الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:01

زوبعة نشيد هتكفا/ بقلم: أحمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 01/08/15 11:47

أحمد عارف لوباني في مقاله:

تحول البرلمان الاسرائيلي "الكنيست" إلى منبر لا يختلف عن أي برلمان نظام قمعي في دول الشرق الاوسط

الهجوم على اللاعبين العرب الذي سبق الهجوم على سيادة القاضي سليم جبران كان مطالبة بابعاد اللاعبين عن منتخب اسرائيل لامتناعهم او لنقل تجاهلهم او عدم معرفتهم بنشيد "هتكفا"

خبر: طالب عضو الكنيست روبرت الطوب من حزب "يسرائيل بيتينو" ألا يتم اختيار قاضٍ عربي لهذا المنصب الا بعد ان يقبل ان ينشد النشيد القومي "هتكفا"، وأنّه سيسعى إلى تنفيذ هذا الشرط من خلال تجنيد اغلبية اصوات لجنة تعيين القضاة.

التعليق: عضو الكنيست روبرت الطوب الذي تم تعيينه عضوا في لجنة تعيين القضاة بعد صفقة حزبية بين الليكود و"يسرائيل بيتينو" كممثل عن المعارضة فيما يبدو صفقة بين الحزبين تمهد لدخول حزب "يسرائيل بيتينو" للائتلاف الحكومي كي لا تبقى حكومة نتنياهو الحالية 61 عضو كنيست. وكذلك الصفقة بين الليكود و"يسرائيل بيتينو" حول القانون النرويجي الذي يسمح لوزير او نائبه الاستقالة من الكنيست لادخال عضو كنيست مكانه ممن الذين لم ينجحو بدخول الكنيست. وهذه الصفقة لها دلائل على عودة حزب "افيغدور ليبرمان" لحكومة نتنياهو بوزير مستقيل ليحل مكانه عضو كنيست جديد من نفس القائمة .

لقد سبق تصريح عضو الكنيست روبرت الطوب هجمة اعلامية استهدفت شخص قاضي المحكمة العليا سيادة القاضي سليم جبران لامتناعه عن المشاركة بانشاد "هتكفا" خلال استقبال مراسم استبدال رئيس المحكمة العليا. وسبقتها هجمات مماثلة واقسى من ذلك. لاعبون عرب لعبوا في المنتخب الاسرائيلي لكرة القدم، وأرجو المعذرة لمقارنتي، فقصد المقارنة ينبع من استفحال اليمين الصهيوني لتذنيب العربي ... وفتح الابواب لتوسيع رقعة الكراهية بين العربي واليهودي في محاولة "خاسرة" اجبار العربي بفعل وتنفيذ امور لم ينص عليها قانون الزامي يلزم كل مواطن بان ينشد نشيد "هتكفا".

الهجوم على اللاعبين العرب الذي سبق الهجوم على سيادة القاضي سليم جبران كان مطالبة بابعاد اللاعبين عن منتخب اسرائيل لامتناعهم او لنقل تجاهلهم او عدم معرفتهم بنشيد "هتكفا". وذلك خلال استعداد المنتخب الاسرائيلي لمونديال سنة 2010 وكان بين اللاعبين حينها سليم طعمه وبيرام كيال ووليد بدير. اللاعب بيرام كيال في مقابلة مع صحيفة "معاريف " قال انه لا ينشد "هتكفا" في المباراة التي جرت ضد سويسرا لانه لا يوجد قانون يلزمه انشاده. وهو ليس مقتنعًا بانشاده حتى ان نشيد "هتكفا" يتجاهلنا كمواطنين عرب نعيش في هذا البلاد. النهج العنصري لم يتوقف عند هذا الحد وانما طالبوا بتنحية اللاعبين العرب الذين لم يخدموا الخدمة العسكرية وليس من المستبعد ان يظهر عضو كنيست يميني من الاعضاء الجدد يطالب بسن قانون بنفس المطالبة لتعيين قاضٍ عربي وهل هناك قاض عربي يقبل بمثل هذه الشروط الدكتاتورية المهينة؟؟ وهنا لا بد من سؤال لعضو الكنيست روبرت الطوب هل فحصت اعضاء الكنيست او المجلس الاعلى في قائمتك "يسرائيل بيتينو " اذا كانوا يجيدون نشيد "هتكفا"؟! لقد تحول البرلمان الاسرائيلي "الكنيست" إلى منبر لا يختلف عن أي برلمان نظام قمعي في دول الشرق الاوسط ولتذهب "واحة الديموقراطية" حسب التسمية اللفظية في الشرق الاوسط إلى حيث القت.

ألفاظ قاسية من على منبر الكنيست.. انها مباراة بين اعضاء الكنيست اليمينيون للفوز بميدالية العنصري الاكثر عنصرية المتفوق! يتفوهون بكلام تضليلي مثير للغرائز وهجوم كلامي متدني اغرق الكنيست من منبرها إلى كراسيها. انه النهج اللاديموقراطي الذي كشف الدوافع العميقة لموجة العنصرية. هذا يذكرني بما قاله الراحل انور السادات خلال زيارته لاسرائيل لرئيس الوزراء حينها الراحل ميناحيم بيجين "احذروا اليمين المتشدد لديكم " وذلك بعد ان قابل رؤساء القوائم البرلمانية وبعد ان قاطعوا كلمته داخل الكنيست بعض اعضاء الكنيست واضاف قائلا : " اذا لم تتخذوا الحيطة اللازمة من هؤلاء المتطرفين فانتظروا نهاية دولتكم بفضل افعال المتطرفين العنصريين عندكم".

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.