د. محمد خليل مصلح في مقاله:
ملء الفراغ تكتيك وخطة اسرائيلية اعتمدها كل الزعماء الصهاينة في معالجة المبادرات الدولية وادارة ملف النزاع بمفهوم الاسرائيليين على اعتبار ان مفهوم النزاع لا يمنح الفلسطينيين الحق في الارض
لعبة الساسة الاسرائيليون واضحة جدًا وهي اختراق الموقف الفلسطيني والوعي الوطني والموقف الدولي في صيغة تنهي مطال بالشعب الفلسطيني للابد؛ شطب حق الاجيال
يجب أن نستوعب درس الماضي والا تتحول تكتيكاتنا الى استراتيجية مع العدو رفع الحصار تكتيك لمصلحة استراتيجية كبرى
لا يجب ان يخفى علينا الطموح الفرنسي في قيادة اوروبا، وانها ترى في نفسها الدولة التي من حقها لعب دورا مهما في ملف الصراع في الشرق الاوسط؛ لفرنسا فضل كبير في بناء اول مفاعل نووي اسرائيلي باعتراف شمعون بيرس السياسي المخضرم صاحب الافكار والحيل والدور الاستراتيجي فيما وصلت اليه اسرائيل اليوم، لذلك رئيس الوزراء نتنياهو وجد في فرنسا الملاذ؛ بعد فشله في التأثير على موقف الادارة الامريكية بمنع الاتفاق مع ايران حول الملف النووي، بنيامين نتنياهو بما هو معهود عنه بالتلاعب وعدم تفويت الفرص، ووعيه للطموح الفرنسي وظف هذه الورقة لمصالحه الحزبية والشخصية، ووجد هذا الالتجاء هوى دفينا لتعزيز دورها في ملف الصراع لتعزيز مصالحا مع دول الشرق الاوسط، الهامش التي كانت تبحث عنه فرنسا وضعت يديها عليه في حاجة نتنياهو للضغط على ادارة اوباما الامريكية، لكن السؤال ماذا يوجد في ايدي فرنسا لتقدمة لأطراف الصراع سواء ترغيبا او ترهيبا للضغط على الاطراف للعودة الى طاولة المفاوضات؟ وما مدى استجابة الورقة الفرنسية لاحتياجات الاسرائيليين الامنية والسلطة الفلسطينية السيادية في حدها الأدنى ؟
ملء الفراغ تكتيك وخطة اسرائيلية اعتمدها كل الزعماء الصهاينة في معالجة المبادرات الدولية، وادارة ملف النزاع بمفهوم الاسرائيليين، على اعتبار ان مفهوم النزاع لا يمنح الفلسطينيين الحق في الارض ويسلبهم المسوغ القومي الوطني في النضال والمقاومة بخلاف مفهوم ومصطلح الصراع، لم تقدم خطة او مبادرة الا تمكنت تلك العقلية من افراغ محتوها وجوهرها، وتجميدها، وآخرها خطة كيري وقبلها خطة الطريق والمبادرة العربية، فهي ترفض الاملاءات والاشتراطات حتى وان كانت وهمية، نتنياهو" اسرائيل سترفض بحزم أي محاولات لفرض املاءات دولية عليها فيما يخص النزاع الفلسطيني الاسرائيلي لضمان الامن وتحقيق السلام على حد سواء بحسب زعمه".
لعبة الساسة الاسرائيليون واضحة جدًا، وهي اختراق الموقف الفلسطيني والوعي الوطني والموقف الدولي في صيغة تنهي مطال بالشعب الفلسطيني للابد؛ شطب حق الاجيال، لذلك يجب أن نستوعب درس الماضي والا تتحول تكتيكاتنا الى استراتيجية مع العدو، رفع الحصار تكتيك لمصلحة استراتيجية كبرى دحر الاحتلال، نحن ندرك اليوم ان اسرائيل لا تؤمن بالتنازلات الاقليمية لمصلحة دولة فلسطينية سيادية، لذلك يجب الا تتعلق السلطة الفلسطينية بحبال الموقف الفرنسي ولا بتكتيكات تعمق الشرخ الفلسطيني؛ اقالة حكومة التوافق وتشكيل حكومة غير توافقية مع حماس وباقي فصائل المقاومة غير المرغوب فيهم من قبل اسرائيل للتعبير في الرغبة للعودة لطاولة المفاوضات " فابيوس وزير خارجية فرنس ابلغني عباس بان الحكومة الجديدة ستكون حكومة وحدة وطنية وستشمل فقط نساء ورجال فقط ممن يعترفون بإسرائيل ويقرون بنبذ العنف، والذين يتماشون مع مبادئ وشروط الرباعية الدولية"، وهو رد خاطئ على ما تسرب من معلومات؛ عن وجود اتصالات بين حماس واسرائيل عبر وسطاء اقليميين او دوليين، حتى لو كان فهم فابيوس صحيحا؛ أن هناك بين اسرائيل وحماس حديثا عن غزة، وعن الوضع الانساني؛ فحماس لا يمكنها ان تختزل الصراع مع اسرائيل في الوضع الانساني برفع الحصار، لما لذلك من تداعيات تمس بالثوابت الايديولوجية، اذ تخشى في نفس الوقت تداعيات هذا التوجه على وحدة الصف التنظيمية من الانشقاقات؛ ما يصب في مصلحة الجماعات السلفية المعارضة والمنافسة لحماس في المنطقة.
لعبة الصديق العدو والعدو الصديق؛ تكتيك اسرائيلي تستخدمه مع السلطة الفلسطينية ومع المقاومة حماس في غزة، اضعاف السلطة والضغط عليها توتير الساحة الداخلية بإشاعة؛ أن هناك اتصالات مع حماس، سيتولد عنها اتفاقية هدنة طويلة الامد للضغط على عباس لوقف تحركاته على المسرح الدولي في نضاله مع اسرائيل، وأيضا محاربة حماس للجماعات السلفية أو لممارسة دور الضبط الميداني كرسائل طمأنة لإسرائيل، وكأن اللعبة: حماس تخدم مصلحة اسرائيل العدو بملاحقة الجماعات الخارجة عن القانون واسرائيل تضعف ابي مازن لمصلحة حماس برفع الحصار عن غزة وعقد هدنة من طرف واحد تعزز به الانشقاق والخلاف الداخلي، وترحيب ابي مازن بالمفاوضات وحل حكومة التوافق في اجراء مضاد؛ الأمر والوضع القائم وهذا التعقيد واللعب لا يناسبنا بالمطلق ولا يعمل لمصلحة قضينا، ولا يعكس عن وعي وطني لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني، اذا كانت القرارات الشجاعة تغير مسارات التاريخ؛ فهذا وقتها الان، قرار الوحدة، وهذا يعني ان نؤمن جميعا بفلسطين.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net