الأمل للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين/بقلم:د.فايز أبو شمالة

كل العرب
نُشر: 01/01 19:26,  حُتلن: 07:48

د. فايز أبو شمالة في مقاله: 

لم يكن مفاجئاً ترحب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بما جاء في خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولم يكن مفاجئاً ترحيب زعيم المعارضة الإسرائيلية إتسحق هرتسوغ بالخطاب

رحب نتنياهو بما جاء في خطاب السيسي فوراً وأبدى استعداده لبذل أي جهد مستطاع من أجل دفع مستقبل السلام والأمان بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وشعوب المنطقة

لم يكن مفاجئاً ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بما جاء في خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولم يكن مفاجئاً ترحيب زعيم المعارضة الإسرائيلية إتسحق هرتسوغ بالخطاب، فقد اعتبرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن نتنياهو وهيرتسوغ سيوظفان الخطاب للتغلب على المعارضة التي يبديها عدد من قادة حزب العمل الذين يطالبون بالانضمام للحكومة في حال إحياء المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وإن صدور الترحيب بخطاب السيسي من قبل نتنياهو وهرتسوغ في وقت واحد، يدلل على أن هناك تنسيقا مسبقا بين الثلاثة.

وبعيداً عن رأي الصحافة الإسرائيلية بالتنسيق المسبق بين الثلاثة، فقد رحب نتنياهو بما جاء في خطاب السيسي فوراً، وأبدى استعداده لبذل أي جهد مستطاع من أجل دفع مستقبل السلام والأمان بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وشعوب المنطقةـ وأزعم أن هذا الحديث يتوافق مع رؤية نتنياهو للحل السياسي في المنطقة، والذي تقوم على:

1- مشاركة الدول العربية في مفاوضات السلام، وقد سبق وأن قال نتنياهو أمام حزب الليكود، في ذكرى 24 لموت مناحيم بيجن: في 15/3/2006: قال: سابقاً، كان السلام مع الفلسطينيين طريقنا إلى العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، بينما اليوم صارت العلاقات مع الأصدقاء العرب طريقنا إلى السلام مع الفلسطينيين.

2- دعوة الرئيس المصري إلى السلام جاءت على أساس الأمل للفلسطينيين، والأمن للإسرائيليين؛ وهذه الدعوة وافقت هوى نتنياهو السياسي الذي لم يكف عن المطالبة بتوفير الأمل للفلسطينيين بحياة اقتصادية مزدهرة وتحقيق فرص عمل للجميع، وفي الوقت نفسه يطالب بالأمن بالإسرائيليين، ولو سألت ما هي حدود أمن إسرائيل، يجيب أودي سيجل، معلق الشئون السياسية في القناة الثانية، ويقول: إن الاحتفاظ بكل الضفة الغربية هو الضمان الوحيد لأمن إسرائيل.

نتنياهو الذي رفض المبادرة الفرنسية قبل أيام، وضرب بعرض الحائط كل الدعوات الدولية، يرحب اليوم بما يمكن أن نسميه المبادرة المصرية، وأزعم أن ذلك الرفض الإسرائيلي للمبادرة الفرنسية والقبول بالمبادرة المصرية يرجع إلى التجربة الناجحة في رفض نتنياهو حضور الاجتماع الدولي لدعم وقف إطلاق النار الإنساني في غزة" والذي عقد في باريس عشية الحرب على غزة وبالتحديد في 26/7/2014، وقد رفضت مصر حضور الاجتماع في ذلك الوقت، ورفض وفد السلطة الفلسطينية حضور الاجتماع أيضاً، وقد عاد الرفض الإسرائيلي للمشاركة في اجتماع باريس بنتائج إيجابية على أمن إسرائيل، حيث تم بعد ذلك ترتيب لقاء في القاهرة لوقف إطلاق النار، وتحت رعاية مصرية، حضرته إسرائيل وحضره وفد السلطة الفلسطينية، في 11/8/ 2014، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار، وقد تم ذلك دون أن تحقق المقاومة شروطها بموافقة إسرائيل على إقامة ميناء أو مطار لغزة.

لقد استهجن أودي سيجل معلق الشؤون السياسية في القناة الثانية، أن يحظى خطاب السيسي بالقبول السريع من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويضيف: "ما لم يقدم عليه زعماء الولايات المتحدة وقادة الاتحاد الأوروبي لم يتردد الرئيس المصري في التطوع بقبوله.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة