*الاسير الامني لؤي هنية :"السجن مدرسة من طراز متقدم، رغم ان فيه معاناة وظلم، الا انه جامعة تعلمت فيه ما لم اكن اتعلمه لو انني كنت خارجه"
*"الاتهامات الموجهة لي كانت بعيدة عن الحقيقة وفيها زيادات فاعترفت عند الشباك فيما بعد، بمحاولة حيازة أسلحة، والانتماء لتنظيم ارهابي، ومراسلة عدو
كانت التهمة التي وجهوها الي انني اعمل مع تنظيمين، الانتماء لحماس، ومراسلة عدو، وانتماء لتنظيم ارهابي، واشياء أخرى
*عم الاسير المحرر الشيخ كمال هنية:"الحمد لله على سلامة لؤي وامل ان يحرر جميع الاسرى من غياهب السجون، وهذا يوم سعيد لنا وللعائلة، ففيها التآم للاحبة، فان كان السجن جامعة بجميع فروعها، الا ان فيه الظلم
*النائب إبراهيم صرصور يناشد حركة حماس شمل اسرى الداخل في صفقة شاليط
تم الثلاثاء إطلاق سراح الأسير الأمني لؤي نعيم هنية (23 عامًا) من بلدة تل السبع، من السجن بعد أن قضى مدة 4 سنوات
وقد أقامت العائلة احتفالا حضره الشيخ النائب إبراهيم صرصور رئيس الحركة الإسلامية الجناح الجنوبي، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الجناح الشمالي، والعديد من سكان تل السبع والمنطقة
ورحب بالحضور الشيخ كمال هنية، عم الأسير المحرر، وشكرهم على الاهتمام وعلى مشاركة العائلة فرحتها، وتأمل أن يفرج الله جميع الأسرى
وفي كلمة الشيخ إبراهيم صرصور، بارك للأسير بالتحرر وتأمل لجميع الأسرى التحرر في أسرع وقت ممكن وبين انه زار عدد من السجناء الأمنيين من عرب الداخل وسيواصل الزيارات
وتبيّن له أن عددًا منهم قضى 22 عامًا في السجن ولم تحدد مدة محكوميته
وناشد حركة حماس وكل القائمين على موضوع التفاوض مع إسرائيل بخصوص تبادل الأسرى بالجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط بإدراج أسماء أسرى الداخل ضمن الصفقة، وبيّن أن جميع السجناء الأمنيين في الداخل نظموا على أيدي شخصيات من الفصائل الفلسطينية ومنهم من خرج من السجن ضمن صفقات التبادل
وفي كلمة الشيخ رائد صلاح بارك التحرر للأسير ودعا الله أن يفرج كرب الآخرين، وبين ان الإنسان يجب أن يستغل سجنه للعبادة، وبين الظلم الذي يواجهه الأسرى في غياهب السجون، والفاق التهم لهم، وذكر عدة حوادث من سجن الصالحين من علماء المسلمين
وفي حديث لوكالة "نبأ" مع الأسير المحرر لؤي هنية تحدث بإسهاب عن اعتقاله وتطورات القضية، حتى اطلاق سراحه قائلا: "بينما كنت نائمًا عند الساعة الثالثة فجرا بتاريخ 3/9/2004 في بيتنا الكائن في تل السبع، واذا بي افيق وانا ارى امامي بندقية مصوبة نحوي، ورأيت العديد من سيارات الشرطة، والمخابرات، وغيرها من الجهات الامنية، حيث اذلوا اهلي، جمعوهم في احدى الغرف في البيت ولم يسمح لهم بالخروج
"بدأ التحقيق معي في غرفة بيتنا فكانت توجه إلي التهم بالتلميح وانكرت ولم أفهم ما يقال أمامي تمامًا، حيث كان مع المحقق عالم نفسي يراقب تصرفاتي، واقتادوني إلى مركز البلدات للشرطة وأنا مكبل اليدين ومعصوب العينين، حيث بدأ التعذيب والضغط النفسي، حيث كان يأتي احد المحققين ويذكر لي أسماء مثل بدر، يوسف، علي، صلاح، هلال، ويخرج، وهي أسماء من اعتقلوا بنفس التهم الموجهة الي، ليضغطوا علي نفسيًا، وكان التحقيق يسير في السيارة وانا معصوب العينين، وجالس على أرضية السيارة بين الكراسي، وقد تم تشغيل المكيف بدرجة برودة شديدة، واخذوا مني جميع ممتلكاتي من الهوية إلى الهاتف الخلوي، ومن ثم اقتادوني الى منطقة أحراش، يظهر لي انها ملتقى للوحدات الأمنية المختلفة، حيث اجلسوني جانبًا، ومنعت من الحديث، وكنت اتقيء لانني كنت مريضًا يومها، ومن ثم اقتادوني إلى مركز تحقيق الشاباك في عسقلان، حيث تم تفتيشي وانا عار تماما، وعرضوني على طبيب ولا اظنه كذلك لانه تعامل معي بقساوة شديدة، واجلسوني في غرفة متر ونصف على متر ونصف، لون جدرانها سوداء، خشنة جدا، وفيها مرحاض، وانارة ضعيفه، وفيها تبريد قوي، ولها باب داخلي وباب خارجي، ويقف على الباب الخارجي حارس يدق الباب بشدة كل لحظة ويصيح بصوت عال كي لا انام، جلست فيها يوم كامل
