مشاعري تتوهج بين المد والجزر ويغتالني الشرود، ذاك الطفل بات غريقًا ولن يعود، والام هربت من الحرب والنار وتركت للرصاص الخلود، والأب المسكين اصبح اشلاء جثة على الحدود.. صبي صغير اتخذ من الحجارة ذرعا وانضم للجنود، وسياسي يراهن على الارض يقتل أبناء شعبه لأنهم اختاروا الصمود.. دمعة تسيل على الخد وأسير يتمنى الحرية ويلعن القيود.. والجثث الهامدة كثرت وما من مقبرة تتسع لكل تلك الورود.. ما حاجتك للوطنية ان كنت للأرض انت العدو اللدود؟!
في لغة واحدة نحن متشابهون لكننا بالانسانية مختلفون! ما حاجة الكلام ان كُنتُم تثيرون الضجة فقط وتنبحون؟! تحاولون تغطية صوت القنابل والنَّاس في اوطانهم يتذابحون؟! تجدون بالهروب ضعفا ام أنكم من اهوال الحرب تسخرون؟! هو البحر الذي استطاع حمل الجثث وأنتم عن المساعدة تمتنعون.. اسفي على عربي يموت في دول الغرب والعرب هنا يتكبرون!
نجيد النقد، نجيد الحرب، ونجيد رفع الشعارات. بغداد ومصر والإمارات، سوريا ولبنان وفلسطين حائرات، السعودية وليبيا والجزائر قادرات، وبعضنا يذبح بعضنا الاخر واخرون أصبحوا ارواحا في ابعد السماوات!! حرقة تُشعل بي الرماد ويد مبتورة تعد الأموات!
قوارب الموت تجذّف بأطفالنا واسلاك من الكهرباء تنتظر عند المعبر! ارض مفخخة بالموت تحضننا والعشب خلع ثوبه الاخضر، بات المستضعف مكروها في حين اصبح القوي يرفض ان يخسر! اي زمن هذا الذي اصبح به اللاجئ يُحتقر؟! بلاد "العرب" اوطاني وفي كل الاوطان لا يستقبلونني سوى بالخنجر.. جدار بيتي يبكي والضمير العربي تحجر! يا ابي، يا امي، هل أصبحت للكراهية شأنا في حين الطيبة تتبخر؟! صراع بيننا اصبح اقسى واكبر، حتى الحجارة تحت التراب لم تسلم وباتت تتفجر!! حلم الحرية بأهوال الحرب يتعثر، وقد ظننا يوما انا السلام قد اصبح غيما يرافقنا، وَيَا ليت ذلك الغيم قد أمطر!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net