركز الاعلامي لمركز عدالة في حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "نحن نعتقد أنّ قرار ميري ريجيف ونفتالي بينيت وبلديّة حيفا سابقًا هو قرار لقمع حريّة التعبير والابداع ويمس بشكل خطير وبالغ في مسرح الميدان والثقافه الفلسطينيّة داخل اسرائيل".
وأضاف كيّال: "نحن نعتقد أنّ مسرح الميدان له الحق بأن يمارس لغته الابداعيّة والثقافيّة وأن يعبّر عن خصوصيّة الثقافة وحتّى المواقف السياسيّة التي تعبّر عن المجتمع الفلسطيني في إسرائيل .إنّ هذا القرار يمس بمسرح الميدان وجمهوره ونحن كمركز عدالة نرى أيضًا أنّ هناك مسًّا بالأسير".
بيان بلديّة حيفا
وعمّمت سامية عرموش محاميد الناطقة بلسان بلديّة حيفا للوسط العربي، بيانًا جاء فيه: "أوعز رئيس بلدية حيفا يونا ياهف بتشكيل لجنة لدراسة الدعم لمسرح الميدان. ومن لحظة اقامة اللجنة تم تجميد الدعم البلدي. ننتظر اللجنة حتى تنتهي كل من وزارتي العدل والثقافة من اجراء فحصها" بحسب البيان.
تعقيب بوحبوط
وقال شلومو بوحبوط رئيس بلديّة معلوت ترشيحا في بيان وصلت عنه نسخة إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب: "أنا مع ميري ريجيف فأنا أعرفها منذ زمن بعيد وأعرف أنّها تتمتّع بالمصداقيّة والاستقامة، وهي تدلي بما تفكّر به".
وأضاف: "للأسف الشديد فإنّ الأموال تُوَجّه إلى مضامين غير منطقيّة دائمًا وأنصح ريجيف بفحص الأجر الذي يتقاضاه أصحاب المناصب في المؤسّسات التي تدعمها وزارة الثقافة".
ونوّه بوحبوط بالقول: "أنا واثق أنّ ريجيف ستتابع سياسة ليمور ليفنات والتي بدأتها بإدخال تعديلات من أجل الأضاحي. إنّنا نشدّ على يديّ وزيرة الثقافة كسياسيين وكشعب" كما قال.
رئيس الدولة: الفنون ليست حكرًا على أحد
وعلّق رئيس الدولة رؤوبين ريفلين على العاصفة الجماهيريّة التي أثارها قرار ريجيف، بالقول: "الفنون ليس ملكًا لمعسكر أو لآخر، لتيّار يمينيّ أو يساريّ، للشرقيين أو الأشكنازيين، والويل لنا إن سقطت الفنون ضحيّة لسياسة خطيرة من جانب أو من آخر. الفنون ليست أداة سلاح وإنّما أدة للتواصل. الفنون هي أداة تتخطّى الحدود، وبيت الرئيس مفتوح لتسوية الأمور بهذا الخصوص".
جمعية حقوق المواطن
وعمّمت جمعية حقوق المواطن بيانًا جاء فيه: طالبت جمعية حقوق المواطن وزيرة الثقافة ميري ريجيف ألا تحّول نفسها الى مسؤولة الرقابة على الثقافة، مؤكدةً أنّ تصريحات وتصرفات الوزيرة الأخيرة تهدّد الديموقراطية الإسرائيلية عموماً. جاء ذلك في أعقاب قرارات الوزيرة ريجيف فيما يتعلق بتمويل مسرح الميدان بسبب عرضه مسرحية "الزمن الموازي"، وتصريحها حول دراسة استمرار الدعم المادي لمهرجان السينما في القدس لنيته عرض فلماً وثائقياً عن "ييجال عامير". وفي رسالة المستشار القضائي لجمعية حقوق المواطن، المحامي دان ياكير، جاء أنّ وزيرة الثقافة ليست حاكمة على الثقافة وليست رقيبة عليها. وأضاف: " وظيفة وزارة الثقافة مساندة ودعم الثقافة والفن وليس خنقهم؛ من وظائف السينما والمسرح التعامل مع قضايا شائكة ومثيرة للجدل والتشجيع على التفكير النقديّ، وليس من وظيفتهم تشجيع شرعية الدولة او الحفاظ على "الصورة الحسنة" لجنود الجيش الاسرائيليّ".
وتابع البيان: "وأكّد ياكير أنه يحق لوزارة الثقافة منع تقديم الدعم المادي فقط في حال حرضت الأعمال الفنية على العنف او العنصرية. عدا عن هذه الحالات النادرة، تمنع وزارة الثقافة من التدخل في مضامين او مواضيع الأعمال الفنية. وأشار المستشار القضائيّ للجمعية الى ان جمهور الفنّانين في إسرائيل يشعر بالتهديد في الأسابيع الأخيرة بعد الهجمة المستمرة على حرية الانتاج وحرية التعبير. على الرغم من وجودهم في الواجهة في هذه اللحظة، إلا ان هذا التهديد يطال الديموقراطية الاسرائيلية. وأضاف: "إنّ حرية التعبير عن الرأي هي حق أساس مكفول لكافة الجمهور: يحق للفنانين حرية ثقافية للانتاج الفني، ويحق للجمهور العام الانكشاف على الأعمال الفنية بكافة أشكالها ومضامينها" بحسب البيان.
من اليمين رئيس الدولة اليوم خلال مناشدة بتهدئة الخواطر تصوير: מארק ניימן/ לע״מ