الناطق الرسميّ لاتّحاد الكرمل الشاعر علي هيبي:
أحيي كلّ ابداع أدبيّ وثقافيّ يخدم قضية الشعب الفلسطيني، وأهنئ مصطفى عبد الفتاح على روايته الأولى
أقيم في قاعة مدرسة كوكب ابو الهيجاء الثانوية مساء السبت الماضي أمسية لإشهار رواية الكاتب مصطفى عبد الفتاح "عودة ستي مدللة" وذلك بدعوة من مجلس كوكب المحلّي واتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين ومكتبة "كلّ شيء" ناشر الرواية وبحضور رئيس المجلس المحليّ، زاهر صالح، ومدير المدرسة الثانويّة، المربي يوسف منصور، ومدير قسم المعارف، مصطفى خليل، كما وشارك جمع كبير من أعضاء اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين، وعلى رأسهم رئيس الاتّحاد الكاتب فتحي فوراني، ورئيس لجنة المراقبة د.بطرس دلّة والناطق الرسميّ الشاعر علي هيبي، وجمهور غفير من أهالي قرية كوكب أبو الهيجاء والقرى المجاورة، شاركوا جميعًا الكاتب مصطفى عبد الفتّاح عضو إدارة الاتّحاد في حفل مُثرٍ وبهيج ومميّز.
افتتح الأمسية العريف الكاتب والمسرحيّ عفيف شليوط، معرّفًا بالكاتب والرواية ومبيّنًا أهميّة هذه الندوات والفعاليّات كرافد من روافد ترسيخ نشاطنا الأدبيّ والثقافيّ في هذه البلاد. وكانت الكلمة الأولى لرئيس المجلس المحليّ زاهر صالح الذي أشاد بالكاتب والرواية وأهميّتها على مستوى حفظ الذاكرة الفلسطينيّة وأهمّية ما تعرّف به الأجيال الشابّة من أحداث لم يعيشوها، وأهمّها أحداث النكبة وما رافقها من ملابسات وإرهاصات. وقد وعد الرئيس برعاية كلّ الأنشطة الثقافيّة والفنيّة في كوكب.
وتحدّث الناطق الرسميّ لاتّحاد الكرمل الشاعر علي هيبي، فحيّا كلّ ابداع أدبيّ وثقافيّ يخدم قضية الشعب الفلسطيني، وهنّأ مصطفى عبد الفتاح على روايته الأولى، داعيًا له المزيد من الإبداع. كما تحدّث في كلمته عن اتّحاد الكرمل وتأسيسه ودوره ونشاطاته في الميدان ومع المؤسّسات المختلفة داعيا قطاع المجتمع العربي بمواكبة هذه النشاطات والاشتراك بها.
أمّا الناشر صالح عبّاسيّ، مدير مكتبة "كلّ شيء"، فقد أشار في غمار كلمته الى المكانة التي احتلّتها الرواية في معارض الكتب في كلّ من الشارقة والقاهرة. وقدّم كلّ من د.محمّد صفّوري ود.بطرس دلّة مداخلتين تناولتا الرواية بالنقد والتحليل الموضوعيّ، وقد أشار د.صفّوري إلى أنّ الرواية تتعرّض للنكبة الفلسطينيّة وتآمر القوى الاستعماريّة والتخاذل العربيّ الداعميْن للعصابات الصهيونيّة التي روّعت الناس من أجل تشريدهم وسلخهم عن أراضيهم والاستيلاء عليها، كما أشار إلى أهميّة الجانب التوثيقيّ في الرواية والذي ينطوي على أهميّة تعليميّة وتربويّة كبيرة، وقد أشاد باختيار الكاتب للبطولة النسائيّة في الرواية والتي جعلت من "ستّي مدلّلة" نموذجًا للمرأة المكافحة، شكّلت بحضورها قطب الرواية الدائم، فلا وجود للرواية بدونها، وقد أشار الناقد د.صفّوري إلى بعض الهنات البنيويّة واللغويّة بهدف توجيه الكاتب إلى تجنّبها في انتاجه القادم.
أمّا د.بطرس دلّة وبأسلوب جذّاب فقد ربط بين بعض الحكايات الحقيقيّة التي عايشها في النكبة، وبين مضمون الرواية، فقد خلص إلى القول، إنّها رواية الحنين إلى الوطن، سردها الراوي بأسلوب عاطفيّ نابع من محبّته لشعبه، مسترجعًا الذكريات الأليمة والتهجير، ورغم ذلك ظلّ الشعب الذي خسر سياسيًّا هو الرابح الحضاريّ، وقد أشار إلى اهتمام الكاتب بالجانب التراثيّ ووظّفه فنيًّا كي يواكب الأحداث ويعكس عمق الشخصيّات واضطرابها، وهم الأبطال المستمدّون من الفقراء المحرومين الذين ذاقوا معاناة النكبة بترحيلهم وجوعهم وملاحقتهم.
وألقى الشاعر أحمد صالح طه وهو صديق الكاتب وابن كوكب أبو الهيجاء وعضو اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين قصيدتين: الأولى بعنوان "لغتنا الجميلة" والثانية بعنوان "همس القدس"، وقد لاقت القصيدتان إعجاب الجمهور. وممّا يجدر ذكره أنّ مديرة المدرسة الابتدائيّة في القرية، المربية عبير أبو الهيجاء، قد قدّمت تحيّة للكاتب المحتفى به ودرعًا كهديّة رمزيّة تقديرًا للإبداع والمبدعين. وكذلك فعلت جبهة كوكب الديمقراطيّة، فقد مثّلها أحمد الحاجّ، رئيس مجلس كوكب الأسبق، فحيّا باسمها الكاتب مصطفى عبد الفتاح وقدّم درعًا تقديريًّا، وكذلك قدّم الفنّان فوزي الحاجّ رسمًا للكاتب بريشته، ويشار إلى أنّ فوزي هو مصمّم غلاف الرواية.
ويشار ان فرقة كوكب للدبكة، وهي فرقة من الفتيات الواعدات، والتي يقوم على تدريبهنّ الفنّان مروان طاطور وبدعم من المركز الثقافيّ التابع للمجلس المحليّ في القرية شاركت برقصتين على انغام وموسيقى تراثية ووطنية. وكانت كلمة الكاتب مصطفى عبد الفتّاح المحتفى به وبروايته مسك الختام، وقد قدّم في مستهلّها شكره وامتنانه لكلّ الذين ساهموا وشاركوا في تبنّي هذه الأمسية ودعموها وعملوا على أنجاحها، وشكر الحضور عامة والضيوف، وخاصّة أعضاء اتّحاد الكرمل، وقدّم شكره للمتحدثين والحضور من أهالي كوكب، وبخاصّة ما قدّمه المجلس المحليّ وقسم المعارف والمدرسة الثانويّة. وقد تقبّل مصطفى النقد البنّاء الذي قدّمه المحاضرون واعدَا تلافي الكثير من الهنات في إنتاجه القادم.