كان المحامي عباس عباس مدير عام المنارة قد بادر الى تنظيم هذه الأمسية مع الروائي الكبير آملا في ترك بصمة عميقة على جبهة العام الجاري المنقضية أيامه
الروائي ابراهيم نصر الله :
الأستمتاع بالقراءة جزء من حقوق الإنسان الأصيلة
منحت جمعية المنارة لدعم اشخاص مع اعاقة جمهورها العريض فرصة اللقاء والاستماع الى حوار شيق مع الروائي الفلسطيني الأردني ابراهيم نصر الله والذي وفى بعهده وأطل صوتا وصورة من خلال شبكة الأنترنت وخدمة السكايب ليدور حوار سلس وشيق ويستقبل اسئلة نالت اعجابه من الجمهور وأعرب عن سروره بهذا اللقاء وعن امتنانه للمنارة ومبادرتها.
خلال الامسية
وكان المحامي عباس عباس مدير عام المنارة قد بادر الى تنظيم هذه الأمسية مع الروائي الكبير آملا في ترك بصمة عميقة على جبهة العام الجاري المنقضية أيامه، وفاء لجمهور مكتبة المنارة العالمية وتعزيزا لمكانتها بين المكتبات على مستوى العالم. علما أن مكتبة المنارة العالمية تنفرد بخصوصية استثنائية إذ يجري العمل على تسجيل القصص والروايات العالمية وادب الأطفال صوتيا بهدف اتاحتها أمام القراء مع اعاقة بصرية او اعاقة في القراءة.
نصر الله يشارك بالأمسية بالصوت والصورة
وحضر السبت الموافق 19.12.15 الى مركز سينمانا في الناصرة من عدة مناطق في البلاد جمهور ملأه اللقاء بالروائي شغفا وشوقا. لا سيما وأن معظم من حضر قرأ لنصر الله سواء "الشرفات" او "زمن الخيول البيضاء" او " قناديل ملك الجليل" او غيرها.
يشار الى ان الكاتب والشاعر والمربي جودت عيد قام بمحاورة الضيف الى جانب المحامي عباس. وكان جودت قد اشار الى انشغال الروائي بالقضية الفلسطينية وبإصراره ودفاعه عن تسميتها بـ"الملهاة الفلسطينية" وليس المأساة. ونوه الروائي الى انه وضع تفسيرا لكلمة الملهاة وتوظيفاتها في نهاية رواية "زمن الخيول البيضاء" التي تتعرض لحقبة زمنية طويلة ضاعت خلالها فلسطين قطعة قطعة. أما عباس فاختار ان يركز مع الروائي على إصداره الأخير رواية "أرواح كلمنجارو". وطالبه بتفسير اختياره البقاء خلف الكواليس في هذه المغامرة رغم انه كان واحدا ممن تسلقوا قمة كلمنجارو الى جانب مجموعة من الأشخاص من قارات وأديان مختلفة. وأشار الروائي فعلا الى انه اختار ان يحتفظ بخانة الراوي الذي يروي دون ان يكون له دور علما انه أكد انه لولا مشاركة الأطفال الفلسطينيين الثلاثة نورا ابنة نابلس وريما ابنة الخليل ويوسف ابن غزة لما أقدم على هذه الرحلة الشاقة والتي شكلت عبئا على صحته. "وهم بالمناسبة"، أضاف، "أول أطفال عرب مع اعاقة يستطيعون تسلق هذا الجبل، وهذا انجاز كبير".
لا بد من أن نشير هنا الى أنّ رواية "ارواح كلمنجارو"، جرى تسجيلها في استوديو مكتبة المنارة وباتت متاحة للقراءة سماعيا على موقع مكتبة المنارة وعنوانها على الانترنت: arabcast.org.
هذا وشكر المحامي عباس الضيف لرحابة صدره وتعاونه وقام بمنحه وسام "صديق مكتبة المنارة" لتتقاطع الهمم، وفق قوله، "من أجل ترويج مكتبة المنارة لتغدو منارة الثقافة والمعرفة في سماء الوطن العربي الكبير". وأعرب عباس عن فخره بإجراء حوار هو الأول من نوعه مع الروائي نصر الله على مستوى الداخل حيث أسس للقاءات ثرية ومتنوعة قادمة. واعتبر عباس من ناحيته هذا المجهود هدية لجمهور المنارة وجمهور مكتبة المنارة العالمية بمناسبة نهاية العام الجاري حيث احتفلت المنارة من خلال سلسلة برامج بمرور 10 سنوات على تأسيسها. وأفاد ان موقع المنارة يستفيد منه يوميا الآلاف من الزوار من مختلف دول العالم العربي وأصبحوا أعضاء فيها. وعن مستوى الكتب المسجلة قال عباس: " إن امهر الكفاءات المحلية وغير المحلية ساهمت وتساهم في تنفيذ هذه القراءات. من بينهم: اليزابيت نصار، والاعلامية وفاء يوسف، والاعلامية التلفزيونية ربى ورور اضافة الى بيان ابو عطا وعبير شاهين خطيب. مضيفا ان ترسانة الأسماء كبيرة ومتجددة تشمل مربين ومربيات يتطوعون في القراءة اسبوعيا ويسجلون اروع القصص والروايات. ويزيدنا فخرا وثباتا أن عشرات الكتاب المحليين الذين عرف بعضهم الشهرة العالمية باشروا ويباشرون بقراءة انتاجهم كله او بعضه لصالح مكتبة المنارة العالمية وجمهورها، وهذه مناسبة لتوجيه الشكر لهم".
ويستطيع أن يشهد كل من شارك وحضر أنه تأثر حتى العمق بشخص نصر الله وروحه المتواضعة ومدى اخلاصه لقضيته ومشروع الكتابة الذي يسكنه. فقد نوه الى انه تفرغ للكتابة منذ عشر سنوات مبينا ان بعض الروايات بحاجة الى مكتبة مثل "قناديل ملك الجليل" أما في بعض الروايات الأخرى فالمكتبة تكون بداخلك كما هي الحال مع رواية "أرواح كلمنجارو". وننهي هذا التقرير بانطباعه بأنه " متفائل بالعودة الى القراءة من قبل الجيل الصاعد بعد فترة جفاف طويلة وأنه يلمس عند الشباب عودة وعي حقيقية..وأنه لدينا ثورات مثقفة واعية وليس ثورات انفعالية كما يحلو للبعض أن يصنفوها". ولربما ابرز ما اشار اليه الروائي ويتقاطع مع رسالة المنارة الأساسية هو أن " الإستمتاع بالقراءة جزء من الحقوق الأصلانية للإنسان".