* الشرطة تعتدي وتضرب الرجال والنساء والاطفال الابرياء
* صورة جبسية للأقصى مهشّمة ملقاة على الدرج أمام الباب
* الشرطة ترتكب اعتداءا عنيفاً وتدميريًا ضد سكان الحي وبيوتهم، من غير ذنب
* وقفت قوات الشرطة جانبًا ولم تتدخل لوقف النار ووقع جرّاء ذلك بعض الجرحى، بمن فيهم طفل يبلغ 13 عامًا
* غدا اجتماع للجنة الحي لتصعيد النضال للكف عن هذه الاعتداءات والاعلان عن مظاهرة في الايام القريبة
منذ أكثر من ثلاث سنوات، يعاني أهالي حيّ الحليصة من نزاعات عائلية في الحيّ، حيث ترافقه كثير من حوادث إطلاق النار، والتي قد أدّت إلى حادثي قتل حوّلت حياة أهل الحي إلى كابوس لا يُحتمَل
معظم سكان الحي لا علاقة لهم بأي شكل بهذا النزاع، ومع ذلك فجميعهم يشعرون أن حياتهم مهدّدة بالخطر جرّاء كثرة حوادث إطلاق النار في شوارع الحي
ومنذ مدّة طويلة يعبّر أهالي الحيّ عن تذمّرهم من تقاعس الشرطة عن وضع حدّ للنزاعات وإطلاق النار، ليعود الأمان إلى حي الحليصة
ولكن بدلاً من ذلك، يقول يواف بار عضو لجنة الحي "الشرطة في يوم السبت 21 حزيران جاءت إلى حي الحليصة بقواها المعزّزة، وارتكبت اعتداءا عنيفاً وتدميريًا ضد سكان الحي وبيوتهم، من غير ذنب ارتكبوه"
وبحسب شهادات اهل الحي "فقد اندلع نزاع في الحي في ساعات ما بعد الظهر، فاستدعى بعض الأهالي قوات الشرطة مبلغينها خشيتهم من تجدّد إطلاق النار في الحيّ
وبالفعل فقد وصلت قوات الشرطة إلى الحي، ولكن عندما حصل ما هو متوقع وبدأ إطلاق النار في الساعة السادسة أو السابعة، وقفت قوات الشرطة جانبًا ولم تتدخل لأجل وقف النار
وقد وقع جرّاء ذلك بعض الجرحى، بمن فيهم طفل يبلغ 13 عامًا أصيب في كتفه اليمنى
وفي ساعات المساء المتأخرة – بين العاشرة والحادية عشرة ليلاً – عادت الشرطة بقوّات معزّزة، شرطة بزيّ أزرق وشرطة بزيّ الوحدات الخاصة المشابهة لملابس جنود الجيش
اما السيدة راوية أبو شملة، وهي امرأة متدينة في الاربعينات تروي انها كانت تعبر بسيّارتها في هذا الوقت بالذات من شارع عسفيا إلى شارع غوش عتصيون، وهو الشارع المركزي في الحليصة برفقة شابين ابناء من عائلتها
وفي الإفادة التي سجلتها على لسانها، تصف السيدة كيف أمرتها الشرطة بوقف السيارة، وفور استجابتها لهم وبدون أية أسئلة، أنزلوا الشاب عزالدين اغبارية (19 عامًا) والمكنّى عزّو – من السيارة، وأشبعوه ضربًا
وتقول السيدة راوية أن والد الشاب عزّو رأى رجال الشرطة يضربون ابنه فتوجه نحو المكان، قائلاً للشرطة: "هذا ابني
ما الذي يجري؟"
فما كان من رجال الشرطة إلاّ أن "دفعوه ثم جرّوه نزولاً إلى شارع غوش عتصيون 23، وهناك أوقعوه على الأرض وأنهكوه ضربًا وهو ملقىً على الأرض
لم يستريحوا من ضربه ولم يريحوه
تجمّع عليه رجال من القوات الخاصة (يَسّام) وظلوا يضربونه طيلة 5 دقائق على الأقل، وربما أكثر"
في هذه المرحلة بدأ أهالي الحي بالتوافد إلى المكان لرؤية ما يحصل، فأمسكت الشرطة كثيرين منهم وبدأت بضربهم
وتفيد السيدة راوية: "لقد ضربوا أخي سمير بالبندقية
إبني محمود، عمره 24 سنة، وصل ولم يكن ليعرف ما الذي يحصل
أمسكوه وجروه نزولاً في الشارع وبدأوا بضربه
عندما رأيت أنهم يأخذون ابني، حاولت أن أتدخل حتى لا يضربوه، فلووا يدي وراء ظهري وهدّدوا باعتقالي
وعندها وصل أبي فدفعوه هو أيضًا وضربوه على أضلعه بخزان البندقية
قلت للشرطي بأن عليه أن يحذر ألاّ يحصل شيء لأبي لأنه مريض
ولكنهم استمروا بدفعي ودفع أبي إلى مدخل بيتنا"
على كتف الإبن، محمود أبو شمله، قريبًا من الرقبة، تظهر بوضوح علامات نزف دم داخلي متسع المساحة
