اخصائية التغذية إيمان الصانع من رهط:
يتم تشخيص الدهون المتراكمة او حالة "السمنة الزائدة" كمرض عندما تبدأ هذه الحالة في عرقلة صاحبها مسببة مشاكل صحية ونفسية واجتماعية حتى في بعض الأحيان
الانترنت والتلفاز والاعلانات في الراديو مثلا لا تعتبر مصادر امينة كما انها ليست محل ثقة لحل مشكلة الوزن الزائد، كل اعلان او دعاية تعتمد على عبارات سحرية ومبالغ فيها مثل " 20 كيلو في شهر!
بعد كل هذا الكم من الاعلانات السحرية الوهمية، قد لا نجد الصبر لاتخاذ القرار ببدء نمط حياة صحي، وفي كثير من الاحيان قد تنقصنا الارادة والتصميم، ويستولى الشك على قدرتنا في تحقيق الوزن المنشود،
الحبوب والبودرات ومستحضرات انقاص الوزن والرشاقة والريجيم القاسي قد لا تعتمد حل المشكلة انما اخفائها او معالجتها بشكل مؤقت، الامر الذي قد يؤدي الى نتائج عكسية في حال ايقاف هذه المستحضرات
انتشرت مؤخرا مراكز واعلانات براقة في كل مكان، وفي الراديو والتلفاز واللافتات في الشوارع وحتى الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي، كلها تعدك بافضل النتائج السحرية في غضون فترات قصيرة تدعي تخصصها في رشاقتك ومجال انقاص الوزن على وجه الخصوص.
اخصائية التغذية إيمان الصانع
متى نعتبر السمنة الزائدة مشكلة يجب علاجها؟
يتم تشخيص الدهون المتراكمة او حالة "السمنة الزائدة" كمرض عندما تبدأ هذه الحالة في عرقلة صاحبها مسببة مشاكل صحية ونفسية واجتماعية حتى في بعض الأحيان.
السيدات اللاتي يعانين من السمنة الزائدة مُحبطات ويتم استغلالهن بسهولة!
بالكاد لا نجد سيدة او فتاة لم تحاول ولو لمرة واحدة في حياتها اتباع اي حمية لزيادة او تخسيس الوزن! وعندها تبرز الاسئلة المكررة مثل هل يمكنني الاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم لتوفير سعرات حرارية؟ هل هنالك حل للأكل ليلا؟ هل يجوز الامتناع كليا اثناء الحمية عن تناول النشويات كالارز والبطاطا والخبز؟ هل هنالك وصفة او مُنتج معين مثل شاي او خلطة اعشاب او نوع بودرة بروتين او حبوب قد تساعد في "انقاص الوزن بشكل سريع"؟
كُل ما سبق يُعتبر في افضل الحالات حلول مؤقتة، لكنها لا تساهم في انقاص الوزن على المستوى البعيد، بل وفي كثير من الاحيان تُكسب الشخص وزنا مُضاعفاً بعد ايقاف الحمية او المنتج او الحبوب! وفي احيان اخرى قد يكون لبعض المنتجات اعراض جانبية غير مرغوبة او بعض الحبوب والاعشاب التي لم تخضع لفحوصات ملائمة في مختبرات او لم تصادق عليها وزارة الصحة للاستعمال البشري الآمن على المستوى القريب او البعيد!
تُعتبر هذه الشريحة من النساء غير الراضيات عن اوزانهن واشكالهن "فريسة دسمة" للتجار واصحاب الشركات والمصالح، لمعرفتهم يقينا ان هؤلاء السيدات على الاغلب سيجرّبن اي مُنتج او اي نوع من الحبوب في سبيل تحقيق وزن مثالي، لذلك لا يتردد اصحاب المصالح في استغلالهن وانتهاز احباطهن وحالتهن النفسية المتردية، واختلاق قصص نجاحات وهمية، واطلاق الشعارات والدعايات الرنانة غير الحقيقية لجذب هذه الشريحة المستهدفة، والتي يعتاش على احتياجاتها سوق واسع من اصحاب المصالح التجارية غير مبالين بالاضرار النفسية المستقبلية وحتى الصحية التي قد تؤدي اليها بعض المستحضرات والتي قد تعتمد في آلية عملها على تشويش عمل الهرمونات او زيادة كمية البروتين التي قد تضر بالكلى والكبد على المستوى البعيد ، او تلك التي تعتبر مسهلات والتي قد تؤدي الى خسارة السوائل من الجسم الامر الذي قد يجعل السيدة تظن انها تفقد الشحوم المتراكمة وبعض البرامج التي تعتمد على قلة سعرات حرارية وعدم تزويد الجسم ببعض المجموعات الغذائية مثل النشويات الامر الذي قد يؤدي لنقص في بعض المعادن والفيتامينات وقد يترتب على هذا الامر مشاكل واضطرابات مثل التوتر والعصبية والارق وعدم التركيز نتيجة لاستخدام هذه المستحضرات.
