غابت الابتسامة عن وجه أم فضل فذهبت الى حيث يخلد من تحب!
مودة جميل كنج 2016 - 1927
رحلت أم الفضل التي احبت الناصرة فرد لها اهلها المحبة بالمثل. ما أجمل هذه الابتسامة التي لم تفارق محياها وهي لطيفة بطبعها منذ أن سكنت الناصرة من اصولها التركية في المولد والمنشأ.. والناصرة التي عاشت بها واحتضنتها في أحشائها اليوم بعد أن توقف قلبها عن حب الآخرين فرحلت جسدا.. كريمة للضيف لا يمل من مجلسها كبيرة القدر لم يخرج منها سوى حسن الكلام والجوار.. خرجنا اليوم نحمل ثراها الى المقبرة لكنها لم تخرج معنا فبقيت صورتها في اذهان من احبها.. هي نعم الوالدة ونعم الخلف ورث عنها ابنائها كل هذه الصفات وقد أحسنت تربية ابنائها وغرست فيهم الخلق القويم..
وأنا أراها تجلس أمام شرفة بيتها الدافئ وهي تطل على كنيسة البشارة وبنظرتها الهادئة وملفعها الأسود وهي تحادثني بلغتها العربية وكأنها لم تتقن لغتها الام التركية الشيء اليسير، وانا احاول ان احدثها التركية بلطف ومداعبة علها تجاريني الحديث وكأنة اختبار وهي ترفض وتبتسم وجلا الا ان تحدثني بلغة الضاد فما كان ابلغ منها في هذه اللغة وجمالها وأتقانها وهي تقول "خلص انا من اكثر من ستين سنة هون".
كانت امرأة اجتماعية في طبعها، تشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم؛ فلا يمر فرح أو ترح أو نجاح إلا وأراها تذهب بنفسها وتقدم واجب المشاركة.
شاركت زوجها المرحوم سهيل فضل الكنج 1986 - 1919 احد شخصيات الناصرة المعروفين في النشاط السياسي والبلدي والاجتماعي مسيرته حتى وفاته.. كان لي مزيد الشرف بمجالستها في بيتها واستراق احاديث الذاكرة البعيدة وكأنها مرت منذ زمن قريب وهي تسرد على مسامعي ما مر من الناصرة من احداث بحلوها ومرها وذكريات الزمن الجميل من افراد العائلة واهالي الناصرة..
لكي منا كل المودة يا مودة .. رحمك الله واسكنك فسيح جناته فليكن ثراك الجنة.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net