عمر مصالحة في مقاله:
الحقيقة المرّة أن بعض التجار قد أعطوا لنفسهم الحق أن يقتاتوا من آلام الفقراء
لماذا تخفض اسعار الحاجيات في الوسط اليهودي، عند معظم المحال التجارية، الى حد أن الكثيرمن العرب يترقبون الأعياد اليهودية لشراء الكثير من الحاجيات؟
اقول لهؤلاء التجار متسائلاً : لماذا تستغربون بأن المواطن العربي من الناصرة وسخنين والمغار ودبورية وطمرة وأبوسنان وكسيفه وباقة الغربية والطيرة يتسوقون عشية الأعياد الاسلامية والمسيحية في المراكز التجارية اليهودية؟
إن ظاهرة غلاء الأسعار، وعلى وجه التحديد الحاجيات الغذائية والألبسة قبيل مناسبات الأعياد في وسطنا العربي، تثير التحفظ إلى حد الإشمئزاز. حيث أصبحت ظاهرة الغلاء الفاحش في مناسبات الأعياد، عادة لا يمكن السكوت عنها لأن فيها إستغلالاً للناس في اللحظات الحرجة تحديداً، للكثير من ذوي الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون مسايرة تلك الارتفاعات الجنونية في الأسعار والتنافس غير المبرر بين التجار في رفع الأسعار. وما عليك إلا أن تنظر إلى الأسعار قبل أشهر أو حتى أسابيع من مناسبات الأعياد وتقارن الفوارق الشاسعة بين الأسعار.
الحقيقة المرّة أن بعض التجار قد أعطوا لنفسهم الحق أن يقتاتوا من آلام الفقراء. ولم يفكروا للحظة بأن الزيادة في الربح الى حد الجشع، هو حتماً حرمان اكبر فئة من الناس من أن يفرحوا ويحرموا من ملابس العيد، ولحمه العيد وحلوياته، مقارنة بالمجتمعات الانسانية، متجاهلين فرحة الصغار بالعيد.
يطرح السؤال: لماذا تخفض اسعار الحاجيات في الوسط اليهودي، عند معظم المحال التجارية، الى حد أن الكثيرمن العرب يترقبون الأعياد اليهودية لشراء الكثير من الحاجيات؟
لماذا تنخفض الأسعار قبيل الأعياد في العديد من الدول الأوروبية وامريكا، حيث تجد الاسعار تصل الى النصف كالملابس والحلويات والهدايا ويضاف الى كل هذا، عندما تشتري شيئا يكون هناك عرض خاص لحاجيات استهلاكية مشابهة، تخفض اسعارها ويضاف اليها علبة أخرى مجانية من نفس المنتوج.
سأطرح امامكم مثلاً للتلاعب بأسعار منتجين أو ثلاثة وعليكم الحكم بأنفسكم. كلنا يعرف ويحس الارتفاع الذي طرأ على سعر اللحوم، حيث وصل كيلو غرام لحم البقر والغنم 65 حتى 75 شاقل وفي ايام العيد يزداد السعر ليصل الكيلو غرام ما بين 70 الى 120 شاقل، والفواكه كلها ترتفع بنسبة 50% وحتى 100% .
اقول لهؤلاء التجار متسائلاً : لماذا تستغربون بأن المواطن العربي من الناصرة وسخنين والمغار ودبورية وطمرة وأبوسنان وكسيفه وباقة الغربية والطيرة يتسوقون عشية الأعياد الاسلامية والمسيحية في المراكز التجارية اليهودية؟؟؟ ويتركون بلداتهم العربية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net