أبرز ما جاء في المقال:
لنا الحق في ان نتساءل: ما هو مضمون رسالة ايمن عودة الغامضة للأمين العام؟ وهل ترتقي لمستوى تطلعات الجماهير العربية وهمومهم؟ من كتبها وشارك في صياغتها؟ وهل كان لقاءً رسميًا ام عابرًا بالصدفة على هامش ندوة او مؤتمر!
عندما زار النائب عودة الولايات المتحدة رفضنا كل الانتقادات التي استهدفت زيارته وشككت فيها وقللت من أهميتها وبخست من أثرها
وجدت مغالطات وإخفاقات غير مهنية عدة لا تمر مرورًا سريعًا على المختصين والخبراء في البيان الذي اصدره مكتب النائب عن اللقاء مع كي مون وآفاقه
على ما يبدو فإن الأخ النائب أيمن عودة انفرد بتلك الوثيقة دون مرجعية سياسية أو مهنية، وباعتقادي أن ذلك سينعكس على مضمونها وأثرها ومدى فعاليتها كان حتماً مقضياً
منذ زمن طويل ونحن نشير إلى أهمية بناء العلاقات الدولية التي تمثل صورة حضارية وأُنموذجاً عصرياً لتحقيق الأهداف والغايات على المحاور كافة، في خدمة المجتمع العربي وقضاياه العادلة.. مجتمعنا الذي يرزح تحت وطأة التمييز والإقصاء الذي بلغ ذروته حتى طفح الكيل في ظل هذه الحكومة اليمينية المتطرفة.
د. سامي ميعاري
وفي هذا السياق كان عديد من النخب الأكاديمية والسياسية والاجتماعية متحدين صفاً في تبني دعوتهم للجنة المتابعة العليا كي تكثف جهودها وتشد رحالها في اتجاه تكثيف اللقاءات مع المؤسسات الدولية وخاصة: منظمة التعاون الاقتصادي ( قبل حصول إسرائيل على عضويتها) من أجل الضغط باتجاه تحقيق مطالبنا ونيل حقوقنا كمجتمع عربي فلسطيني.
وقد أثنى عديد من المختصين والنشطاء – وأنا واحد منهم – على زيارة النائب أيمن عودة للولايات المتحدة لما لمثل هذه الزيارة الهادفة من دور وأثر في تكريس حقوقنا ورفع صوتنا وإيصال رسالتنا. ورفضنها وقتها كل الانتقادات التي استهدفت زيارته وشككت فيها وقللت من أهميتها وبخست من أثرها وتبنينا يومئذٍ الدعم اللازم لمثل هذا التوجه في المحافل الدولية ومراكز القوى العالمية.
ولكن في هذه المرة، وأقصد لقاء النائب عودة بالأمين العام للأُمم المتحدة السيد ( بان كي مون) فالأمر جد مختلف:
فعندما قرأت البيان الذي أصدره مكتب النائب عودة عن اللقاء وآفاقه وعن تسليمه مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة يشرح فيها قضايا تهم المجتمع العربي وجدت عديداً من المغالطات التي لا تمر مروراً سريعاً على المختصين والخبراء: فهنالك مغالطات وإخفاقات غير مهنية تدل على انعدام النضج السياسي ، ولعل ذلك يتضح من المحاور التالية:
أولاً- من حقي ومن حق الآخرين أن يتساءلوا: ما هو مضمون تلك الرسالة؟ وهل ترتقى لمستوى تطلعات الجماهير وهمومهم وقضاياهم الراسخة؟ وهل هي رسالة بحجم لقاء مع الأمين العام للأُمم المتحدة؟ ومن صاغ الرسالة الغامضة تلك؟ وهل المطالب محددة أم هي خطوط عريضة يكنفها الغموض والعواطف وتتسم بالقصور والنقص؟ هل ثمة مرجعية سياسية للوثيقة تلك مع لجنة المتابعة العربية العليا؟ وهل أسهم خبراء ومختصون ومهنيون من مجتمعنا ووطننا في صياغتها وسبكها ؟ هل أعضاء القائمة العربية المشتركة على علم ودراية بتلك الوثيقة ؟
على ما يبدو فإن الأخ النائب أيمن عودة انفرد بتلك الوثيقة دون مرجعية سياسية أو مهنية، وباعتقادي أن ذلك سينعكس على مضمونها وأثرها ومدى فعاليتها كان حتماً مقضياً.
ثانياً – هنالك العديد من الأكاديميين في مجتمعنا ممن احترفوا تقديم المحاضرات العلمية المنهجية في تعرية وكشف التمييز السياسي والاقتصادي الذي يعانيه مجتمعنا وذلك أمام مؤسسات دولية بالغة الأهمية: كالأُمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ... فكم كان مجدياً إشراك هؤلاء في ابتكار أبلغ الصياغات وأدق المعلومات في نقل رسالتنا للسيد الأمين العام؟؟؟
إن بيان مكتب النائب عودة للصحافة تضمن عبارة غريبة وضعيفة وتنم عن قصور في التطلعات عندما أشار إلى أن السيد عودة هو أول سياسي عربي يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة: فهناك سياسيون سبقوه في هذا وعلى سبيل المثال لا الحصر النائب أحمد الطيبي. ومثل هذا التصريح يهمش جهود آخرين يقومون بدور طليعي وريادي في هذا السبق ولهم عمل دؤوب وتاريخ حافل بالعطاء في نقل قضايانا وإبرازها للعالم.
ومع كل هذا فإنني مجدداً كنت كغيري أتمنى لو تم التحضير لهذا اللقاء بالتعاون مع لجنة المتابعة العربية العليا والقائمة المشتركة ومختصين في مجالات ذوات صلة: فليست العبرة فيمن فعل ولكن العبرة فيم نتج وفيم تحقق...
النائب عودة مع الأمين العام للأمم المتحدة
ثالثاً – جاء في بيان مكتب الأخ عودة أن اللقاء مع السيد بان كي مون تناول قضايا .....
ولنا أن نتساءل هنا عن طبيعة ذلك اللقاء: هل حقاً كان لقاء رسمياً تناول قضايا المجتمع العربي أم أنه كان لقاء عابراً بالصدفة على هامش ندوة أو مؤتمر كما يحدث عادة مع كثير من الشخصيات في العالم؟
ولا بد أن نركز على أننا توجهنا هنا بنقد بناء وليس هداماً.. بنقد استند على معطيات وأسباب ومقترحات وتساؤلات مشروعة ومن حق كل مواطن أن يطرحها في أمور تتعلق بواقعه ومصيره..
ونحن نتمنى النجاح والسداد لكل سياسي عربي مخلص يريد النهوض بمجتمعه وشعبه آملين أن تؤخذ هذه النقاط على محمل السعي في التطور والأداء المحترف لتكون ذات مردود معمق وليست مجرد استعراضات.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net