الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 21:02

ما بحُك جلدك غير ظفرك/ بقلم:رانيا نعرة

كل العرب
نُشر: 14/09/15 13:16,  حُتلن: 13:20

لكل إنسان أهدافه في الحياة، هناك من يحتاج للصحو باكرًا حتى يبدأ يومه بأعماله اليومية أو الروتينية ويعتمد على نفسه في كل شيء، وهناك من يتكاسل ولديه الإمكانيات أن يتصل ليطلب كذا ويطلب كذا فيأتيه ما يطلبه إلى مكانه، وهناك من يحب التنويع والدمج بين الإثنين.

لكن السؤال هو: عندما يتعرّض أي شخصٍ فينا لمشكلة نفسيّة أو عاطفية أو أي مشكلة أخرى، فماذا يفعل؟ وكيف ستُحل المشكلة؟ أيّنا يتقبّل المشكلة برحابة صدر؟ وايّنا يرفض تقبل هذا التغيّر المفاجئ؟
أيّنا يبحث عن حل بنفسه؟ وأيّنا يسعى إلى أقرب مختص ولا يكلف نفسه عناء التّجربة؟!
أليس هذا الأمر يشبه تمامًا ما يحصل في رحلة لتسلق الجبال أو رحلة مشي طويلة ومتعبة؟ .. أحياناً نقع.. هل نحتاج دوما لمساعدة كي نقوم؟ أم نحاول القيام وحدنا أولاً؟!

إذًا أول أمرٍ علينا فعله في مواجهة أي مشكلة، هو تقبّلها.
فلو نظرنا لمعظم المشاكل التي تمكنّا من حلّها... سنلاحظ أنّها ما كانت لتحل لو أنّنا نفينا وجودها...!
فعليك اولاً تقبّل المشكلة أو الوضع الجديد، وذلك بأن تقول لنفسك: "إنّ الوضع تغيّر وهو بحاجة للتّحسين..."
ثمّ تتوجّه إلى نفسك وتطّلع على خبرتك المتواضعة في الحياة، وتتساءل: "هل بإمكاني حل هذه المشكلة لوحدي؟ أم أنّي بحاجة لمساعدة؟... "
عليك اولاً التفكير في نفسك واستخدام القدرات التي وهبك إياها الله، لاستعمالها في حل المشكلة بالشكل الصحيح، وذلك قبل طرح الموضوع على أي شخص، وقبل التّوجه الى أي جهة استشارية أو علاجية.... فإن لم تتمكن رغم كل محاولاتك من تغيير الوضع، عندها عليك أن تتوجه الى الجهة الصحيحة والتخصص المناسب لمساعدتك في حل مشكلتك وتحسين وضعك.
أنه أمر بسيط اليس كذلك؟
لكن للأسف هناك من يقفز للمراحل النهائية دون أن يجرب المراحل الاولى (المحاولة)، وهذا من شأنه أن يضرّ في كثير من الأحيان، كالذي يذهب للطبيب النفسي ويخبره بأنّه لا يسيطر على أعصابه، فيعطيه الطبيب دواء لتهدئة الأعصاب... ثمّ يغيّر له الدّواء إلى دواء آخر وهكذا...
وأحيانا يذهب الشخص إلى العنوان الخطأ.. كالتي تواجه مشكلة مع زوجها فتشتكيه للشرطة!!
والأعقد منه ذلك الذي يهرب من المشاكل ويرفض تقبّلها... فنجده يذهب للطبيب ليقول له: "انا لا أنام منذ اكثر من أسبوع" (ربما يبالغ كثيرًا) فيعطيه الطبيب منوّماً ليساعده على نيل قسط من الراحة. هذا في الوضع المعقول ... أما الوضع الأسوأ فهو اللجوء الى الكحول والمخدرات.. مما يؤدي الى نهايات مأساوية، وكل ذلك سببه الهروب من الواقع.
صدقوني زي ما قالت ستي: "ما بحك جلدك غير ظفرك".
جرب حل مشاكلك بالعقل والحكمة، وبعد أن تجرب بنفسك ستجد أنّ أغلب المشاكل لها حلول بسيطة، كالإصغاء مثلًا، أو تقديم الاحترام والإطراء، أو يمكن أن يكون الحل بالصلاة والتقرب إلى الله، أو الدّراسة أكثر، أو التّفاوض والمواجهة، أو التعبير عن الشعور الحقيقي..
أمّا إن حاولت ورغم ذلك لم يتغيّر الوضع أو ربما زاد سوءً... عندها تحتاج لنصيحة أو استشارة.... وعليك أن تكون صادقًا ودقيقًا في شرح الوضع للمختص (طبيب، محامي، مهندس، معالج نفسي، مستشار، الخ.. حسب الموضوع).. أو لشخص حكيم تعرفه، على أن يكون هذا الشخص محل ثقة وبإمكانه توجيهك للتخصص الصحيح.... بحسب المشكلة التي تعاني منها، وللحصول على التغيير الذي تصبو إليه.
 
 

مقالات متعلقة

.