عليها هو يَغَار
بهذا هو شريكٌ مع النُوَّار
بهذا هو مُصاحِبٌ للنهار
النُوَّارُ والنهارُ لا يغاران عليها
يغاران منها
ولا يبوحان بالأسرار !
كان كلّ الناس يغارون منها
من جَمَالِهَا ومن لِبْسَتِهَا
من غُرَّتِهَا ومن قَصَّتِهَا
من غمزتِهَا ومن ضَحْكَتِهَا
من عِطرِهَا تغارُ الأعطار
عندما كانت تراقِصُهُ
وتهتَزُّ الجدران لرقصتِهَا
تطيرُ العصافير عن الأشجار
كانت وجوهٌ تُمْتَقَعُ سَوَادًا
تصفَرُّ وتحمَرُّ كالجِمار
وكانت كلّما راقَصَتْهُ
صارت مثل الوردة
كلّما أسقيتَهَا
كلّما زادت نضارةً واحْمِرَار
حتى وإنْ كان في الساحة
الف سواها هي محط الانظار
مثل حبة كرز لا ينظرون الا إليها
ويهجرون باقي الأثمار
يَرْمُقُونَهَا بالنظرات
وعيونُهُم تقدح اسْتِفْسَار
قلوبُهُم تمتلئُ غَيْظًا
وبصدورهم يعصفُ اعْصَار
أخبارُ وَجْهِهَا جِدًّا جميلة
قمرٌ يُبَثُّ عَبْرَ أقمار
كانوا يُشِيحُونَ بوجوههم
ويهربون من سماع الاخبار
جمالُهَا طَاغٍ فزعموا لكأنَّ
الجمالَ خطيئةٌ تُوجِبُ اسْتِغْفَار
وأنَّ التَّغَنِّي بالجمالِ مبدأُ
الكفار الذين سيحرقون بالنار
هم صغارٌ وهذا الجَمَالُ
مسموحٌ مشاهدتُه فقط للكِبَار !

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net