الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

صمت الأم/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 28/07/15 07:33,  حُتلن: 07:45

لستُ أعرفُ السببْ
هي التي نأت عن الكلامِ بالصممْ.
فهل بِصَمتِها عتبْ؟
أكان صمتُها مزلزلاً كفوهةِ اللهبْ؟
أخافُ أن أكونَ قد جلبتُ .. عن جهالةٍ ..
لها القنوطَ والسأمْ.
أتسكتُ الجراحُ عندما يسيطرُ الألمْ؟
***
أظنُ أنها بِصمتِها تقولُ أبلغ الكلامْ.
فلا تدعْ لعتمةِ الظنونِ أن تُبدِّدَ النهارْ.
سُكوتها مبررٌ .. وهمُّها مقدسٌ..
فإنه الولوجُ في ملاعبِ الصغارِ
والضياعُ في شواغل الكبارْ.
وأنه تفانٍ في الكفاحِ والتعبْ!
لأنها تقارعُ الصعابَ دونما صخبْ.
***
أحبُها.. أحبهُا
كما تحبُ طفلَها الحبيبَ ..
لا كما يحبُ تاجرٌ مناجمَ الذهبْ..
أحبهُا كما تكونُ .. أينما تكونْ.
أحبُها ..
بهدأة السكونِ .. فورة الغضبْ.
أحبهُا ..
بدونها ستفقدُ الحِلى بريقَها..
سيكسُد الذهبْ.
بدونها سيسقطُ الخرزْ..
فلا يعود ناظما لسُبحةِ الأُسَرْ.
بدونها ستصبحُ المدنْ
طوابقاً رتيبةً وناطحاتْ..
سقيمةً مملةً بلا حياةْ.
بدونها .. لمن سيورق الشجر؟
ومن سيجلبُ الحبورَ
في مدارس البنين والبناتْ؟
ومن سيُدخلُ الكبارَ جنَّةَ الطربْ؟
ومن يعلِّمُ الأطفالَ قيمةَ الأدبْ؟
أحبهُا .. أحبُها
ولو بحُبِّها تكونُ مستحيلةَ الهوى..
ولو بحُبِّها أكونُ أعجبَ العجبْ.
يوسف حمدان - نيويورك

 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.