بندوة في قاعة السيناماتيك في تل ابيب حول تطوير النقب:
د

حنا سويد : اصرار السلطة على مصادرة الاراضي العربية واقتلاع اصحابها منها يعرقل تطوير النقب

حنا سويد في ندوة حول تطوير النقب في قاعة السيناماتيك في تل ابيب بحضور جمهور غفير من المهنيين والصحافيين وطلاب الجامعات والباحثين والمهتمين بالامر ، وقد بادر لهذه الندوة مركز "ادفا – معلومات حول المساواة والعدالة الاجتماعية في اسرائيل " ومنظمة حقوق المواطن ومركز عدالة وجمعية "بماكوم" والمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها

وافتتح د

سويد مداخلته بمباركة القييمين على هذه الندوة لانها تمس القضية الحساسة و الاكثر اهمية  للمواطنين العرب في البلاد والتي تجسد صورة العلاقة بينهم وبين السلطة ، فهنالك افكار عديدة مخطوئة لانه لا يمكن الفصل بين قضايا التخطيط وقضايا الملكية على الاراضي فان لم تتبنى المؤسسة الحاكمة موضوع الملكية فلا يمكن لها ان تنفذ اي تخطيط

واضاف سويد انه لو كانت الحكومة مستعدة للاعتراف بملكية اصحاب الاراضي عليها فلما انوجدت مشكلة نقلهم الى تجمعات سكانية اخرى،  فضمان حقهم بملكيتهم على ارضهم يطمانهم ولا يشعرهم بالغربة والضياع وفقدان الارض ،  فلو تنازلت الحكومة  عن اصرارها واعترفت بحقوقهم لما كانت هنالك مشكلة في ان يتنازل السكان البدو عن اصرارهم في البقاء على ارضهم وانتقالهم لاماكن مؤهولة وهذه هي المشكلة الاساسية

فان تمسك السلطات بشق التطوير وحده هو خطا ولن يتماشى مع عقلية السكان ولن ينجح ، فالتطوير مقابله  الاعتراف بالملكية

وقال سويد ان البدو من اجيال غابرة يسكنون ويعيشون ويملكون هذه الارض وفي اماكن عديدة من العالم وجدت حلول عادلة مناسبة لمثل هذه المشاكل  ، فهذا النمط يفي بحاجات ومتطلبات السكان ويتيح امكانية التطوير، فالحلول العادلة موجودة  ولكن المطلوب هو النية الصادقة لتطبيقها

كما وتطرق سويد الى فكرة التطوير التي من الممكن ان تنفذ في حال اخذت بالاعتبار ظروف السكان وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم وحضارتهم ، وهذا اساس للتطوير ، فالبدوي هو نموذج حياة فلا يمكن لمخططات قطرية ان تفرض نمط حياة جديد على المواطنين العرب في النقب الذي يصل  تعدادهم في القرى غير المعترف بها الى ثمانين الف مواطن ، ففرض اقامة من 4 الى 6 دورعلى الدونم الواحد هو تنكر لحضارتهم وثقافتهم ، وعدم تخصيص مرافق واراضي زراعية ومراعي هو ايضا تنكر وعدم اكتراث بالخصوصية الثقافية لاهلنا البدو في النقب

وقد وجه سويد نداءا الى كل المخططين ان يؤخذوا ذلك بعين الاعتبار فنحن في مرحلة لا يمكن التقدم فيها ولن تجري الامور على ما يرام ان لم تراعى ظروف ووضعية السكان

وقد نوه د

سويد ان سبب المشكلة يكمن ايضا في اعتبار البدو خطر ديموغرافي ، فهل احتلالهم وترحيلهم سيقلل من عددهم ؟

وقد عرض د

سويد العديد من الحلول التخطيطية والقضائية والجماهيرية  والسياسية، ففي المجال التخطيطي من المفروض ايجاد حل مناسب واقامة بلدات ملائمة لثقافة السكان وعدم مصادرة الارض ،  وفي المجال القانوني هنالك نماذج في دول كاستراليا وكندا عولجت بها القضايا من نفس النمط بالعدل والانصاف  ، وفي المجال الجماهيري يجب  تفعيل الجمعيات والمنظمات والحركات للتضامن مع السكان لمساععدتهم ودعمهم بنضالهم العادل ، وفي المجال السياسي دعا سويد للخروج الى الشوارع بمظاهرات وتظاهرات مشتركة عربية ويهودية  ، والتوجه الى منظمات ومؤسسات دولية لعرض المشكلة ومساعدة البدو من هذه الضائقة التي وصلت الى طريق مسدود

فالعرب البدو هم ليسوا قادمين جدد الى البلاد بل هم مواطنيها الاصليين

واجاب د

سويد على اسئلة الحضور بان الجهل وعدم معرفة القضية وعدم تفهمها يؤثر سلبا على التخطيط ، واذا ما كان يروا في البدو خطرا على النقب فيجب التوضيح والتعميم وتوسيع الاعلام والوصول الى الجمهور وعرض المشاكل والقضايا والمطالب العادلة

واضاف سويد ان مساحة النقب 14 مليون دونم اي اكثر من 60% من مساحة البلاد ، والعرب البدو يملكون 650 الف دونم فقط اي ما يعادل 5% من مساحة النقب و 3% من مساحة الدولة

وتطرق سويد الى ان المشكلة تكمن في التخطيط الغير منصف وفي قانون التخطيط والبناء نفسه ، الذي لا يسمح بالتمثيل الملائم للسكان العرب قي البلاد والهدف هو ضحد الاقلية العربية

وهناك راي سائد في الكنيست باننا جميعا مخالفين للقانون ويجب هدم بيوتنا فهكذا تظهرنا الدولة وكاننا استولينا على الاراضي بالقوة

فهنالك عدم تفهم للحقائق لدى اعضاء الكنيست ولا يهتموا بهذه الامور،  ففي هذا الشهر عقدت جلسة في لجنة الداخلية البرلمانية لبحث مشكلة النقب على اثر هدم ستة بيوت في قرية الطويل ولم يحضرها الا عضو كنيست يهودي واحد وقد تفاجئ  لطرح مثل هذه القضية  لعدم تفهم اعضاء الكنيست عن مضمون وحجم الماساه

وانهى سويد مداخلته بالحث على ضرورة الغاء مديرية تطوير البدو لانها تعمل كل شيء من اجل اضطهادهم وعدم تطويرهم