تم شبحي على كرسي مساحة مقعده حوالي 15 سم جلست عليه مدة 6 ساعات، وكنت معصوب العينين، وبدأ التحقيق معي بالتناوب بين المحققين، وهددوني بتحقيق عسكري ان لم اتجاوب، حيث قال لي احدهم: "انتم العرب لا ينفع معكم التعذيب ولكن لدينا الوسائل لاخراج ما عندكم"، حيث توالى علي المحققون 24 ساعة بدون نوم، وكنت معصوب العينين، وبدون حمامات، ولم اعترف بالتهم الموجة الي
* تحذير من العصافير *
وبعد تحقيق الشاباك اقتادوني إلى المسكوبية، وهناك ادخلوا عندي العديد من العصافير، ويتظاهرون بأنهم مشايخ، وخطباء، حيث أن لهم لحى، ويصلون معنا، ويقومون الليل، ومنهم من يبكي خشوعًا لله، حيث كانوا يشجعوننا على الكلام، وقد أوقعوا الكثيرين في شباكهم
مارس العصافير علي الضغط النفسي، واغلقوا علي السرير واجلسوني مع مسؤولهم، وكانوا يسألونني من مربوط معك كي ننصحة بالابتعاد واخذ الحيطة والحذر، وأحيانًا يقولون أن أمي مريضة، وأبي كذلك، وكانوا يذكرون لي بعض الاقارب
وارجعوني بعد فترة إلى عسقلان وكان يأتيني محقق بأسلوب خشن، وآخر باسلوب لين، ومن طرائفهم ان احد المحققين رسم بقرة مؤخرتها مقطوعة وعندما سألته لماذا لم تكتمل الرسمة قال لي انت تنقصها لاعتراف جميع الخلية التي اعترفت وانت لم تعترف بعد
* الاعتراف *
واعترفت عند العصافير ببعض الأشياء لانني عرفت ان اصدقائي ذكروا اسمي، الا ان الاتهامات الموجهة لي كانت بعيدة عن الحقيقة وفيها زيادات فاعترفت عند الشباك فيما بعد، بمحاولة حيازة أسلحة، والانتماء لتنظيم ارهابي، ومراسلة عدو
كانت التهمة التي وجهوها الي انني اعمل مع تنظيمين، الانتماء لحماس، ومراسلة عدو، وانتماء لتنظيم ارهابي، واشياء أخرى
وفي نفس القضية اعتقل كل من: بدر وقد اطلق سراحه قبل عام ونصف، ويوسف الذي حكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات، وصلاح - 7 سنوات، وعلي - 10 سنوات ونصف، وهلال - 13 سنة، وجميعهم من عائلة أبو طه ومن بلدة تل السبع، وانا حكم علي 4 سنوات فعليًا
-ماذا يعني لك السجن؟
السجن مدرسة من طراز متقدم، رغم ان فيه معاناة وظلم، الا انه جامعة تعلمت فيه ما لم اتعلمه خلال 19 عاما، وتعلمت ما لم اكن اتعلمه لو انني كنت خارجه، فالاسر يعني الظلم، يتعاملون معنا بمكيالين على اننا اسرى اسرائيليين، وفي الحقوق فلسطينيين
ودعا لؤي ان يتم اظهار موضوع الاسرى بشكل عام وفي الداخل بشكل خاص فهناك حوالي 40 أسير أمني من منطقة اللد وجنوبًا، ومنهم من حكم عليه بالسجن 22 عامًا من رهط، ودعا إلى تشكيل جمعية للأسرى لتقوم عليهم وترعاهم، وانا احمل رسالة من الاسرى الى اعضاء الكنيست والمحامين وان يثيروا موضوع الاسرى بشكل جاد
وفي حديث مع عم الاسير المحرر الشيخ كمال هنية امام مسجد الهجرة في تل السبع، ورئيس الحركة الاسلامية في تل السبع، قال:"الحمد لله على سلامة لؤي وامل ان يحرر جميع الاسرى من غياهب السجون، وهذا يوم سعيد لنا وللعائلة، ففيها التآم للاحبة، فان كان السجن جامعة بجميع فروعها، الا ان فيه الظلم، واقول للمساجين صبرا فمهاما طال الليل فلا بد من طلوع الفجر، وانصحهم ان يرتبطوا مع الله، ونسأل الله ان يصبر ذويهم"