الدكتور فرحان السعدي:
هناك من يعتقد أن أي فعالية لا تصب في مصلحة الحزب أو الايدولوجيا التي يتبناها او للطائفة التي ينتمي اليها فإنها مضيعة للوقت والجهد لا فائدة منها ونحن في منتدى الكلمة نرى غير ذلك وخاصة في هذا الوقت لا نجد اكثر من الحب الوطني اللغة والأدب والفن والتاريخ يوحدنا لأنها من مقومات وجودنا الوطني وكل ذلك يخدم قضيتنا
استضاف مركز محمود درويش الثقافي في بلدة عرابة البطوف مساء يوم الجمعة أمسية ثقافية وفنية خاصة لتكريم الباحث الدكتور جوني منصور ابن مدينة حيفا بعد إصداره الموسوعة البحثية عن مدينة حيفا، وتكريم الفنانة الرائعة أمل مرقص ابنة قرية كفرياسيف على غزارة اعمالها الفنية الوطنية في مجال الغناء، وقد نظم الأمسية "منتدى الكلمة" الثقافي والمنبثق عن مجموعة كبيرة من الكتاب والأدباء العرب من البلاد، بحضور إدارة المنتدى من الكتاب والأدباء ومدير مركز محمود درويش الثقافي محمود أبو جازي وكوكبة من الضيوف من المثلث والجليل والساحل، فيما تولى عرافة الأمسية، الدكتور فؤاد عزام والذي رحب بالحضور وتوجه بالتحية للدكتور جوني منصور والفنانة امل مرقص لمشاركتهما في الامسية وايضا للمسؤولين في جمعية أصدقاء حتى النخاع الفاعلة من اجل دعم التبرع ونشر الوعي بقضية التبرع بالنخاع العظمي ، وقال :" عشت في حيفا ما يزيد عن عشرين عاما وعلمت فيها مع صديقي الدكتور جوني سنين طويلة".
وأما كلمة منتدى الكلمة فألقاها الدكتور فرحان السعدي، قال: "هناك من يعتقد أن أي فعالية لا تصب في مصلحة الحزب أو الايدولوجيا التي يتبناها او للطائفة التي ينتمي اليها فإنها مضيعة للوقت والجهد لا فائدة منها، ونحن في منتدى الكلمة، نرى غير ذلك وخاصة في هذا الوقت لا نجد اكثر من الحب الوطني اللغة والأدب والفن والتاريخ يوحدنا لأنها من مقومات وجودنا الوطني وكل ذلك يخدم قضيتنا الوطنية، واليوم نكرم الباحث الوطني الدكتور جوني منصور الذي بذل طاقة جبارة من العمل امتدت على مدار ثلاث عقود من العمل ليصدر كتابه القيم عن حيفا ليؤكد أن فلسطين كانت عامرة بأهلها وحضارتها ونحن نعتبر هذا العمل عملا وطنيا بإمتياز، ونرحب بالفنانة أمل مرقص ابنة كفرياسيف ونعتبر ما تقوم به من فنا راقيا عملا وطنيا بإمتياز، ومنتدى الكلمة يدعوكم يوم 8 آب لتكريم الشاعرين صالح احمد والاعلامي محمد بكرية لإصداراتهما الجديدة".
وألقت نردين بدارنة كلمة مركز محمود درويش ومجلس الشبيبة البلدي فشكرت الباحث الدكتور جوني منصور والفنانة المبدعة أمل مرقص على مشاركتهما في هذه الأمسية مثمنة عمل ادارة مركز محمود درويش والذي يعمل الكثير من اجل عرابة وشكرت منتدى الكلمة على عملهم الدؤوب في سبيل دعم الثقافة في الوسط العربي.
أما ماري طنوس العضو المؤسس في جمعية اصدقاء حتى النخاع القت كلمتها وقدمت شرحا حول اهمية التبرع بالنخاع العظمي في الوسط العربي، وان الجمعية تعمل على نشر التوعية في المجتمع العربي حول التبرع بالنخاع العظمي وخاصة متبرع من خارج العائلة والانضمام الى سجل المتبرعين بالنخاع العظمي مما يزيد نسبة احتمال ايجاد متبرعين ملائمين لأكبر عدد من المرضى الذين يحتاجون لزرع النخاع العظمي.
الباحث الدكتور جوني منصور المحتفى به فقد اكد من خلال مداخلته: "إن تاريخ المدينة قائم قبل العام 1948 وان الحياة الاجتماعية كانت قائمة بشكل كامل وكانت إحدى أهم مدن فلسطين وفي زمن معين قد تراجعت عكا وتقدمت حيفا وان الصورة الحقيقية لهذه المدينة بانها مدينة الثقافة والعمال والكادحين والفن الراقي وانه حاول نقل تاريخ المدينة بالكلمة والصورة بعد ان جمع آلاف الصور في معظمها من ألبومات العائلات الحيفاوية المقيمة في المدينة أو التي هُجرت عنها قسريًا عام النكبة، ومنها عائلات لاجئين في لبنان وسوريا، وانه استطاع التوثيق من خلال هذه الصور ان مجتمع حيفا كان يبني نفسه بنفسه على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية فحيفا مدينة عمل، وميناء وسكة حديد وقد وفد إليها عدد كبير من العمال من البلدات والقرى الفلسطينية المجاورة، الذين انخرطوا فيها وكونوا حياة اجتماعية لافتة في ذلك الزمن، تلك الحياة التي انتهت في النكبة عام 1948 وان المدينة كانت غنية بشخصيات وجمعيات ومؤسسات الحراك الانساني الذي ساهم في الازدهار الذي تمتعت به المدينة في حقبة زمنية قصيرة، وتحديدًا منذ نهاية الحرب العالمية الاولى وحتى النكبة".
هذا، وتخلل فقرات الأمسية وصلات غنائية ملتزمة للفنانة المبدعة أمل مرقص والتي اتحفت الجمهور بأغانيها الوطنية المميزة. واختتمت الأمسية بحوار بين الجمهور والمحتفى به حول إصداره الجديد "حيفا.. الكلمة التي صارت مدينة" وفقرة تكريم الباحث والمؤرخ الدكتور جوني منصور والفنانة أمل مرقص بدروع تذكارية".