القيادي في حركة حماس – النائب مشير المصري لـ"كل العرب":
هناك اكثر من دولة اوروبية تحاول التوسط بيننا وبين وإسرائيل لكننا لم نناقش هذه التوجهات
عندما يقدم الينا ما يحقق المصلحة العامة لشعبنا سندرس الخيارات في اطار التوافق الوطني
ملف تبادل الاسرى مغلق ولا حديث عنه إلا عندما نرى صورة متكاملة تقدم الينا في اطار صناعة صفقة جديدة مشرفة لصالح أسرانا
حماس تواصل تعزيز ترسانتها العسكرية وهي اقوى مما كانت عليه بأضعاف مضعفة وفي حال فُرضت علينا المواجهة سيدفع العدو ثمن غاليا
هناك لقاءات على مستوى رفيع بين قيادات من الصف الاول في حماس ومصر والأمور تسير بالاتجاه الايجابي
كثر الحديث عن مفاوضات بين حماس وإسرائيل للتوصل الى اتفاق هدنة طويلة الامد، وتناقلت وسائل اعلام مختلفة هذا الموضوع الى جانب تحريض اسرائيل على حماس على انها تعمل على زعزعة الأمن المصري عن طريق دعم الجماعات المسلحة في سيناء، الأمر الذي نفته حماس مؤكدة ضبط حدود غزة مع الجانب المصري، وهذا ما اشار اليه النائب عن حركة حماس في التشريعي الفلسطيني مشير المصري في حديث خاص بـ"كل العرب".
القيادي في حركة حماس – النائب مشير المصري
واستهل المصري حديثه معنا عن احياء الذكرى الاولى للعدوان على غزة العام الماضي (معركة العصف المأكول) حيث قال: "الاحتلال يعتاش على سفك دماء الابرياء ولا يعرف إلا لغة الاجرام والإرهاب، ما تعلمناه هو أنّ لغة الوحدة في ادارة المعركة والتلاحم الشعبي هو الكفيل بتحقيق الإنتصار، ثم أنّ الاستعداد المسبق لخوض المعركة وتطوير الترسانة العسكرية هو ما كفل افشال مخططات الاحتلال".
وعن تحريض اسرائيل ضد حماس قال المصري بأنّ "الاحتلال يسعى لأن يظهر بصورة الضحية، ويريد من خلال تحريضه على حماس أن يفرض عليها الاستسلام وعدم تطوير قدراتها، بينما المقاومة ماضية في تطوير قدراتها العسكرية أمام العدو الذي يملك قنابل نووية". وأضاف: "نحن نفعل ذلك من أجل الدفاع عن أنفسنا ومواجهة أي عدوان صهيوني والمقاومة اليوم أقوى بأضعاف مضعفة مما كانت عليه من قبل، وسنواصل التسلح ونقوي المقاومة ما دام الاحتلال يسيطر على أرضنا".
وحول سؤال ماذا كانت المقاومة عملت خلال العام على التسلح استعدادا لمواجهة قادمة قد تحصل رد بالقول: "نطمئن شعبنا وأمّتنا بأنّ المقاومة ومنذ اللحظة الأولى لانتهاء معركة العصف المأكول تعمل في الليل وفي النهار، فوق الارض وتحت الارض للإعداد، وغزة لن تكون نزهة للاحتلال ولن تكون لقمة سهلة والاحتلال سيدفع ثمن حماقته وسيدفع ثمن تهربه من استحقاقات اتفاق التهدئة".
المصري: استمرار الحصار سيولد الانفجار
وتعقيبًا على توصية كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي لوزير الأمن يعالون برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وإعادة الاعمار قال مشير المصري:"هذا ادراك بأنّ سياسة الحصار لم تزد حماس إلا مزيدًا من الاحتضان الشعبي والإصرار على مشروع المقاومة، ولم تنجح اسرائيل في فك الارتباط بين حماس وشعبها، ثم ان الحصار لم يحصّل الاحتلال منه إلا الخيبة، لأنه يحاصر اطفالا ونساء وشيوخا، وعليه ليس امام الاحتلال إلا فك هذا الحصار لان استمراره سيولد انفجارًا سيدفع ثمنه الاحتلال الاسرائيلي وهم يدركون ذلك".
وعن اتهام السلطة الفلسطينية لحركة حماس بالتنسيق مع إسرائيل وإجراء مفاوضات معها رد المصري: "هذه الاتهامات بائسة من عبّاس والسلطة وهي محاولات لإسقاط عارهم بالتنسيق والتخابر الامني مع العدو الصهيوني وهو ما لم يمر على شعبنا، وعلى حركة فتح أن تقلع عن الجريمة الوطنية التي ترتكبها بحق شعبنا ومقاومته وقضيته والتحلل من جريمة التخابر والتنسيق الامني مع العدو".
وحول ما نشر عن وجود مفاوضات بين حماس وإسرائيل عن طريق طرف ثالث بهدف التوصل لهدنة طويلة الأمد مقابل تلبية بعض مطالب حماس رد المصري قائلا: "هي أفكار قدّمت الينا من بعض الاطراف الاوروبية ليس لها أي رصيد على الارض، الموضوع ليس مطروحا على الطاولة وعندما يقدم الينا ما يحقق المصلحة العامة لشعبنا عند ذلك يمكن ان ندرس الخيارات في اطار التوافق الوطني".
التوسط بين حماس وإسرائيل
وأكد المصري أنّ "هناك اكثر من طرف اوروبي يحاول التوسط بين حماس وإسرائيل في هذا الباب لكن لم تدرس الافكار ولم يتم بحثها". ورفض المصري الخوض في قضية تبادل اسرى مع جثث جنود بقيت في غزة او مع جنود احياء اسروا خلال الحرب، واكتفى بالقول: "هذا ملف مغلق ولا حديث فيه إلا عندما نرى صورة متكاملة تقدم الينا في اطار صناعة صفقة جديدة مشرفة لصالح أسرانا".
وعن اتهام اسرائيل لحماس بتقديم المساعدة للجهات الارهابية في سيناء قال: "هذا مجرد كذب وافتراء صهيوني لا يمكن أن يقبل به الاشقاء في مصر،نحن على تواصل مع مصر، والجهات الامنية في مصر تدرك أنّه لا يوجد أي دور لا سياسي ولا امني ولا عسكري في سيناء ومصر، مسؤوليتنا الوطنية وواجبنا الاخلاقي هو ضبط حدودنا مع الاشقاء في مصر وهذا ما نقوم به".
وأشار المصري الى لقاءات على مستوى رفيع تتم بين قيادات من الصف الاول في حماس ومصر وذلك بهدف فتح معبر رفح بدون اغلاق. وأضاف: "تلقينا وعودا ايجابية من خلال التواصل المباشر مع مصر وبدون وساطات". وختم المصري حول المصالحة وقال: "عبّاس يطلق طلقات الرحمة الأخيرة على المصالحة من خلال الممارسات على الارض بالاعتقالات السياسية في الضفة وعار التخابر الأمني ومن خلال الخطوات الانفرادية في موضوع الحكومة بعيدًا عن التوافق الوطني، عبّاس يرتكب جريمة اغتيال المصالحة".