فادي مرجية في مقاله:
في هذا الوقت الصعب نرى مجموعات "بشرية" تنتقد كل من استنكر المذبحة الجماعية التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي في باريس فجر 14 نوڤيمبر بحجة أن فرنسا كانت دولة إستعمارية في الشرق الاوسط وافريقيا
للصدفة ايضاً نرى هؤلاء المجموعات "البشرية" تهب فيهم موجة الصمت عندما قام داعش بتفجير الطائرة الروسية في سيناء، ومع كل هذا نفس هؤلاء المجموعات يطالبون بحماية الإنسان والمحافظة على كرامتهِ ، هل يعقل هذا التناقض؟
الانسانية لا تختلف من شعب الى آخر، مصطلح الإنسانية مساوٍ في جميع العالم دون تفرقة، فكيف نستنكر الإرهاب في سوريا ولبنان والعراق ويجب علينا استنكاره في مصر وفرنسا وجميع العالم لأن الارهاب لا دولة له ولا دين له
يجب أن لا تفقدوا الأمل في الإنسانية. أن الإنسانية محيط، وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذرا . افتتح هذا المقال بكلمات نددها غاندي عن الإنسانية، في هذا الوقت الصعب نرى مجموعات "بشرية" تنتقد كل من استنكر المذبحة الجماعية التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي في باريس فجر 14 نوڤيمبر بحجة أن فرنسا كانت دولة إستعمارية في الشرق الاوسط وافريقيا، وللصدفة ايضاً نرى هؤلاء المجموعات "البشرية" تهب فيهم موجة الصمت عندما قام داعش بتفجير الطائرة الروسية في سيناء، ومع كل هذا نفس هؤلاء المجموعات يطالبون بحماية الإنسان والمحافظة على كرامتهِ ، هل يعقل هذا التناقض؟ هل تفرقون بين إنسان وإنسان ؟ هل اصبحت الإنسانية نوعاً من لعبة سياسية فيها معسكرات ؟ واسفاه لأي حالٍ وصلنا نحن الإنسان...
تتمنون لروسيا وبوتين الموت لأن الطائرات الروسية تقصف المجموعات الإرهابية في سوريا وتهللون بالمجرم اردوغان والتي اصبحت بلدهُ مسرحاً للطائرات الامريكية التي تقصف المواطنين والمؤسسات الحكومية في سوريا. تتمنون الدمار والخراب لفرنسا بحجة الإستعمار مع انها ادخلت الطب والعلم الى بلادنا وتعللون العثمانيين الذين ذبحوا مليون ونصف ارمني وابادوا مئات الألوف من المصريين في مصر قبل 500 عام، وشردوا ألوف السوريين وأعدموا مئات اللبنانيين، تتمنون الدمار الاوروبا التي استقبلت ملايين النازحين من الشرق الاوسط في حين ملوك الخليج تنغم مليارات الدولارات من شركات النفط الاجنبية، تتمنون الهلاك للسيسي الذي فعل الكثير لمصر خلال السنوات القليلة الماضية وتهللون بحكم الإخوان والذي شرعن وجود داعش في سيناء، تستذكرون جزائر بلد المليون شهيد وتنددون استعمار ايطاليا لليبيا قبل الحرب العالمية الثانية وتتناسون المذابح الذي يقوم بها تنظيم بوكو حرام في الصومال والنيجيريا بحق المواطنين والذين اغلبهم من المسلمين.
الانسانية لا تختلف من شعب الى آخر، مصطلح الإنسانية مساوٍ في جميع العالم دون تفرقة، فكيف نستنكر الإرهاب في سوريا ولبنان والعراق ويجب علينا استنكاره في مصر وفرنسا وجميع العالم لأن الارهاب لا دولة له ولا دين له ، غالباً الارهاب في الشرق الاوسط نابع من إختلافات سياسية وطائفية، اما العملية الارهابية التي كانت في باريس فهي خطيرة جداً لانها اعتداء على نمط حياة وثقافة مبنية على الحرية والليبرالية، فهذا هو الإرهاب يهدد ثقافة اوروبا ونمط حياتها وهذا يذكرني بصراع الحضارات، يجب على العالم التحالف سوياً ضد هذا الوباء للقضاء علية، واخيراً تذكروا بأننا جميعنا انسان ولا يوجد فرق بين انسان واخر، لأن الإنسانية للجميع، "إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد"، فانا عبد الله وانت عبد الله ولا فرق بيننا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net