اضطهاد المرأة – الى متى/بقلم:لمى شواهنة

كل العرب
نُشر: 01/01 09:37,  حُتلن: 10:44

لمى شواهنة في مقالها: 

المجتمعات العربية تضمن للرجل الحرية الكاملة بإختيار قراراته التي تتعلق بالخروج من المنزل فتراه يخرج متى يشاء ويعود متى يشاء عكس المرأة

لا أنكر ان للمرأة دور كبير جدا في هذا الظلم حيث ان الجيل القديم يروض الجيل الجديد، اذ ترى الام تغرس وتذوت لدى ابنتها قيم تاليه الذكر في العائلة، والإلتزام بقوانين الذكور متناسية ما مرت به من اجبار وتحكم في حياتها من قبل اهلها

حتى يصبح للمرأة المكانة التي تستحقها في المجتمع عليها أولا ان تؤمن بانها مخلوق رائع خلقها الله بأجمل صورة وزودها بإمكانيات رائعة وقوة تحمل هائلة

يجب غرس الثقة بانها تملك القدرة العجيبة لتحمل هذه المهام الصعبة، كالولادة والمخاض وتحمل الام عظيمة لتنجب مخلوقات بديعة تملأ الدنيا حياة

ظاهرة اضطهاد النساء هي ظاهرة متفشية في كل المجتمعات وبشكل كبير في الوسط العربي، حيث نرى المجتمع يربى على هذه الظاهرة ويذوتها لتصبح طبيعية جدا ويعتبرها من أساسيات التربية، بل ويستنكر أي فعل تتخذه المرأة للحد من هذه الظاهرة، حيث يراه الكثيرون تمرد على العادات والتقاليد المتبعة، وهو الامر غير المحبذ تماما في مجتمعنا لأنه إذا حدث التغيير سنضطر الى إتباع نظم جديدة تغير من مسرى حياتنا وهو تغيير متعب ويستنفذ الكثير من الطاقات!

كما نعلم فان التغيير لا يحصل في يوم وليلة ويستغرق الكثير من الوقت، ولا سيما إذا اقترن بأحد العادات المتأصلة فينا منذ زمن، اذ إعتمد العرب على تأليه الذكر منذ ولادته والإنقاص من حق المرأة في كل مجالات الحياة، إذ تراهم يعلمونه أن عمل البيت من إختصاص المرأة وحدها، ويا له من مخنث إذا حاول مساعدتها. المجتمعات العربية تضمن للرجل الحرية الكاملة بإختيار قراراته التي تتعلق بالخروج من المنزل، فتراه يخرج متى يشاء ويعود متى يشاء، عكس المرأة التي تقبع في المنزل ولا يحق لها الخروج إلا بإذن من والدها او الوصي عليها، مع تحديد أوقات الخروج والعودة الى المنزل أما إذا حاولت أن تخالف القوانين فينتظرها ردود فعل قاسية بدءا بالتعنيف الكلامي وانتهاءا بالتعنيف الجسدي إذا ما زاد تمردها، متجاهلين كيانها ووجودها وان لها الحق بإختيار كيفية معيشتها مثل اي كائن على هذه الارض.

لا أنكر ان للمرأة دور كبير جدا في هذا الظلم، حيث ان الجيل القديم يروض الجيل الجديد، اذ ترى الام تغرس وتذوت لدى ابنتها قيم تاليه الذكر في العائلة، والإلتزام بقوانين الذكور متناسية ما مرت به من اجبار وتحكم في حياتها من قبل اهلها. كما انها تمارس نفس المعاملة مع ابنتها التي تخضع للأمر الواقع ولا تحاول التمرد على مسار حياتها، ناهيك عن دعمها للرجل إذا ما مارس العنف ضد ابنته، اخته او شريكة حياته.

حتى يصبح للمرأة المكانة التي تستحقها في المجتمع، عليها أولا ان تؤمن بانها مخلوق رائع خلقها الله بأجمل صورة وزودها بإمكانيات رائعة وقوة تحمل هائلة. كما يجب غرس الثقة بانها تملك القدرة العجيبة لتحمل هذه المهام الصعبة، كالولادة والمخاض وتحمل الام عظيمة لتنجب مخلوقات بديعة تملأ الدنيا حياة. لو لم تكن ذو أهمية كبرى لما وصى بها رسول الله صل الله عليه وسلم عندما قال: امك، ثم امك، ثم امك ثم اباك ! ولما قيل الجنة تحت اقدام الأمهات، أي لكي تدخل الجنة عليك إرضاء امك التي انجبتك وبثت فيك روح الحياة. بالإضافة الى تعزيز قدرتها على مساندة الرجل وذلك بواسطة تأهيلها وتزويدها بسلاح العلم، فكما يقول الشاعر" الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق" ففي غالب الأحيان ينسب نجاح الرجل للمرأة حيث يقال: وراء كل رجل عظيم امرأة، فهي التي تسانده وتدعمه ليصل لدرجات عظيمة في النجاح ! فكيف لك يا انثى ان تقللي من شأنك بعد كل هذا، اذ لا مكان للحياة على هذه الأرض دونك.

كما ذكرت سابقا أن التغير يستهلك وقتا كثيرا، لكن هذا لا ينفي ضرورته، ولكي يكون التغيير ناجعًا وذو اثر طويل المدى عليه ان يبدا من جذور المجتمع، لا وهي أسس التعليم التي يربى عليها ابناؤنا وبناتنا، من حيث القيم والمبادئ التي ننقلها الى الجيل القادم، إذ نرى الإهمال الكبير للمبادئ التي تؤكد أهمية المرأة في المجتمع وتشدد على مشاركة الذكر في عمل البيت او في اعطاء المرأة حرية تكوينها، بينما يتبعون المبادئ التي تشجع الطلاب على تقبل الاخر واعطائه حريته وعدم التدخل في حياته، دون التطرق الى إمكانية كون الاخر قريب منهم الى درجة ان يكون امهم او اختهم وفي المستقبل شريكة حياتهم.
بالإضافة الى التغيير في القيم والمبادئ التي ننقلها الى أبنائنا، علينا التغيير في عدة مجالات أخرى التي تنص على عدم المساواة بين الرجل والمرأة، مثل: عدم المساواة في فرص العمل، الدخل المادي، والوظائف الإدارية، والأهم النظرة للمرأة كأداة جنسية بحته لا تصلح لإتخاذ القرارات.

استنادا الى ما ذكر أعلاه فان حق المرأة منقوص في معظم مجالات الحياة، وهو ظلم جاحف في حقها، وعلينا السعي لتغييره على أصعدة مختلفة، بدءا بتغير نظرتها لنفسها حتى الوصول الى تغيير نظرة المجتمع لها، وأساس التغيير يبدأ من جذور المجتمع انتهاءا بفرص العمل .

لمى شواهنة – طالبة عمل اجتماعي من قرية جلجولية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة