الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 04:02

العنف الأسري/ بقلم: كروان الحج

كل العرب
نُشر: 19/12/15 14:50,  حُتلن: 00:03

يقصد بالعنف الأسري عنف الآباء والأمهات فيما بينهم وضد أبنائهم وهو عنف بدني ومعنوي يترك أضراراً عديدة ويعتبر العنف الأسري ظاهرة منتشرة بمجتمعاتنا العربية طرقت أبوابنا في الآونة الأخيرة بشدة.

يجب على مجتمعنا ان يرفض العنف بكل صوره وأشكاله خاصة التي تقع على الطفل والمرأة باعتبار أن الرفض هنا هو رفض فطري وغريزي وليس مجرد قانوني لأن الجاني لا يتعدى على نص قانوني بقدر ما يطعن الإنسانية ذاتها في صميم وجدانها.

ومن أشكاله وصوره:
العنف الجسدي بكل أشكاله والحبس في غرف مظلمة وتشغيل الأطفال في أعمال لا تتفق مع قدراتهم العقلية والجسمية وإهمال تعليم الأطفال وإهمال الرعاية الطبية ونقص الاهتمام العاطفي، ويقصد به حرمان الطفل من الحب والحنان وسوء المعاملة النفسية الذي يقصد بها التهديد أو الاستهزاء أو الإهانة أو المقاطعة عند الكلام أو الكلام الجارح.
وتشير الدراسات النفسية إلى أن خلافات الوالدين ومشاجراتهما قد تؤثر سلباً في الحياة الزوجية لأبنائهما مستقبلاً، حيث أن انتقال الصراع الزوجي من جيل إلى آخر ينتج عندما لا يتعلم الأبناء مهارات التحدث وسلوكيات التواصل والتفاهم بسبب مشاهدتهم ومراقبتهم للخلافات التي تحدث بين آبائهم وأمهاتهم وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض بشكل سلبي.

إن العنف تجاه النساء يخلق تأثيراً سلبياً في الأطفال والمراهقين مما يدفع البعض وخاصة البنات إلى كراهية الجنس الآخر وكراهية الحياة الزوجية وبالتالي إرباك النسيج الاجتماعي.

من هنا نؤكد على أهمية الحوار الأسري لحل المشكلات وحسم كل الخلافات سواء بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء فالحوار هو أفضل وسيلة لحياة أسرية هادئة وناجحة.

هنالك حاجة ماسة إلى برامج موجهة للأسرة تناقش كيفية تربية الأبناء ورعايتهم في ظل المتغيرات الحالية والانفتاح بين الثقافات المختلفة وثورة التقنيات، تعتمد هذه البرامج على مبدأ الحوار والنقاش بين أفراد الأسرة من أجل الوصول إلى أفضل النتائج.

إن ظاهرة العنف الأسري واقعة في كل المجتمعات سواء العربية أو الأجنبية مع فارق كبير وهو أن المجتمع الغربي يعترف بوجود هذه المشكلة ويعمل على معالجتها بوسائل عديدة وعلى أساس علمي بعكس المجتمعات العربية التي تعتبرها من الخصوصيات العائلية بل من الأمور المحظور تناولها حتى مع أقرب الناس.

المشكلات المادية وصعوبات العمل التي يتعرض لها الأب أو الأم قد تدفع إلى ممارسة العنف على الأولاد. وفي بعض الأحيان تعتقد الأم التي قد تعرضت للعنف أن ما تقوم به من عنف تجاه أولادها هو أمر عادي لانها تعرضت له سابقا، وعليها أن تفعل الشيء نفسه.

من الآثار السلبية أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الشديد غالباً ما ينشأ لديهم استعداد لممارسة العنف ذاته ضد أنفسهم أو ضد الآخرين.

أو حدوث حالات الانتحار والاكتئاب أو عدم المقدرة على التعامل مع المجتمع بسبب تدهور المهارات الذهنية والاجتماعية والنفسية، فقدان الثقة بالنفس، التعثر وضعف التحصيل الدراسي، الهروب من المنزل، الإجرام والانحراف السلوكي.

إن كشف بعض حالات العنف يكون عادة في المستشفيات او من قبل عامل اجتماعي حيث يتم جلب الطفل إلى المستشفيات من قبل أهله او أحد الاقرباء بعد تعرضه للضرب العنيف والذي يؤدي أحياناً إلى نزيف وجروح وانهيار عصبي هستيري أو فقدان للوعي وغيرها.

في أحيان كثيرة نجد مشكلات كبيرة تحصل بعد الارتباط بالآخر لتكوين أسرة والسبب في ذلك أن الذكريات وصور العنف التي تعرضوا لها مازالت حية في ذاكرتهم، مما يسبب لهم حالة من الخوف المستمر يترتب عليه عدم الثقة بالنفس وبالآخرين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

.