الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

حجة واهية/ بقلم: ريما مكتبي

كل العرب
نُشر: 11/05/16 13:21,  حُتلن: 13:25

ريما مكتبي:

 كل الحجج سقطت عندما قرر المتخاصمون سياسيا أن ينضموا إلى لوائح موحدة في الانتخابات البلدية والاختيارية فازوا على أساسها

وصل اللبنانيون إلى مرحلة يظنون فيها أن لا شيء يغير الواقع. قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن أفرادا من المجتمع المدني تمكنوا وللمرة الأولى أن يخوضوا انتخابات بلائحة تضم مواطنين عاديين، ضد أحزاب وتيارات تقليدية

لا أعذار بعد اليوم لدى أي من اللاعبين السياسيين اللبنانيين. اليوم وليس غدا توجهوا إلى مجلسكم النيابي الذي صدأ من قلة استخدامه وانتخبوا رئيسا للجمهورية. اجتمعوا، تداولوا، افتحوا المراجع القانونية، جيئوا بمن يحيطكم من خبراء في القانون والمصالح الشخصية والحزبية والطائفية والمناطقية، ألفوا قانون انتخاب عصري، وخوضوا الانتخابات النيابية.
حاولوا أن تصونوا الديمقراطية ولو صوريا. كل الحجج سقطت عندما قرر المتخاصمون سياسيا أن ينضموا إلى لوائح موحدة في الانتخابات البلدية والاختيارية فازوا على أساسها. لسنوات والتيار العوني على خلاف مع تيار الحريري، الذي بدوره على خلاف حاد مع حزب الله وأعوانه.
ويُقال إن من يحول فعليا دون وصول عون للرئاسة هما جنبلاط وبري. وبين عون وجعجع دماء وشهداء مئات من مسيحيي الطرفين لم تجف رغم المصالحة التي حصلت مؤخرا. كلهم توحدوا بسحر ساحر. ولا أحد في لبنان مقتنع بعد اليوم أن ما يؤخر انتخاب مجلس نيابي جديد أو رئيس للجمهورية هو الخلافات بين الأحزاب والتيارات السياسية. في كل مرة يوشك أن يعترض الشعب على واقع ما تنسى الطبقة السياسية خلافاتها، تحمي مصالحها، وتحافظ على الأمر الواقع. فإذا كان بإمكانكم أن تتفقوا على الشعب فلماذا لا تتفقوا وتنقذوا الدولة اللبنانية المنهارة؟
لننظر إلى بيروت ولندع الأرقام تتحدث، نسبة الاقتراع لم تتخط 20 في المئة. اللبنانيون لم يقترعوا في أي انتخابات من سنوات، والقمامة طمرت الغني والفقير، والماء والكهرباء شحيحة، والطرقات مهملة، والعمارات الشاهقة مستفزة بأسعارها التي تضاهي أهم عواصم العالم، رغم كل ذلك لم يذهب أكثر من 80 في المئة الى صناديق الاقتراع للاعتراض أو تسجيل موقف. الرسالة واضحة لحزبي القوات والكتائب وتياري الوطني الحر والمستقبل وحركة أمل وحزب الله وكل ما يُسمى 14 و8 آذار وهي أن الشعب لا يؤمن بالطبقة السياسية.
وصل اللبنانيون إلى مرحلة يظنون فيها أن لا شيء يغير الواقع. قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد أن أفرادا من المجتمع المدني تمكنوا وللمرة الأولى أن يخوضوا انتخابات بلائحة تضم مواطنين عاديين، ضد أحزاب وتيارات تقليدية. انحدر الخطاب السياسي الى مستوى مخجل فقط لأن مجموعة من الشبان والشابات تطمح للأفضل. هناك الكثير من الملاحظات السياسية على أداء لائحة "بيروت مدينتي" المدعومة من المجتمع المدني لكن جرأة مرشحين لا خبرة سابقة لهم غامروا بكل شيء ليخوضوا انتخابات مثيرة للإعجاب. والفارق بعدد الناخبين بين لائحتهم الخاسرة ولائحة "البيارتة" المدعومة من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الرابحة ليس بكبير.
واذا نكر الناس لن ينكر التاريخ أن من أعاد إعمار بيروت هو رفيق الحريري، وعلى الرغم من غياب زعيم تيار المستقبل عن لبنان وبيروتها لسنوات ما زال بإمكانه الفوز بالانتخابات فوزا كاملا. البلد أي بلد يحتاج الى أحزاب وتيارات ومجتمع مدني ومثقفين وكل شرائح المجتمع ولا يقوم على إقصاء فريق وإسكات آخر. وإذا كانت الحملات الانتخابية مناسبة لتقاذف الاتهامات وتحطيم المقامات وتبادل الكلام الجارح، فالأيام التي تلي عملية الاقتراع تحتاج للتحليل واستخلاص العبر والعمل بهدوء.
الأرقام تقول إن عملية مراجعة الذات ملزمة للجميع وإن لم تحصل سينهار لبنان انهيارا كاملا. غالبية ناخبي بيروت لم يقترعوا لأحد وهذا واقع مخيف ويعني أن الناس كل الناس تواقون للبنان أفضل. والآن ما الحجة دون انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نيابي جديد؟.

نقلا عن العربية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة

.