تخلل اليوم الأول للمهرجان العديد من الفقرات الفنيّة
بادر للمهرجان كل من اتحاد مدن جودة البيئة لمنطقة حوض البطوف وبلدية عرابة وبلدية سخنين، بالتعاون مع المركز الجماهيري محمود درويش في عرابة والمركز الثقافي في سخنين وجمعيات ومؤسسات فاعلة في المدينتين
الملفت للانتباه هو الحضور الكبير من العائلات من عرابة وسخنين وديرحنا وقرى البطوف وقد تضاعف عدد المتواجدين منذ اليوم الاول للمهرجان والذي يقام للسنة الثانية على التوالي
إنطلقت عند الساعة الرابعة من مساء يوم أمس الخميس فعاليات اليوم الأول من مهرجان "بطوفنا الثاني"، والذي بادر إليه كل من اتحاد مدن جودة البيئة لمنطقة حوض البطوف وبلدية عرابة وبلدية سخنين، بالتعاون مع المركز الجماهيري محمود درويش في عرابة والمركز الثقافي في سخنين وجمعيات ومؤسسات فاعلة في المدينتين من أجل تثبيت الفلاحين وأصحاب الأراضي بأرضهم، ولدعم المزارعين في عملهم الدؤوب في البطوف، وتذويت حب البطوف في اجيال الشباب الناشئة من خلال تفعيل عدد من المحطات المقامة في المكان من اكشاك لبيع منتوجات البطوف من الخضراوات الطازجة، منها البعلي ومنها الخالي من الاسمدة والادوية الكيماوية ومحطات بيع الخزفيات ومشغولات التطريز الشعبي الفلسطيني ومعرض للرسومات، ومحطة لركوب الخيل والحنطور وبيع المأكولات الشعبية، والمثلجات، وعرض اكبر تلسكوب في البلاد لمراقبة القمر، وفعاليات خيمة، ومنزل مبني على الطاقة الشمسية بالتعاون مع شركة عربية محلية ومرافقة طواقم من الشباب المتطوع من ابناء عرابة بمرافقة مسؤول الأمن والطوارئ حسن بدارنة ومرافقة مركز الريم الطبي والاسعاف مع حاتم بدارنة والطاقم المرافق، ومشاركة العشرات من افراد الحراسة والأمان مع مجيب زبيدات.
صور من المهرجان
والملفت للانتباه هو الحضور الكبير من العائلات من عرابة وسخنين وديرحنا وقرى البطوف وقد تضاعف عدد المتواجدين منذ اليوم الاول للمهرجان والذي يقام للسنة الثانية على التوالي، الامر الذي يدل على نجاح المهرجان في استقطاب انتباه الجمهور العربي في المنطقة، ومن المواطنين الذين اكدوا انهم شاركوا في السنة الماضية بفعاليات المهرجان وهذا دفعهم للمشاركة ايضا هذا العام ، مع التشديد على الجانب التثقيفي للأبناء وأن البطوف لا يمكن المساومة عليه ولا بأي شكل من الأشكال، وأهميّة النضال من أجل تجفيف المستنقع فيه "الغرق" والعمل في سبيل ري اراضي البطوف العطشى بالرغم من مرور الماء من فوق ظهرها لإيصالها للنقب.
وبرز من بين الحضور في اليوم الأول تواجد رئيس بلدية عرابة المربي علي عاصلة ، والقائم بأعماله عادل خربوش والنائب احمد كناعنة وعدد من اعضاء المجلس البلدي ، د. حسين طربيه مدير اتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف، محمود أبو جازي مدير المركز الجماهيري محمود درويش في عرابة ، موفق خلايلة مدير المركز الثقافي في سخنين ، الحاج احمد جربوني رئيس مجلس عرابة سابقا ورئيس جمعية البطوف.
هذا، وتخلل اليوم الأول للمهرجان العديد من الفقرات الفنيّة التي افتتحتها الطالبة ربى رباح والتي عرفت الأمسية الفنية فقالت:" سلام للأرض حين تصر على أرضها والبلاد ، سلام لرقصة السنابل البهية، سلام لفجر الارض في شموخه، سلام عليكم ، سلام اليكم يا أبناء هذه الارض ويا أبناء البطوف، رائحة الشوق عند اللقاء كرائحة الارض بعد المطر، لأنّ حياة الثرى بعض ماء وتحيا الأماكن ببعض البشر، جئنا بالمئات والآلاف لنحيي من أحيتنا على مر الزمن، ولنبعث الحياة إلى حياتنا ولنتنشق سحر الارض، عدنا إلى انفسنا، عدنا إلى نصفنا لنكتمل، عدنا إلى البطوف".
