سمير عطا الله:
تتميز البرازيل بثرواتها الطبيعية الهائلة، خصوصًا النفطية منها بعد اكتشافات العام 2007
تمتلك الهند قوة عسكرية ملحوظة مؤلفة من مائة رأس نووي، وقوة عسكرية من 1.3 مليون رجل
نصل في هذه الحلقة أولا إلى الهند التي يبلغ عدد سكانها 1.2 مليار نسمة، أي 4 أضعاف الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تتجاوز تعداد الصين عام 2025. ويعتقد بعض الهنود أنه مع منتصف القرن الحالي، سوف يصبح العالم ثلاثي القطب، أي الولايات المتحدة والصين والهند. غير أن التعداد وحده ليس مؤشرًا كافيًا للنفوذ، إلا إذا تم تطوير الثروات البشرية، وحتى الآن تخلّفت الهند كثيرًا خلف الصين في معدلات العلم والاقتصاد.
تمتلك الهند قوة عسكرية ملحوظة مؤلفة من مائة رأس نووي، وقوة عسكرية من 1.3 مليون رجل، وتصرف على الدفاع نحو 50 مليار دولار أي 3 في المائة من المجموع العالمي. ومن حيث القوة الناعمة أنشأت نظامًا ديمقراطيًا فعالاً، وحركة ثقافية ضخمة، كما أن مهاجريها يتمتعون بالمال والسمعة، إضافة إلى صناعتها السينمائية التي تنافس هوليوود. لكن في الوقت نفسه تبقى الهند بلدًا متخلفًا يضم ملايين الأميين الذين يعيشون في الفقر، وثلث السكان في فقر مريع. ويبلغ حجم الدخل القومي 3.3 تريليون دولار، أي ثلث الدخل الصيني البالغ 8 تريليونات دولار، و20 في المائة من الدخل الأميركي. ويبلغ معدل دخل الفرد 2900 دولار، أي نصف ما هو في الصين، و15 في المائة مما هو في أميركا.
والأكثر إثارة للدهشة أن 95 في المائة من الصينيين متعلمون، بينما النسبة في الهند لا تزيد على 63 في المائة. وتخرّج الهند كل عام من المهندسين ضعفي ما تخرجه أميركا، لكن «الإيكونومست» تقول إن خمس هؤلاء فقط، يتمتعون بمستوى قابل للتوظيف. وينعكس هذا الواقع بوضوح في أنه ما من جامعة هندية ترد في المؤشر الجامعي العالمي لأهم مائة جامعة. وتبلغ صادراتها التقنية 5 في المائة بمقابل 30 في المائة للصين. ننتقل – دائمًا مع جوزيف ناي – إلى كبرى دول أميركا اللاتينية، أي البرازيل التي تشكل سابع اقتصاد في العالم، مع أن الدخل الفردي فيها لا يزال في المرتبة الخامسة والتسعين. تبلغ مساحة البرازيل ثلاثة أضعاف مساحة الهند، ونسبة التعلم فيها 90 في المائة على 200 مليون نسمة، ويبلغ الناتج القومي العام 2.5 تريليون دولار أي نفسه في روسيا، أما دخل الفرد فهو 12000 دولار، أي ثلاثة أضعاف ما هو عليه في الهند.
وتتميز البرازيل بثرواتها الطبيعية الهائلة، خصوصًا النفطية منها بعد اكتشافات العام 2007. قوتها العسكرية غير مهمة، ولا أسلحة نووية لديها. أما قوتها الناعمة فهي «الكرنفال» و«كرة القدم». غير أنها تواجه عددًا كبيرًا من المشاكل بينها الجهاز البيروقراطي المتهرئ والجهاز القضائي المتعثر، ونسبة الجريمة فيها مرتفعة جدًا، وكذلك الفساد. وقد حلت في المرتبة 72 من 175 بلدًا في مؤشر الشفافية، مقابل المرتبة 80 للصين، و94 للهند، و127 لروسيا.
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net