ليندا فايز التنوري في مقالها:
سماء سوريا أصبحت مسرحا لكل سلاح طيران يريد ان يحارب داعش
إستهداف سمير القنطار الدرزي يؤكد ان الصراع الدائر في منطقتنا ليس مذهبيا بحتا وأن صراعنا مع اسرائيل هو صراع وجودي
صباح اليوم كان أقل فرحا، الطيار الإسرائيلي الذي استهدف عميد الأسرى سمير القنطار استهدف أيضا هيبة تحالف مفترض، الصواريخ الإسرائيلية سقطت في مبنى في منطقة جرمانا السورية، التي لا تبعد عن العاصمة دمشق سوى خمسة كيلومترات، سقطت دون ان يعترضها شيء.
جريمة كهذه لا يمكن اعتبارها عقابا ولا ردا، انه إعلان لسلطة إسرائيل بلا رادع او منازع.
أصبحت سماء سوريا مسرحا لكل سلاح طيران يريد ان يحارب داعش، بطاريات صواريخ للدفاع الجوي من طراز إس_400 تغطي كامل الأراضي السورية، روسيا تنسق عملياتها العسكرية مع إسرائيل، خط إتصال مباشر للحؤول دون أي اشتباك عرضي بين طائراتهما، صار لزاما على سلاح الجو الروسي أن ينسق من قاعدته في اللاذقية تحديدا مع سلاح الجو الإسرائيلي، هذا اللزوم يفرضه صدور قرار مجلس الأمن "خارطة طريق للأزمة في سوريا"، قرار مجلس الأمن هو نوع من الحل الوسط بين الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة السورية، روسيا هي الطرف الأقوى في الميدان السوري.
عملية كالتي استهدفت القنطار تنفي أي ترتيبات وتفاهمات وقواعد اشتباك كالتي كثر الحديث عنها إثر العملية العسكرية الروسية على الأراضي السورية، المفترض أن حزب الله متحالف بالدم مع الجيش السوري ومدعوم بالمال والسلاح من إيران الحليف العسكري والسياسي لروسيا في ملف الأزمة السورية، فهل مقتل القنطار رسالة تحد لحزب الله والمحور الروسي الإيراني السوري؟ هل موسكو على استعداد ان تفرض على حليفها الأسد وقف اطلاق النار عملا التزاما بقرار مجلس الأمن؟ هل سيقبل حزب الله ان يمر اغتيال القيادي القنطار مرور الكرام؟ هذا أمر مشكوك به تماما، بعد عملية القنيطرة ومزارع شبعا كان في مواقف وخطابات الأمين العام لحزب الله ما يؤكد تغيير قواعد الإشتباك، قواعد كانت تقضي بأن يكتفي الحزب بردود تتناسب مع إعتداءات إسرائيل في جغرافيا محددة.
حزب الله لا يريد حربا مع إسرائيل لكنه لا يخشاها، حزب الله قد لا يقبل بقواعد اشتباك تفرضها موسكو، كلما تلقى الحزب ضربة يرد بأقوى منها، ءذا لماذا سمحت روسيا في هذا التوقيت الدقيق بخرق إسرائيلي "لساحتها"؟
هل وعد القيصر نتنياهو "بقصقصة" أجنحة حزب الله والحد من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة مقابل قبول الأخير بتنصيب بوتين زعيما في حرب العالم ضد الإرهاب، وما حصل اليوم ما هو الا بداية لمرحلة البر بالوعد؟متى وكيف وأين سيرد حزب الله؟
كثيرة هي التساؤلات والأسرار في حدث كهذا.
سمير القنطار ليس شيعيا عبر لبنان الى سوريا ليقاتل مع نظام بشار الأسد، إستهداف سمير القنطار الدرزي يؤكد ان الصراع الدائر في منطقتنا ليس مذهبيا بحتا، وان صراعنا مع اسرائيل هو صراع وجودي، في موت القنطار ألف إجابة عن حق بلاده في مكان لائق تحت الشمس، أمثال القنطار لا يذهبون، بل ينامون في ذاكرة الأرض والتراب، ومعهم جملة واحدة، أعرف لماذا قتلوني.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net