الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:01

الأنثَى واقِعيّة القَرار والرَجُل خَياليّ الرُؤيا/ بقلم: إبراهيم حسن قيم

كل العرب
نُشر: 07/03/16 21:19,  حُتلن: 21:21

(1)
عنَدما تأخُذ الأنثى قَرار الإرتِباط أو الزواج فَهو لا ينبُع من مُنطَلق عادَة اجتماعية مُتّبعَة ، إنّما بإعتقادي طُفرة جينيّة تتَميّز بِها الأنثى دُون أن تَشعُر بِها ، فقَرار الإرتباط مَبني على الجانِب الإستقلالي والشَخصي للإنتقال من سُلطة الأسرَة الذُكورية گالأخ أو الأب ، الى إدارة مُؤسسَة مُستقلة دون قُيود نَشَأت عليها.
كذلك جانب التَكاثُر فالأنثى لَم تأخُذ قَرار الإنجاب فقط لإستِمراريّة النَسِل ، إنّما الفطرة الداخِليّة اللا إرادية تَحثها على الانجاب لتَعويض ما ترگتهُ من الحَنان والحُب والدِفئ الأُسَري كالأم والأخت والاخ.
وصولاً الى الجانب المَعيشي ، گون مؤسسة الزواج سُلطه مُستقلة تُدير الجانب المادي بِشَكل مُنفرد ، فالأنثى فطرياً تسعى لتَأمين المُستقبل لِنفسها من مَنظورَين ، الأول العِلم والعَمل ، والثاني التَعجيل في النَسل ليكونوا في المستقبل المُعيل الاول .
(2)
الطبَقِيّة المُجتمَعيّة في وَسطِنا العَربي تُحبِط گثير من مُحاولات الأنثى ليسَ فقط سَدّ المَساحة المَوجودة بين العَالم الذُكوري الطَاغِي في مُجتمعنا والعَالم الخاص بالأنثى ، أنّما تَفرِض الكثير مِن العَثَرات في الطَريق الضيّق المُوصل بين الطَبقات المُجتمَعيّة.
مِمّا لا شَكَ فيهِ خَلَق المُؤسَسات والجَمعيات الحُقوقية الدَاعِمة للأنثى بِشَكل خاص ، لِبِناء جِسر وسَدّ الفَجَوات بين الطَبَقية المُجتمعية الفاصلة بين الذَكر والأنثى.
إستِغلال التَمَرّد الأنثَوي الفِطري سَأسمِيه ، فَواقِعيّة الأنثى الطَموح ، الجَاهِدة في سَدّ الفجوات، سَاعيّة في تَرميم ما نَقَضتهُ مُركبات المُجتَمع الذُكوري في العَيش المُشترك ، أُستُغلّت واقِعيّتها لِمآرب سِياسيّة ومَكاسِب إقتصاديّة ، مِمّاَ لا شك فيه أفشَل الكثير من أهداف التَمرّد الأنثوي الفِطري.
بالتالي تَفاقُم الفَجوات الطَبقية ، وأصبَحت واقِعيّة الأنثى تُأخَذ بمَنظور التَمردّ على المُجتمع لمُجارات الطَبقة الذُكوريّة.
(3)
المَناصِب الرَفيعَة والقِياديّة ، وكأنَها نَصّ دُستور غير قابِل للطَعن فيه بأحَقيّة الذُكور في تَبَوء مِثْل هذهِ المناصب كَ رِئاسَة البلديّات والمَجالِس المحلية أو تَرأُس جَمعِيات وأحزاب سِياسية فاعِلَة على السّاحة.
إنحِصار دَور الأنثى في مَناصب تَجميليّة للجَماعات الذكورية لإطْفاء الشَكل التَقدُمي الحَضاري والتَعاوُن المُشتَرك في ميْدان الحَياة.
فالقُدرات النِسائيّة العِلميّة والإجتماعيّة تُؤهِل العديد مِنهُنّ الى التگلُف بمَناصِب رفيعَة في مِضمَار الحياة ، كونَهُنّ رائِدات عِلمياً وثقافياً ، لكِن تَبقى عَبائَة المَختَرَة الذُكورية طَاغِية مع بعض الأوسِمَة الأنثَويّة التَجمْيليّة عَليها.
 
العزير

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة

.