هذا وقدم مركز محمود درويش الثقافي في عرابة عدد من الفعاليات من دبكة شعبية، وفقرة زجلية مع ابراهيم الحريفة وصابر داوود ويرافقهما طارق قادرية والزمار محمد قصقصي ، وأغاني وطنية وشعبية، مع الفنان الملتزم لبيب بدارنة وفرقته الموسيقية، كما القت الطفلة شذا بكر ياسين قصائد تتحدث على حب الأم ، والوطن والأرض واختتمت الامسية مع الفنانة لينا خلايلة مع مجموعة اغاني تراثية وفلكلورية، وكانت الكلمة المركزية مع المربي الاستاذ علي عاصلة رئيس بلدية عرابة، والذي أكد:" اهلا وسهلا بكم في سهل البطوف واحييكم على مشاركتكم في مهرجان بطوفنا الثاني، والحمد لله الذي جعل انتماءنا لأرضنا نبراسا وتراث محفور في صدورنا، وعشق غاليا في قلوبنا وراية خفاقة عالية كتب عليها انا هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون". وأضاف علي عاصلة:" سخنين وعرابة اكثر البلاد ملكا لأراضي البطوف، والقناة التي تمر من اراضيهما قد تسببت بتدمير الاف الدونمات دون ان يستفيد المزارعون من هذه القناة ومن المياه التي تمر بها ، وسخرية القدر انه ليس لسخنين أو عرابة أو أي مجلس محلي عربي السلطة على هذه الارض وبالمقابل تتبع نسبة كبيرة منه لمجلس اقليمي مسجاف ولمجلس اقليمي عيمق يزراعيل، وبالرغم من ذلك نعمل على تنفيذ مشاريع تطوير وترميم للطرق الزراعية ومشاريع اخرى تعود بالفائدة على المزارعين".
وفي حديث مع د. حسين طربيه قال:" التحضيرات للمهرجان هذه السنة تطلبت جهداً أكبر، فقد كان من المتوقع أن يكون عدد المشاركين أكبر، فقمنا بترتيبات أفضل من السنة الماضية من مواقف السيارات وشركة الحراسة، كما واستقطبنا الكثير من ورشات العمل وفقرات فنية أخرى كي يكون هذا المهرجان متعة لكل أفراد العائلة، ولأن تحضر جميع الناس الى أرض البطوف، وتتشبث بأرضها وتقضي وقتاً ممتعاً عليها، ويتربى الأطفال على تربية حب الأرض وحب الوطن وحب التراث والرجوع الى الأصل، وهذا الأمر يجب تنميته في نفوس أبنائنا منذ الصغر، وفي جهاز التعليم في مدارسنا". وأضاف طربيه:" المناسبات في مدننا وقرانا قليلة جداً، فعدا عن الأعراس، قلما نرى مثل هذا الكم الهائل من الحضور، لدينا برامج ثقافية تربوية وتثقيفية والتي تحث الناس على مبادئ مهمة جداً، لذا فأنا أدعو جميع الناس للخروج من بيوتهم والحضور الى المهرجان البطوف، وأن يتمتعوا بقطف الخضراوات العضوية البعلية، والمساهمة في مساعدة الفلاحين الذين يحافظون على الأرض، ومن هنا فإننا دعونا حاييم بن حمو مدير عام سلطة تصريف المياه لزيارة المهرجان وقد لبى الدعوة ونشكره على الزيارة ، وأطلعناه على اهمية تجفيف الغرق وهو أخذ على مسؤوليته تخطيط مشروع البطوف من أجل مد مواسير للمياه وتخصيص مياه للمزارعين في السنوات القريبة، وقد تمت الموافقة على مد خط مياه بين العزير والبعينة، وبين العزير ومسلخيت، وشق شوارع زراعية، وكلنا أمل ان يتم الانتهاء من قضية التخطيط ، والانتقال للتنفيذ، ونحن اليوم في امور جديدة، والدعوة لجميع السلطات المحلية دعم لجنة التوجيه لنيل جميع الحقوق ".
الحاج أحمد جربوني رئيس مجلس عرابة سابقا، ورئيس جمعية البطوف قال:"سبق أن عقدنا جلسات مع هذه الهيئة التي يديرها حاييم بن حمو ووصلنا لقناعة بصدق النوايا ونحن املنا كفلاحين يكبر بتنفيذ المشاريع التي تساهم في تجفيف الغرق في البطوف والامر ملح في ري البطوف، وقريبا سيتم تنظيف القنوات الخاصة للتخفيف من مياه الغرق". أمّا حايم بن حمو مدير عام سلطة تصريف المياه بمنطقة كيشون قال:" توصلنا الى تفاهمات قوية للتوصل الى العمل على تجفيف منطقة الغرق في سهل البطوف ونحن في مرحلة التخطيط وتلقيت الدعم من بلديتي عرابة وسخنين، ونحن نتقدم بهذا الموضوع وقد اذهلني وجود هذا الجمهور الكبير في مهرجان البطوف ، وهو أمر يثلج الصدر".