مياسة خالدي:
تستطيع المرأة أن تثبت شخصيتها بوسائل ومظاهر عديدة غير العمل خارج المنزل
نجد اليوم في مجتمعنا مجموعة كبيرة من النساء، وهن نساء يقضين جل اوقاتهن في البيوت ويرغبن في إثبات أنفسهن في المجتمع
في القرى العربية تواجه النساء العديد من المشاكل وهي نابعة من التربية نفسها والتي تحث على ديمومة المرأة في البيت، وكأنه مكانها الأساسي والطبيعي فقط
ليدي- مياسة خالدي من قرية عرب الخوالد عاملة اجتماعية تعمل مرافقة تشغيلية في جمعية "מעברים בעמק"، والتي تجمع خمس بلدات عربية، وهي ناشطة نسوية لديها طاقة كبيرة في تغيير وضع المرأة في هذه البلدات للأفضل من خلال مشاريع عديدة تتولى فيها القيادة.
مياسة خالدي
تقول مياسة خالدي:" نجد اليوم في مجتمعنا مجموعة كبيرة من النساء، وهن نساء يقضين جل اوقاتهن في البيوت ويرغبن في إثبات أنفسهن في المجتمع، وقدرتهن على العطاء ،شعرت أنه ينقصهن بعض من مقومات تكوين الذات، والجرأة على التعبير عن الرأي وتكوين موقف شخصي لكل واحدة منهن".
وأضافت خالدي: "من الأمور التي تساعد النساء على تخطي هذا، والانتقال من الرغبة الى الحقيقة العمل، فالعمل يُشعر المرأة أنها لا تقف عاجزة عن تقديم شيء، بل على العكس تماماً، تشعر بأهميتها، وبأنها كيان قائم بحد ذاته، وتعتبر النساء المجموعة الأضعف، لذلك ينقصهن الدعم المعنوي، فنحن نساعدهن على الخروج للعمل، وتقوية العزيمة والثقة بأنفسهن، فالمرأة التي تعمل، تضيف الى البيت دخلاً ماليا، فتصبح شريكة في اعالة العائلة، فتساعد عائلتها وأفراد عائلتها، وهذا الأمر يشعرها بالاستقلالية، وبأهميتها كفرد بين عائلتها وتؤثر على مجتمعها".
وتنسب خالدي خروج المرأة للعمل إلى جملة من الأسباب، أهمها عوامل اقتصادية، فالمرأة تخرج للعمل لحاجتها الماسّة للمال، فقد تكون مسؤولة عن أطفالها أو عن والديها إن لم تكن متزوجة، وهنالك عوامل نفسية كالرغبة بالخروج للعمل لتحقيق ذاتها وتحقيق سعادة من خلال العمل وتحقيق طموحها، وأضافت أيضاً وجود عوامل اجتماعية ،فالمرأة ترى أن عليها مشاركة الزوج ولو مشاركة رمزية، لكن خالدي تعتقد أن سبب خروج المرأة للعمل ليس فقط للأسباب السابق ذكرها ،إنما قد تلجأ المرأة للعمل من جانب التحدي ولتظهر بأنها بمستوى الرجل ولا تقل درجة عنه..
وتؤكد خالدي:" من الخطأ أن تشعر المرأة أنها عبء وتنتظر المساعدة من أحد، وبالذات من الرجل أن يعيلها، ويهتم بشؤونها، لا، فهي تملك القدرة الكافية على اعالة نفسها والآخرين أيضاً، وباستطاعتها أن تكون عضواً فعالاً في إقامة هذا المجتمع، وأن تربي أبناءها على القيم الصحيحة ليكونوا أشخاصا مستقلين مثلها، لذلك فمن الواجب أن نكون كتلة قوية، والقوة أساسها التعاون، وعلى المرأة مساعدة الرجل وبناء المجتمع".
وتتتابع خالدي: "في القرى العربية تواجه النساء العديد من المشاكل وهي نابعة من التربية نفسها والتي تحث على ديمومة المرأة في البيت، وكأنه مكانها الأساسي والطبيعي فقط، كما وتستصعب المرأة ترك أطفالها في البيت والخروج الى العمل، خاصةً في غياب الأطر والنوادي للأطفال في منطقة عرب الخوالد، كما للمواصلات الداخلية او من والى المدن المجاورة تأثير كبير ، ويجب أن يكون الدخل عالٍ جداً حتى تستطيع المرأة الحصول على سيارة، وبهذا تكون المرأة بحاجة لطرف مساعد دائماً وهو الرجل، إن كان الأب أو الأخ أو الزوج، لنقلها من مكان الى آخر".
وتؤكد خالدي:" كثير من النساء يعملن لإثبات وجودهن وبناء شخصيتهن ، فالعمل يحقق منفعة للمرأة قد تتجاوز المنفعة المادية وتصل الى المنفعة الذاتية أو النفسية ،وتحقق وجودها من خلال العمل لتثبت للآخرين وتثبت لأهلها ولأقربائها ولزوجها ( إن كانت متزوجة ) أنها قادرة على أن تعمل ولها وجود".
وتقول خالدي: "تستطيع المرأة أن تثبت شخصيتها بوسائل ومظاهر عديدة غير العمل خارج المنزل ،فقد يكون من خلال الإبداع الأدبي، أو من خلال الإنتاج الفني والعمل اليدوي أو إتقان أمور أخرى داخل المنزل تخدم فيها أسرتها، وينقصها الدعم ، كما أن حاجة المرأة الماسة للمال قد تجعلها تلجأ إلى جملة من الأعمال القاسية غير المناسبة، كالعمل الليلي في المصانع ، والأعمال الشاقة التي تحتاج إلى بذل جهود فوق طاقة المرأة، أو العمل بأماكن بعيدة عن مسكن المرأة وتحتاج إلى مواصلات عديدة وطويلة، ونحن نسعى ان تكون اماكن العمل قريبة وان لا تتحمل المرأة عناء السفر لاماكن بعيدة وظروف مناسبة وفق اخلاقيات المجتمع العربي الذي نعيش فيه".
واضافة لذلك، الخوف من الخروج والانخراط في الوسط الاخر، ولا يوجد لديها الثقة بالنفس لتسأل وتستفسر، وهذا حاجز كبير جداً يؤثر على الشابات في المجتمع العربي، كما تشعر النساء أن المنفذ الوحيد للخروج من هذا الخوف والتقوقع هو الزواج، ومن هنا يقعن في فخ الزواج المبكر ونحن بدورنا نقوم بتوعية الشابات بهذا الخصوص، بالإضافة الى حياتها الشخصية والعملية يجب بناء شخصيتها وتقويتها".