احدى النعم التي يشكر الانسان البارىء على اعطاءه اياها هي نعمة النسيان، فالكثير يمرون بمحن ومواقف شتى تحزنهم اذ لا يفي بالعلاج في حينها سوى مرور الوقت وتنحي الذكريات والمعطيات في جارور الماضي ليكون النسيان الدواء الوحيد.
متى يكون النسيان فعلًا نقمة.... مرض الزهايمر او مرض خرف الشيخوخه والذي يصيب الذاكرة لتكون أول ما يتأثر ويصاب ففي البداية تكون المشكلة بسيطة اذ ينسى المريض بعض الأشياء الحديثة مثل نسيان بعض الأشخاص الذي قابلهم أو ماذا فعل في ذلك اليوم أو اليوم الذي قبله ولكن بمرور الوقت تتطور المشكلة لتزداد صعوبه وخصوصا تذكر الامور الحديثة مع الاحتفاظ بالذاكره القديمة التي لا يفقدها المريض فيكون عالق في الماضي بشكل تام إلا بالمراحل المتقدمة من المرض قد يفقدها ايضا.
يؤدي مرض الزهايمر الى فقدان وضرر في الخلايا العصبيه في المخ اذ يتطور الضرر بشكل تدريجي. اول من وصف وميز هذا المرض هو طبيب الماني يدعى الفيس الزهايمر اذ استطاع تمييز المرض لدى امراة بجيل 51 وعرض جميع التغييرات التي طرات في دماغها وحتى اليوم نتائجه وابحاثه هم الاساس في الاكتشاف النهائي للمرض. ان اعراض المرض تنعكس باشكال شتى على المصاب ولكن من ناحية اجتماعية فهي تتمثل بتاثير جسيم ،ان المريض يواجه اثر الاصابه ضرر في الذاكرة اذ ينسى الاسماء الوظائف ارقام ،كما يعاني المريض من صعوبة بتنفيذ مهام مثل نسيان اكل على الغاز او نسيان انه قام بتحضير وجبة اصلا . كما يواجه المصاب مشاكل في اللغه وصياغة الكلمات اذ يقوم كذلك بخلق كلمات جديدة لا معنى لها او تبديل كلمات باخرى غير ملائمة .
ان مريض الالزهايمر لا ينجح في استيعاب الوقت والزمان بشكل صحيح وذلك يؤدي الى ان يخرج المصاب دون ان يفهم اين هو وما هذا المكان وكم هي الساعة . يعاني المصاب كذلك من تغيير في الحالة النفسية اذ يواجه نوبات حزن شديدة كما يحصل ان يكون تغيير في الحالة النفسية بشكل مفاجىء وحاد مثل ان يكون سعيد ليبكي فجاة او غاضب لهادىء اذ يحدث كل هذا بدون سبب ظاهر وخلال وقت قصير .يواجه اهالي المريض صعوبة في التعامل وذلك كون ان المرض يعتبر من الامراض التي تظهر المصاب كشخص عادي وخالي من الامراض ،حيث ليس بالامكان ملاحظة مريض الزهايمر في الشارع والتمييز بمرضه ولذلك هناك عدة نصائح لتواصل اجتماعي جيد مع مريض الزهايمر حيث يتوجب علينا ان نتوجه بطريقة ايجابيه اذ يكون باستطاعته ان يرى تصرفنا لا ان يفهم كلماتنا ،من المهم ايضا ان نعطيه كامل الاهتمام والمتابعة وان نحرص على التكلم بشكل واضح ومغلق . وان نسال اسالة بسيطة لا معقدة كما ان ننظر في عينيه وان نشعره اننا نرى ما بقلبه واذا قمنا باعطاءه مهمه ولم ينجح فيها ليس علينا التركيز على فشله .
من المهم كذلك ان نتحدث معه عن الماضي ،كما من المهم ان لا نهاجمه في حال بدا بالتكلم بشكل غير مفهوم او غير متوازن او ذكر اشخاص غير موجودين .بالامكان الاستماع اليه لا ان نوجه اليه اسالة وامتحان في الذاكرة لان ذلك لا يجدي نفعا .
ان اهم دعم قد ياخذه مريض الزهايمر هو تعامل صحيح وداعم من العائله والمجتمع لنكون الذاكرة التي فقدها والامان الذي يحتاجه .
* الكاتبة طالبة أكاديمية من طمرة تدرس موضوع العلوم الإجتماعية في جامعة القدس