بنزين اشْتُقَّ من بترول العرب
على وردةٍ غَضَّةٍ سُكِب
فأُحْرِقَ محمد ابو خضير
دُلِقَ البنزين في حَلْقِهِ
لِتُطَاوِلَ النَّارُ السُّحُب
لو لم يكن الوقتُ السُّحُور
لبَقِيَ ظَمْآن وَلَمَا شَرِب
عُصْفُورٌ في مَمْلكَةِ غِرْبَان
اجْتَمعت على جسدِهِ نيران
احْترقَ لكنّهُ صار بدرًا مُنِير
واسْتَحَقَّ اللقب
دَبَّت النار في الجسد
من الداخل والخارج
وعندما صار الجسد جدا طازج
كل شيئ في الزُّهُور
احْترقَ وانْعَطَب
أكَلَتْهُ ألْسِنَةُ النَّار
قبل انْفِجَار النهار
الطيور التي كانت هاجعةً
اسْتفاقت مذعورةً تُغَرِّدُ بغضب
محمد كان طفلاً لم ير بَعْد أَهْوَال
لم يُتْقِن حتى صياغة السؤال
بَعْدُ لم يَسْمَع عن وحوش الأدغال
هَمُّهُ كان مثل الاطفال
المِضِيَّ في اللَّعِب
لم يعلم محمد ما بالانْتِظار
كان صغيرًا على الأسرار
لم يعرف غدرًا او غدَّار
وأنَّهُ سيُحْرَقُ حيًّا بالنار
لبراءَتِهِ ظَنَّ الليل نهار
فصار يجمع مع الحرَّاقِين الحَطَب
محمد احْترقَ باسقًا مثل النخيل
جسدًا رشيقًا نحيل
حَرْقُهُ كان مثلهُ جميل
تحَمَّل وحيدًا في حلكة الليل
العذاب عن ملايين العرب
هل سمعتم عن طفلٍ بطل؟
هل سمعتم عن فتى بطل
بمنتهى الرقة والروعة والأدب
يواجهُ الحرق
ويجابهُ وحيدًا أعْمِدَةَ اللّهب؟
وكلما زادت النار اشْتِعَال
سجد واقْتَرَب
ويبقى يُلِحُّ سؤال
أين كنتم يا عرب؟
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net