اموال طائلة ونتائج غير مضمونة فعليا !
في كثير من الاحيان تخلي الشركة او المندوبين مسؤوليتهم عن اي اضرار قد تُلحق الشخص بعد استعماله لمستحضراتهم او عدم تحقيق النتيجة المرغوبة، رغم الاموال الطائلة التي قد تُصرف على هذه المستحضرات والحبوب لانقاص الوزن!
الامر الذي يستوجب تعامل واعي مع هذه الدعايات والادعاءات البراقة وعدم الرضوخ لها نتيجة استشارة شخص غير مختص او بسبب الضغط الاعلاني.
كيف نعرف أن هذه المستحضرات والحميات غير مجدية؟
يسهل جدا التعرف على هذه المنتجات والمستحضرات وانواع الريجيم البراقة غير الحقيقية، فبداية يجب تحرّي مصدر المعلومات عنها.
الانترنت والتلفاز والاعلانات في الراديو مثلا لا تعتبر مصادر امينة كما انها ليست محل ثقة لحل مشكلة الوزن الزائد، كل اعلان او دعاية تعتمد على عبارات سحرية ومبالغ فيها مثل " 20 كيلو في شهر! " او اعلانات تعتمد على مجموعة معينة من الغذاء مثل " ريجيم الملفوف" او " حبوب بدون اعراض جانبية" او " انقاص الوزن بدون تعب او رياضة" كلها عبارات مثيرة للشبهة ويجب القاء البال لها!
ما هو الاطار السليم للتخلص من الوزن الزائد؟
قرار التخلص من الوزن اللزائد يُعتبر قرار هام وشجاع, و الاهم من انقاص الوزن الزائد هو الحفاظ على الوزن بعد ذلك، الامر الذي لا تضمنه "الحميات البراقة" عادة، ولا بد من استشارة مختص في هذا المجال في اطار علاج مناسب، باستشارة من طبيب العائلة وبارشاد من اخصائية تغذية حاصلة على ترخيص مزاولة المهنة من وزارة الصحة، ولا يجب التحرج ابدا من طلب الاطلاع على الترخيص إن تطلب الامر!
حل مشكلة البدانة يجب ان تكون بالتدريج وبشكل جذري حيث يعتبر النزول الصحي (لغير الاشخاص الذين اجروا عمليات قص او تكميم المعدة) هو نصف الى كيلو ونصف اسبوعيا، لذلك يكمن الحل في تغيير اسلوب الحياة والعادات الغذائية الى نمط صحي متوازن ، غني، وملائم للشخص حسب عمره ووزنه وطوله ووضعه الصحي, كما ان التغذية الاختصاصية ومعالجة مشاكل السمنة يعتبر من اكثر المجالات تطورا ويعتمد على عدة خطط علاجية ، منها العلاج الشخصي والمجموعات الداعمة والاندية الخاصة بانقاص الوزن وتشجيع الاشخاص لفقدان الوزن بطرق صحية مثالية وتوفير بيئة ايجابية داعمة من اجل ذلك.
لماذا قد نجد صعوبة في اتباع نمط حياة صحي؟
بعد كل هذا الكم من الاعلانات السحرية الوهمية، قد لا نجد الصبر لاتخاذ القرار ببدء نمط حياة صحي، وفي كثير من الاحيان قد تنقصنا الارادة والتصميم، ويستولى الشك على قدرتنا في تحقيق الوزن المنشود، ورغبتنا الملحة في تحقيق نتائج فورية وتصديقنا لمثل هذه الاعلانات التي تدعي امكانية خسارة اوزان كبيرة في فترة قصيرة وعلاوة على ذلك العمل على التنفير من الرياضة وبذل الجهد في سبيل حياة افضل بدون عبء الوزن الزائد!
نصيحة الختام: احذري من الريجيم الذي قد يؤدي الى السمنة!
الحبوب والبودرات ومستحضرات انقاص الوزن والرشاقة والريجيم القاسي قد لا تعتمد حل المشكلة انما اخفائها او معالجتها بشكل مؤقت، الامر الذي قد يؤدي الى نتائج عكسية في حال ايقاف هذه المستحضرات، لتغيير افضل يجب اتباع خطوات واثقة وصحية ومضمونة وعملية ، طعام صحي بكميات معتدلة، متنوعة ومتوازنة الى جانب الرياضة والتي تفيد في راحة البدن والروح.