شهد الأوّل من آب سنة 1953 ولادة موفق خوري، والرابع والعشرين من آب 2012 شهد وفاته، حيث رحل قبل أوانه عن عمر ناهز التاسعة والخمسين عامًا سُجِّلَت له حياة قصيرة إنّما هي عريضة ملأى بالإنجازات والنجاحات والسير قدمًا بالمسيرة الثقافيّة العربيّة في البلاد

تُصادف اليوم الرابع والعشرين من شهر آب، الذكرى الثالثة لرحيل الأستاذ موفق رفيق خوري (أبو رفيق)، عميد وفارس الثقافة العربيّة. حيث قام أفراد العائلة بزيارة الضريح ووضع باقات الورود وإنارة الشموع، وذلك إحياءً لذكراه الخالدة. كما وأُقيم في بداية الأسبوع قدّاسٌ تذكاريّ لروحه الطاهرة. ثلاث سنوات مرّت، إنّما البصمة التي تركها ظلّت عميقة على الثقافة العربية في البلاد عامةً، وعلى المؤسسات الثقافية المختلفة. فقد دأب على دعمها ورعايتها من خلال إدارته لقسم الثقافة في وزارة المعارف والثقافة. وعمل على تحصيل الميزانيات لدعم وتطوير المؤسسات الثقافية والفكريّة والمسارح وصالات الرسم والفنون التشكيليّة والمكتبات العامّة، ودعم الأدباء لإصدار الكتب المحليّة والمجلات، وعمل على إنشاء جوائز الإبداع إلى أن أضْحَت حدثًا سنويًّا. وكذلك قام بتأسيس فرق الرقص الشعبي والفولكلور ومشاركة العديد منها في مهرجانات دوليّة عدّة، كما وقام بتأسيس ودعم الفرق الموسيقيّة المختلفة، وتلك جزء من عطاءاته وانجازاته السّامية العديدة.

شهد الأوّل من آب سنة 1953 ولادة موفق خوري، والرابع والعشرين من آب 2012 شهد وفاته، حيث رحل قبل أوانه عن عمر ناهز التاسعة والخمسين عامًا. سُجِّلَت له حياة قصيرة إنّما هي عريضة ملأى بالإنجازات والنجاحات والسير قدمًا بالمسيرة الثقافيّة العربيّة في البلاد.

سيرة حياة وعطاء
وُلد الأديبُ والكاتبُ والشّاعر موفق رفيق خوري في 1.8.1953 في قرية عبلين الجليليّة، لعائلة مُحِبّة، كبيرة ومتواضعة مكوّنة من والده رفيق، أمّه جوليا و 12 أخًا وأختًا، كان هو أكبرهم. وتنحدر عائلته العريقة من قرية الدّامون المهجّرة منذ عام 1948 والواقعة شمالي مدينة عكّا. عاشوا في منزل صغير مكوّن من غرفتين. وكان شعار العائلة "العلم والعمل" وهذا سرّ نجاحهم.
أنهى موفق خوري تعليمه الابتدائي في مدرسة عبلين الابتدائية، وواصل دراسته الثانويّة في الكليّة الأرثوذكسية العربية في حيفا، ومدرسة الريئالي العبرية في حيفا. حصل على اللقب الأول بموضوعيّ الأدب العبري والمقارن وموضوع التاريخ، وبعدها على اللّقب الثاني في التاريخ العبري من جامعة حيفا. ثمّ على شهادة الدكتوراة بموضوع "إمكانيات التقريب بين الشعبين العربي واليهودي بواسطة الثقافة" من جامعة ليبيتسك - روسيا.
في سنة 1973 بدأ يعمل كمعلم في مدارس عبلين لشتى المواضيع، وكان مدير المركز الثقافي في عبلين. تقلد منصب مدير مدرسة عبلين الابتدائية "ب" سنة 1981. بعدها أصبح قائمًا بأعمال رئيس مجلس عبلين، ثمّ رئيسا بالوكالة لمجلس عبلين.
في سنة 1988 عُيّن مساعدًا لوزير المعارف يتسحاق نافون، وعيّن بعد فوزه بالمناقصة مديرًا لقسم الثقافة العربية في وزارة المعارف آنذاك. وفي سنة 2002 حصل على منصب نائب مدير عام وزارة الثقافة والعلوم. عام 1977 تزوّج موفق خوري من المربية وردة عفيف عواد من عبلين، وهي خرّيجة دار المعلمين في حيفا، ورزقا بسبعة أبناء: 4 شباب و3 بنات وعلّمهم في الجامعات والكلّيات، وكان هذا من أسمى الأهداف التي حقّقها، أن ينال أبناؤه الألقاب الجامعيّة.