رلى نصر-مزاوي- أخصائية نفسية ومستشارة في مجال التطور المهني:
في العام الأول للدراسة الجامعية، كل شيء يبدو جديداً وغريباً للوهلة الأولى، المكان، اللغة، مجال الدراسة، الضغوطات، الزملاء، إدارة حياة جديدة مستقلة بعيداً عن الأهل، والأجواء، خاصة في هذه الأيام
سأتطرق في هذه المقالة الى عدة توصيات الى طلاب السنة الأولى، هي حصيلة تجربتي وتجربة طلابي الذين أرافقهم في شتى الجامعات منذ اختيارهم لمجالات تعليمهم وحتى تخرجهم وحصولهم على مهنة، وصولا الى تطورهم فيها
إذا شعرتم أن مجال تعليمكم لا يعنيكم، لا يثير فضولكم وحبكم للمعرفة، لا يؤجج شغفكم للعلم أكثر فأكثر. إذا شعرتم أن هذا المجال ليس لكم، لا تستسلموا من جهة لهذا الشعور، ولكن إذا استمر هذا الشعور لديكم حتى بعد انتهاء العام الدراسي الأول فالأجدر أن تعطوا قسطاً من التفكير لاختياركم وليست الحكمة دائماً أن نكمل ما بدأناه عناداً
هي تجربة خاصة لكل منا بصعوباتها وتحدياتها، بالمخاوف في بدايتها وبالفرح الذي يتخلل النضوج الفكري والاجتماعي والإنساني. نتخرج منها أكثر قوة وفهماً ليس فقط بالنسبة لمجال تعليمنا إنما في التعامل مع الحياة وتحدياتها لا سيما هنا في هذه البلاد. في العام الأول للدراسة الجامعية، كل شيء يبدو جديداً وغريباً للوهلة الأولى، المكان، اللغة، مجال الدراسة، الضغوطات، الزملاء، إدارة حياة جديدة مستقلة بعيداً عن الأهل، والأجواء، خاصة في هذه الأيام.
رلى نصر مزاوي
سأتطرق في هذه المقالة الى عدة توصيات الى طلاب السنة الأولى، هي حصيلة تجربتي وتجربة طلابي الذين أرافقهم في شتى الجامعات منذ اختيارهم لمجالات تعليمهم وحتى تخرجهم وحصولهم على مهنة، وصولا الى تطورهم فيها.
أعزائي،
1. تسجّلوا فقط للمساقات (الكورسات) الإلزامية في السنة الأولى. حتى لو كنتم ممن حازوا على أفضل تحصيل علمي في المدرسة. اكتفوا بالمساقات الإلزامية في السنة الأولى فإن جميع الأبحاث تشير الى أن تحصيلكم العلمي في السنوات التي تليها سيكون أعلى بكثير، لأنكم ستكونون قد تمرستم في الحياة الجامعية وتعرفتم كيف عليكم الدراسة والتحضير والتعامل مع المساقات المختلفة.
2. انسجوا من حولكم شبكة اجتماعية من الأصدقاء تستطيعون من خلالها أن تدعموا الآخرين وتتلقوا أنتم أيضاً الدعم عندما تحتاجونه، سواء على المستوى العملي أو على المستوى النفسي.
3. المحاضرة الأولى في معظم المساقات تُصور المساق على أنه صعب ويحتوي على الكثير من المتطلبات والقراءات. مساقات كهذه ممتازة من ناحية لأنها تغنيكم وتثري معرفتكم، لكن تذكروا أن الأمور في المحاضرة الأولى تبدو أكثر تعقيداً مما هي عليه. بالإضافة لذلك، كثيراً ما يتنازل المحاضر عن بعض القراءات وكذلك الأمر بالنسبة لبعض متطلبات المساق من وظائف وامتحانات.
4. الحضور والمشاركة في المحاضرات هي إحدى مُتع الجامعة. هي أيضاً أفضل آلية تمكنكم من استيعاب المواد وتذويتها.
