الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

ليسامحنا الأقصى!/ بقلم: راجح الخوري

كلّ العرب- النّاصرة
نُشر: 28/10/15 07:56,  حُتلن: 07:58

راجح الخوري في مقاله:

كيري ليس سوى وزير القضايا الخارحية الأميركية الفاشلة والمعيبة التي ستجعل أوباما واحداً من أضعف الرؤساء الذين عرفتهم اميركا

عندما يقف أوباما أمام الأمم المتحدة ويخطب من غير أن يذكر اسم فلسطين ولو مرة واحدة ولو كذباً، قد يظن كيري أنه حقق انجازاً هو السماح للمسلمين بالصلاة في الأقصى

هل شاهدتم وجه جون كيري المنهزم والبائس، وهل شاهدتم وجه محمود عباس الغاضب واليائس، ثم هل قرأتم عن ذلك الإنجاز الذي توصل اليه كيري بعد محادثاته مع بنيامين نتنياهو، وزفّه الى الفلسطينيين والعرب أجمعين بأن اسرائيل وافقت على مراقبة المسجد الأقصى بالكاميرات على مدار الساعة؟

هل الكاميرات لمنع قطعان المستوطنين من اجتياحه، أم لتشديد المراقبة على المصلّين الفلسطينيين وإحصاء أنفاسهم، وهل يخفى ان الإحتلال الذي يشجّع المستوطنين على اقتحام الأقصى هو أيضاً من سيدير المراقبة؟

لا يتذكّر كيري عدد المرات التي جاء فيها الى فلسطين المحتلة وعاد خائباً، تماماً كما عادت هيلاري كلينتون قبله وكوندوليزا رايس قبلها، ولكن كيف يستطيع ان يكون بغيضاً الى درجة القول حرفياً "إن نتنياهو يلتزم أن تطبق إسرائيل سياسة تتيح للمسلمين الصلاة في الحرم القدسي ولغير المسلمين الزيارة"؟

فعلاً كيف استطاع ان يقول هذا، وكيف نستطيع نحن ان نسمع هذا، ذلك الكلام الفظ الجارح والمهين: سياسة تتيح للمسلمين الصلاة في الأقصى ولغير المسلمين الزيارة، لكأن نتنياهو حامل أختام السماء أو لكأن الزوّار من المستوطنين سيتوقفون عن اجتياح الأقصى؟

صحيح ان الأردن المنوط به الإشراف على المقدسات الإسلامية اقترح المراقبة بالكاميرات لوقف تدنيس الأقصى وقطع الطريق على الانتهاكات التصاعدية، التي من الواضح انها تأتي في سياق سعي إسرائيلي تراكمي إلى الإستيلاء عليه، ولكن عندما يعلن كيري "ان اسرائيل لا تنوي تقسيم الحرم القدسي"، فذلك يعني ضمناً ان الإستهداف المزمن من الإسرائيليين للأقصى يأتي في إطار التمهيد لتقسيمه!

هل هذه هي أميركا، وهل هذه هي خلاصة خطابات باراك أوباما الزائفة والفاشلة والمخزية بعدما كان قد وعد بإقامة الدولة الفلسطينية تنفيذاً لـ"رؤية الدولتين"، فتعرض لحصار مهين من نتنياهو داخل الكونغرس، وفشل على امتداد ولايتين في ان يوقف ولو جرّافة اسرائيلية تهدم بيتاً فلسطينياً، وظلت سياسة الاستيطان تطحن أوهام الحديث عن حل سياسي للقضية الفلسطينية؟

لكن كيري ليس سوى وزير القضايا الخارحية الأميركية الفاشلة والمعيبة، التي ستجعل أوباما واحداً من أضعف الرؤساء الذين عرفتهم اميركا. ويكفي ان نتأمل في سياق الأحداث الساخنة من اوكرانيا الى سوريا الى فلسطين المحتلة، وان نقارن بين جسارة فلاديمير بوتين الذي يشن هجوماً جيوسياسياً يعيد توازنات الإستقطاب الثنائي، وتردد أوباما وربما تخاذله الذي يجعل أميركا تتسلّل على رؤوس الأصابع من الواجهة الى عمق المسرح الدولي.

عندما يقف أوباما أمام الأمم المتحدة ويخطب من غير أن يذكر اسم فلسطين ولو مرة واحدة ولو كذباً، قد يظن كيري أنه حقق انجازاً هو السماح للمسلمين بالصلاة في الأقصى... وليسامحنا الأقصى!

نقلا عن النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.