الخبير العسكري الإسرائيلي في مجال الصواريخ ناتان فاربر:

لماذا تستعد الجبهة الداخلية الإسرائيلية للقيام بعمليات إخلاء جماعية للإسرائليين عند إندلاع أي مواجهة عسكرية قادمة، ولا سيما على الحدود مع غزة!!! لماذا لا يشعر أكثر من 25% من الإسرائيليين بالأمان في حال بدء تساقط الصواريخ عليهم؟!!

طالما أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تقدر أن جميع أنحاء إسرائيل ستكون جبهة قتالية فماذا نعمل حينها إن كانت جميع المناطق معرضة للاستهداف الصاروخي؟

معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة عبرية:

منظومة القبة الحديدية لن تستطيع اعتراض كافة الصواريخ في أي مواجهة مقبلة

في الحرب المقبلة سواء كانت مع حزب الله أو حماس، فإن منظومة القبة الحديدية لن تستيطع اعتراض كافة الصواريخ

صرّح الخبير العسكري الإسرائيلي في مجال الصواريخ ناتان فاربر، لمصادر صحفية، أنّ هناك شكوكًا كبيرة في نجاح منظومة القبة الحديدية في مواجهة القذائف الصاروخية الفلسطينية. 

صورة ارشيفية للقبة الحديدية

وتابع قائلا: "أتسائل، لماذا تستعد الجبهة الداخلية الإسرائيلية للقيام بعمليات إخلاء جماعية للإسرائليين عند إندلاع أي مواجهة عسكرية قادمة، ولا سيما على الحدود مع غزة!!! لماذا لا يشعر أكثر من 25% من الإسرائيليين بالأمان في حال بدء تساقط الصواريخ عليهم؟!!".

وأكد أنه مقابل ما تعلنه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن نجاحات القبة الحديدية وصلت نسبتها 90% فإن ربع الإسرائيليين فقط يعتقدون بذلك. وأورد فاربر جملة إحصائيات تؤكد وجهة نظره المشككة في هذه الثقة التي تعلنها إسرائيل بالقبة الحديدية، ومنها أنه في حرب غزة الأخيرة (الجرف الصامد) أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي أن 735 قذيفة صاروخية سقطت على إسرائيل.

وأضاف الخبير العسكري تصريحاته قائلا: "طالما أن النجاحات المعلنة للقبة الحديدية هي 90% فإن ذلك يعني أن سبعين قذيفة صاروخية نجحت في الإفلات من القبة الحديدية". واعتبر فاربر أنه بغض النظر عن الإحصائيات الإسرائيلية المتضاربة في وقت الحرب فإن السؤال الأهم هو لماذا لا تزيد نسبة من يشعرون من الإسرائيليين بالأمان على 25% فقط؟ كما تساءل أيضا عن شعور الباقين البالغة نسبتهم 75%، وهل هذا يعني عدم الاعتماد على منظومة الدفاع الإسرائيلية؟
ونقل فاربر عن ضابط إسرائيلي في قيادة الجبهة الداخلية أنهم سيقومون بإبعاد الإسرائيليين عن مرمى نيران قذائف الهاون قصيرة المدى التي لا يزيد نطاقها على سبعة كيلومترات، مما يعني إخلاء عشرين ألف إسرائيلي في منطقة غلاف غزة، وهذا الرقم سيكون خمسة أضعاف إن تعلق الأمر بسكان التجمعات الإسرائيلية الشمالية.
وتساءل فاربر: كيف سيتم إخلاء هذه الأعداد من الإسرائيليين تحت النيران بالدبابات أو ناقلات الجند، وأين سيتم إخلاؤهم؟، وقال "طالما أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تقدر أن جميع أنحاء إسرائيل ستكون جبهة قتالية فماذا نعمل حينها إن كانت جميع المناطق معرضة للاستهداف الصاروخي؟". وأشار إلى أن كل ذلك يطرح تساؤلات كثيرة بشأن قدرة القبة الحديدية في حماية الإسرائيليين، لأن تكلفة إخلاء عشرات آلاف الإسرائيليين تبلغ عدة مليارات.

فيما قال معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة معاريف العبرية، الصحفي يوسي ميلمان، "إن منظومة القبة الحديدية لن تستطيع اعتراض كافة الصواريخ في أي مواجهة مقبلة". وأضاف ميلمان، "أنه في الحرب المقبلة سواء كانت مع حزب الله أو حماس، فإن منظومة القبة الحديدية لن تستيطع اعتراض كافة الصواريخ، حتى لو شن سلاح الجو ضربات قاسية في اللحظات الأولى لتلك المعركة" .