وتظهر علامات الضرب أيضًا على يده وظهره
يفيد محمود: ("خرجت إلى الشارع وأنا أسأل: ما الذي يجري، ما الذي يجري؟ فاتجه إليّ شرطي بزيّ وقال لي "تعال، لماذا تصرخ؟"
أمسكني الشرطي من يدي، وأنا لم أعترض ولم أهاجم ولم أهرب
عندها جاء أربعة أو خمسة من قوات اليَسّام وبدأوا بضربي
ضربوني بأيديهم وبأرجلهم
ضربوني بالبندقية على رجلي، ولازالت متورّمة وتؤلمني حتى الآن
قال لي الشرطي: "جئنا إلى هنا لكي نربّيكم"، شتموني بألفاظ نابية تطالني وتطال عائلتي
بعد ربع ساعة تقريبًا تركوني وعدت إلى البيت"
السيد محمد اغبارية، أبو العزّ، يفيدنا كيف رأى رجال الشرطة من نافذة بيته يضربون ابنه
"خرجت إلى الشارع وقلت له إن هذا ابني وسألته لماذا تضربونه
كان هدفي تهدئة ابني وتهدئة الشرطة"
قلت لهم: "أنا والده" وعندها قال لي الشرطي: "الآن أنت لست والده
أنا والده وأنا سأربّيه"
وهجم عليّ رجال الشرطة يدفعونني وهم يستمرّون بضرب ابني أمام عينيّ
في البداية أمسكني شرطيّ، ونادى حرس الحدود فأمسكوني وجرّوني نزولاً في الشارع وهم يضربونني
بقيت ملقىً على الأرض بينما افراد شرطة كثيرون هجموا عليّ وضربوني
ما زلت إلى الآن أتألم في ضلوعي وفي رقبتي وفي كل جسدي"
وبالفعل يبدو واضحًا أن الرجل يمشي بصعوبة ويتألم حتى في الجلوس على الكرسيّ
أيمن يوسف كان يقف في مدخل بيته عندما وصلت الشرطة بين العاشرة والحادية عشرة ليلاً
وقبل أن تبدأ الاعتداءات بالضرب، كانت مهلة كافية للتحدث بودّية تامّة مع الشرطة
سألوه ما اسمه وماذا يفعل في المكان
وعندما عرّف بنفسه قالوا له "نحن لا نحتاجك"
يفيد أيمن أنه قال للشرطة: "لكنكم تمسكون أناسًا طيّبين وتهينونهم في الحارة"
فأجابوه: "نحن نكسح الطيبين والأشرار هنا في الحارة
لن نبقي أحدًا في الحارة بدون أن نكسحه"
أيمن يوسف
منى بشكار من شارع رزئيل، والتي أصيب اثنان من أولادها (جرّاء إطلاق النار بين العائلات المتنازعة)، تحدّث كيف وقف رجال الشرطة في أثناء إطلاق النار دون أن يفعلوا شيئًا لوقفه تقول "في العاشرة مساءً دخلت قوات شرطة يسّام إلى بيتنا
رجال شرطة كثيرون يلبسون سترات واقية
الشرطة صفعوا ابني (13 عامًا)، دفعوني ودخلوا البيت
قلبوا خزانة الملابس الكبيرة، كسروا أبواب الخزائن، قذفوا بالمروحة وبالمسجل على الأرض، ركلوا الإسكملة وكانت عليها فناجين القهوة
أحد رجال الشرطة قال لزملائه: "كسّروا كل شيء"
ونحن لم نعترض بتاتاً
قلت للشرطي: "أنا امرأة مريضة
ليس هنالك ما تحتاجه هنا لتبحث عنه"
صرخ عليّ قائلاً: "اصمتي، نحن لسنا في القرية!"
أخذنا الجيران إلى منزل عادل أبو كليب في شارع رزئيل4، إذ أخبرونا أن الشرطة جاءت إلى بيتهم أيضًا
وجدنا باب البيت وهو من الفولاذ، مطعوجًا ومفتوحًا
وجدنا أيضًا صورة جبسية للأقصى مهشّمة ملقاة على الدرج أمام باب المدخل
كثيرون من السكان الذين تحدثنا إليهم، يشعرون أن الشرطة بدلاً من حماية أمنهم، حوّلت جميع سكان حي الحليصة إلى مستهدفين وضحايا للعنف المنفلت بدون أيّ مبرّر لذلك
وفي حديث مع يؤاب بار عضو لجنة الحي قال:"غدا سنعقد اجتماعا لسكان الحي واعضاء لجنة الحي وسنقوم بتصعيد النضال والذي سيشمل في الايام القريبة مظاهرة حاشدة ضد الشرطة وتنكيلها بالمواطنين الابرياء"
هذا ولم يتسنى لنا الحديث مع قائد شرطة حيفا دودو بين عطية قبل نشر التقرير حيث حاولنا منذ ساعات الحصول على رده لكنه لن يجيب على هاتفه
وفي حديث مع موشيه فيتسمان الناطق بلسان شرطة الساحل اجابنا بانه لا يوجد لديه اي معلومات والمعلومات فقط مخول بأعطائها قائد شرطة حيفا