5. لا تهابوا أن تسألوا وإن لم تكن لغتكم العبرية جيدة. اللغة تُكتسب بالممارسة ومعظم زملائكم هناك لا يتكلمون ثلاث لغات مثلكم. ارفعوا رؤوسكم عالياً، فأنتم تتفوقون على معظمهم من ناحية اللغات.
6. اتركوا وقتاً لأنفسكم للتمتع والفرح والاستمتاع بالحياة الجامعية. لتكن لكم حياة اجتماعية واستمروا في الاهتمام في الأمور التي كنتم تهتمون بها بما يتناسب مع دراستكم، سواء كان هذا على المستوى الاجتماعي، السياسي، أو غيرها. تنظيم الوقت هو أحد أسس النجاح.
7. لا أنصحكم بالعمل خلال العام الأول للتعليم (وخاصة الفصل الأول)، يكفي التعامل مع تحديات المرحلة الجديدة. لكن، منذ السنة الثانية (الفصل الثالث) مفضل أن تعملوا. حاولوا البحث عن "وظيفة طالب" في مجال دراستكم وإن لم تجدوا فبأي مجال آخر. العمل يصقل قدراتكم الاجتماعية، يزودكم بخبرة في مجال العمل وخبرة في التعامل مع المشغل والمدير والزملاء. العمل هو جزء لا يتجزأ من تطوركم ومن بناء سيرتكم الذاتية. العلم وحده لا يكفي.
8. الوقت هو أغلى ما نملك. وفي الحياة الجامعية يصبح أغلى مما كان عليه وقت المدرسة. المواظبة على فعاليات رياضية أو فنية أو أي فعالية تُنعش روحك هو استثمار للوقت وليس إضاعة له.
9. ثق بنفسك. لو لم تكن قادراً على التعلم والنجاح لما قُبلت للتعليم. مع الوقت ستتحسن قدراتك في الكتابة أثناء المحاضرات، في قراءة المواد، في الحصول على ترجمات إن اقتضى الأمر وفي اجتياز الامتحانات بأعلى العلامات.
10. كلمة "جامعة" توحي للطالب للوهلة الأولى أن أحداً لن يعرفه هناك. الحقيقة هي أن معظم المحاضرين والمدرسين يتواصلون مع طلابهم ومن الجيد التواصل معهم في ساعات الاستقبال. من تجربتي رأيت أن المحاضرين في الجامعات يميلون الى مساعدة الطلاب أكثر من أساتذة المدارس. يمكنكم أن تشعروا براحة كافية لتوجيه الأسئلة لهم أو استشارتهم بما يتعلق بأمور تخص تعليمكم.
سأنهي بتوصيتي الأخيرة لهذه المقالة، إذا شعرتم أن مجال تعليمكم لا يعنيكم، لا يثير فضولكم وحبكم للمعرفة، لا يؤجج شغفكم للعلم أكثر فأكثر. إذا شعرتم أن هذا المجال ليس لكم، لا تستسلموا من جهة لهذا الشعور، ولكن إذا استمر هذا الشعور لديكم حتى بعد انتهاء العام الدراسي الأول فالأجدر أن تعطوا قسطاً من التفكير لاختياركم وليست الحكمة دائماً أن نكمل ما بدأناه عناداً. حاولوا فهم أسباب عدم رضاكم عن مجال تعليمكم ويمكنكم بهذا التوجه الى مساعدة أخصائي في مجال اختيار التعليم الأكاديمي والمهنة لتشخيص قدراتكم وميولكم ومميزات شخصيتكم ومساعدتكم على اختيار أكثر ملاءمة.
الكاتبة رلى نصر-مزاوي: مؤسسة ومديرة كَريركُم، أخصائية نفسية ومستشارة في مجال التطور والتوجيه المهني. صاحبة خبرة طويلة في أكبر شركات التشخيص التشغيلي والمشاريع التشغيلية والجامعات في البلاد.
لملاحظاتكم: rulanm@gmail.com
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net