افتتح اليوم الدراسي مديرة المشروع برفسور ميخال شاني من جامعة حيفا والدكتور ابراهيم أسدي الذي طور جميع اختبارات الالية وركز المشروع على مدار ثمان سنوات
من خلال يوم دراسي نظمه قسم العسر التعلمي التابع لجامعة حيفا بمشاركة مركز أدموند ج. سفرا لبحوث الدماغ في العسر التعلمي تم ازالة الستار عن الية التشخيص الاولى لصعوبات اللغة, القراءة والكتابة بالعربيّة بمشاركة حشد من الباحثين, المحاضرين, الاخصائيين والمشخصين. افتتح اليوم الدراسي مديرة المشروع برفسور ميخال شاني من جامعة حيفا والدكتور ابراهيم أسدي الذي طور جميع اختبارات الالية وركز المشروع على مدار ثمان سنوات بالتعاون مع د. عنات بن سيمون وبروفسور رفيق ابراهيم. ثم اثنى وبارك لخروج هذه الآلية الى النور كل من برفسور أسيد خطيب, برفسور ليلي اورلاند باراك, برفسور فيصل عزايزة من مجلس التعليم العالي وجامعة حيفا, د.محمد حجيرات من الكلية الأكاديمية للتربية حيفا , د. محمد زياد من كلية القاسمي والسيدة داني جورنو من وزارة التربية والتعليم والسيد صلاح طه مفتش التعليم الابتدائي في وزارة التربية.
وفق التقرير الذي نشره د. أندريه مزّاوي في عام 1997 للجنة فحص استنفاد قدرات التلاميذ في جهاز التعليم العربي، أشار أنه لا توجد في جهاز التعليم العربي طواقم تعمل على تطوير وسائل تشخيص لها ثبات ومصداقيّة لفحص العسر التعلّمي بصورة دقيقة. كما ويتّضح من المعطيات التي قدّمها الوزير الأسبق لوزارة التربية والتعليم "يوسي سريد" للكنيست في إجابته للنائب محمّد بركة في يوم 4 تشرين الثاني 1999 بأنّ %52 من مجمل التلاميذ الذين يعانون من تخلف عقلي خفيف في جهاز التربية والتعليم هم تلاميذ عرب. بالمقابل، تبلغ نسبة التلاميذ العرب الذين تمّ تشخيصهم كذوي عسر تعلّمي من مجمل تلاميذ جهاز التعليم 4.8% فقط، أي نسبة أقل بأربعة أضعاف من نسبة السكان العرب بين سكّان الدولة. هذه المعطيات تثير التخوّف، لأنّ الكثير من الأولاد العرب يُشَخَّصُون عن طريق الخطأ وكأنهم يعانون من تخلّف عقلي، وفي الوقت ذاته لا يوجد تقييم كافٍ لعسر التعلّم. إنّ غياب آليّات التشخيص المقننة والمهنيين في مجال تشخيص عسر التعلّم وفي مجال معالجته يحول دون بناء أطر تربوية لتلبية احتياجات هذه الشريحة. والنتيجة المقلقة هي القيام بنقل أولاد كثيرين، في أعقاب ذلك، من إطار التعليم العادي إلى العلاج ضمن إطار التعليم الخاص.
من هنا فإنّ الحاجة لتقييم مبكّر وساري المفعول لأولاد يعانون من تأخّر في اكتساب القراءة بالعربيّة، أو من عسر فيها، هو ما دفع إلى تطوير آليّة "لغة القراءة". ترمي هذه الآليّة إلى تشخيص فردي لتلاميذ من الصف الأوّل إلى الصف السادس، والذين يعانون من عسر في القراءة والكتابة، وهي تضمّ مجموعة اختبارات لتقييم سيرورات عليا تتعلّق بفهم المقروء والمسموع، قراءة وبناء كلمات مكتوبة، معرفة لغويّة وعمليات أساسية. طوّرت آليّة التشخيص بالاعتماد على عيّنة قطرية ممثلة للتلاميذ، تستوفي مقاييس الثبات والمصداقيّة، وتعتمد على معايير قطرية. تتيح المنظومة الرقمية المحوسبة والتي أعدت لهذه الآليّة استخلاص نتائج تشخيص سريعة وناجعة. يُدخل المُشخّص العلامات الخام للاختبارات المختلفة للمنظومة الرقمية، فتحوّل المنظومة العلامة الخام لكلّ اختبار إلى مستويات أداء، تتراوح بين مستوى "عالٍ " ومستوى "مُعسِر جدًّا ". يضع المُشخّص، وبالاعتماد على بيان النتائج الصادر عن الآليّة، وجهة نظره المهنية، وتشخيصًا داخل الجدول المتوفّر في المنظومة الرقمية.
مرفق مع الالية مرشد للمُشخّص ويعرض هذا المرشد المعلومات الضرورية لاستخدام آليّة "لغةُ القراءة": التصوّر النظري، طريقة بناء الاختبارات، مصداقيّة الاختبارات، طريقة إجراء الاختبارات وإعطاء العلامات في الاختبارات المختلفة. هذا اليوم كان حافلا بمحاضرات علمية تخص العسر التعلمي في اللغة العربية ، وقد ألقى كل من برفسور دافيد شير محاضرة عن المنظومة الكتابية في اللغة العربية وظاهرة الديجلوسيا ، برفسور رفيق ابراهيم حاضر حول الصعوبات التي تواجه تعلم اللغة العربية ، كما وتطرقت الدكتورة ياسمين عواد بحاضرتها الى القدرات اللغوية والقراءة ، والقى الدكتور هيثم طه محاضرة حول الذاكرة والتعلم في ظل الديجلوسيا. كما وتحدث بروفسورة زوهر افيتار حول فعالية الدماغ خلال قراءة العربية، والبرفسور أسيد خطيب حول الجوانب البصرية خلال القراءة بالعربية وفي النهاية ألقى الدكتور ابراهيم أسدي محاضرة شرح فيها عن مراحل تطوير آلية "لغة القراءة"، واختتمت اليوم الدراسي الدكتورة عنات بن سيمون التي تطرقت الى الجوانب المتودولوجية لآلية التشخيص.