رائف زريق في مقاله:
هناك كل الأسباب للقلق من المواجهة مع وزارة المعارف دون أيّ سند من لأهل ودون سند شعبي سياسي جماهيري
يتعزز هذا القلق بتغيير التسمية من مدارس اهلية الى مدارس مسيحية ومقلق أيضًا عدم التنسيق في موضوع الإضراب مع بقية المدارس والسلطات المحلية العربية
هناك ما يدعو للقلق من نوع آخر في المواجهة مع وزارة المعارف حسبما تجري الان وبموازين القوى الحالية هناك تخوف - أمل ان لا يتحقق- من أن ترهن الوزارة إخراج المدارس من ورطتها المادية بتسديد ثمن سياسي واجتماعي بالمقابل
الملاحظة الاولى وقائية: للمدارس الأهلية الارسالية كان دور هام ومركزي في تنشئه جيل كامل من الطلاب وإعدادهم الجيد للدراسات العليا والجامعية. خاصة في ظل غياب مدارس حكومية مؤهلة لدور كهذا. الا ان هذا الدور التاريخي ليس بديلا للمراجعة والنقد والمحاسبة وهذا هو موضوع الملاحظات التالية.
ثانيا: حول دور الأهل في المدارس الأهلية: ليس تجنيا على الحقيقة اذا قلنا انه في معظم الأحيان لا أهالي في المدارس الأهلية ولا دور لهم ولا رأي في معظم القضايا التي تخص المدرسة من توظيفات المعلمين مرورا بسياسات القبول وانتهاءً بالمضامين التدريسية. يحضر الأهل عادة عندما يجري الحديث عن رفع للاقساط المالية او جمع التبرعات ويغيبون في باقي الأمور. بهذا المعنى فإنّ هذه المدارس مستقله نسبيا عن المعارف لكنها مستقلة أيضاً عن الأهل والمجتمع. لا شك أن هذه القطيعة طفت الى السطح في الآونة الأخيرة في المواجهة بين إدارة هذه المدارس وبين وزارة المعارف اذ اتضح انها تفتقر لسند شعبي.
ثالثًا: هناك كل الأسباب للقلق من المواجهة مع وزارة المعارف دون أيّ سند من لأهل ودون سند شعبي سياسي جماهيري. يتعزز هذا القلق بتغيير التسمية من مدارس أهليّة إلى مدارس مسيحيّة. ومقلق أيضًا عدم التنسيق في موضوع الإضراب مع بقية المدارس والسلطات المحلية العربيّة. والعتب هنا على هذه المدارس وعلى لجنة المتابعة أو ما تبقى من هذا الجسم الهش. اذ يبدو أنّ لجنة المتابعة رفعت يدها عن موضوع إضراب هذه المدارس.
يكفينا تاريخيًا موضوع تميز وخصوصية المدارس الدرزية والمناهج الدرزية. لسنا بحاجة للمزيد من التوزيعات الطائفية والنزعات الفئوية وهذه مسؤولية تقع على المجتمع بأسره وليس المدارس الأهليّة لوحدها. ما سيذكره التاريخ من هذا الإضراب هو ليس بالضرورة تحدي الحكومة إنما الحقيقة أنّ الإضراب يقتصر على مجموعة بعينها من المدارس دون غيرها. لا نريد هذا التاريخ ان يتحول الى عيد ميلاد المناهج المسيحية في المدارس.
رابعًا: هناك ما يدعو للقلق من نوع آخر في المواجهة مع وزارة المعارف حسبما تجري الآن وبموازين القوى الحالية. هناك تخوف - أمل ان لا يتحقق- من أن ترهن الوزارة إخراج المدارس من ورطتها المادية بتسديد ثمن سياسي واجتماعي بالمقابل. قد يكون ذلك بالزام طلاب هذه المدارس بالخدمة المدنية او اي ثمن سياسي اخر يتفتق عن ذهن وزاره المعارف ووزيرها. اذا كانت لهذه المدارس رغبة في التحدي الحقيقي فعليها ان تعود للتعاون التام مع الأهل بصفتهم شركاء وعلى الأهل بدورهم ان يعودوا الى مجتمعاتهم، وعلى هذه المجتمعات بدورها أن تحضن هذه العودة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net